2007 / 11 / 23
دان سماحة الشيخ الحبيب تطاول بعض الصحف في الدانمارك وأقطار غربية أخرى على شخصية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أخيرا، لكنه استدرك ذلك الموقف بتحميل الطائفة البكرية المسؤولية تجاه ذلك، معتبرا أن ما ضمّنته هذه الطائفة في مدوّناتها التراثية من أكاذيب شوّهت صورة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) من جهة؛ وما عبّدته هذه الطائفة من طريق يزجّ بأفرادها نحو الإجرام والإرهاب والوحشية من جهة أخرى؛ هما السبب في تكوّن هذه الصورة المغلوطة عن نبي الرحمة ودين الإسلام لدى المجتمعات الغربية.
وقال الشيخ الحبيب: ”إن الفرد الغربي عندما يشاهد في التلفاز مشاهد قطع رؤوس الأبرياء باسم الإسلام وتحت رايته، ثم يبحث وينقّب في الكتب التراثية المنتسبة للإسلام فيجد أن شخصية نبي هذا الدين قامت بالتعذيب وصلب الجثث وسمل العيون والالتذاذ بمشاهدة الناس وهم ينزفون دما حتى الموت! وهو ما يرويه البكريون في صحاحهم وكتبهم.. عندما يرى الغربي ذلك كله؛ كيف له أن لا يتحوّل إلى قنبلة موقوتة ضد الإسلام ونبي الإسلام“؟!
واعتبر الشيخ الحبيب أن الطائفة البكرية ”مجرمة“ في حق نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فإنها هي التي شوّهت صورته العظيمة حينما ملأت مصادرها بهذه الأكاذيب والافتراءات التي خلقها حكام وخلفاء الجور لتبرير جرائمهم ضد الإنسانية من باب أنها من فعل النبي صلى الله عليه وآله. كما أن هذه الطائفة هي التي فرّخت لنا زمر الإرهاب والإجرام بسبب تعاليمها العنفية اللاإنسانية التي تشجع على القتل والحرب أكثر مما تشجع على حفظ النفوس والسلام. متسائلا: ”ماذا أنتج لنا ما يسمى بالإسلام السني سوى هذه الجرائم والمصائب“؟!
إلا أن الشيخ الحبيب لم يعفِ الغربيين من المسؤولية تماما، قائلا: ”كان يفترض بهم - وهم أهل العقل كما يزعمون - أن يبحثوا أكثر ليعرفوا الصورة الحقيقية لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك من خلال مطالعة ما يرويه أبناؤه الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم، لا الاكتفاء فقط بما رواه أعداؤه المنتسبون إلى ملته زورا وبهتانا. كلا إنهم ليسوا معفيين من المسؤولية، ونطالبهم بالاعتذار لأنهم رسموا لنا شخصية نبي آخر لا نعرفه! ليس هذا محمد الذي نعرفه! فنبينا (صلى الله عليه وآله) هو نبي السلام والرحمة والشفقة، لا هذا“.
وطالب الشيخ زعماء البكريين بإعلان تبرؤهم مما رواه أمثال البخاري ومسلم والطبري وغيرهم من افتراءات على مقام النبوة، والوقوف وقفة شجاعة ضد رموز التاريخ المظلم من خلفاء وسلاطين وحكام أدخلوا في الدين من تعاليم الإجرام والإرهاب الكثير، فتتم تنقية الموروث الفقهي والتشريعي من كل هذه التعاليم الوحشية، وسد الباب أمام المتطرفين والإرهابيين العامدين إلى استغلال الدين في أعمالهم الإجرامية، فإنه ”بغير سد هذا الباب لا يمكن القضاء على الإرهاب، حتى لو أعلن زعماء البكريون براءتهم من هذه الأفعال. فما دام المسوّغ الشرعي موجودا في السيرة والتاريخ والأحكام المستنبطة؛ فلن تتوقف هذه الموجة الإرهابية أبدا“.
مشدّدا على أنه ”إن لم يقم زعماء الطائفة البكرية بذلك؛ فإنهم يعتبرون مشتركين في الجريمة ضد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فهم الذين وفروا لليهود والنصارى والكفرة الملحدين الذرائع لشن حربهم على مقام خاتم الأنبياء بأبي هو وأمي. وعلى هذا نحن نجرّم هذه الطائفة - ونقصد زعماءها الدينيين - إلى أن يعلنوا الموقف المطلوب منهم تنزيها لمقام النبوة عما نسبوه إليه“.