2007 / 11 / 23
أفادت صحيفة ”القبس“ الكويتية أن النيابة العامة أحالت إلى محكمة الجنايات قضية جديدة ضد الشيخ الحبيب لتضاف إلى سابقاتها من القضايا المصنفة تحت عنوان (قضايا أمن الدولة) والتي صدرت فيها أحكام متعددة بالسجن، منها حكم بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة ”إهانة الخلفاء والصحابة والتسبب في زعزعة الاستقرار في البلاد“، وحكم آخر بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة ”توزيع مطبوعات بغير ترخيص“ والمقصود بها جميع الإصدارات الإعلامية والثقافية التي تصدرها هيئة خدام المهدي (عليه السلام) وينشرها فرعها في الكويت باعتبار أن الشيخ الحبيب كان هو الداعي لتأسيس الهيئة.
غير أن مهتمين اعتبروا التهمة الجديدة التي أسندتها حكومة الكويت إلى سماحة الشيخ سابقة هي الأولى من نوعها وتحمل في طياتها تطاولا على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) جميعا، وذلك لأن نص التهمة المسندة إليه هي: ”التحريض على اعتناق مذاهب هدّامة“!
ويعني ذلك أن المذهب الشيعي - إذا صح التعبير - يعتبر من المذاهب الهدّامة في نظر الحكومة الكويتية ونيابتها العامة!
ويرجّح أن يكون نص الاتهام قد وُضع بهذه الصيغة من قبل النائب العام حامد العثمان - رئيس جهاز النيابة العامة - المشهور بعدائه للتشيّع وانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.
المهتمّون اعتبروا أيضا أن هذه القضايا التي يتكرر رفعها ضد الشيخ هي محاولة حكومية لتنفيس الاحتقان السلفي الوهابي منه ومن المتأثرين بفكره، رغم هجرته إلى خارج الكويت.
كما يكشف ذلك عن حجم العجز الذي يسيطر على أنصار قتلة وظلمة أهل البيت (عليهم السلام) عن ردّ ما يطرحه الشيخ الحبيب من حقائق علمية وتاريخية تكشف للأمة حقيقة هؤلاء المجرمين المنافقين، ولذلك يحاول أتباعهم بأي شكل من الإشكال إيقاف ومنع الشيخ وتقييده.
وكان الشيخ الحبيب قد أبدى استعداده شخصيا لمناظرة تحريرية علنية موثقة تنشرها الصحف ووسائل الإعلام بينه وبين أي عالم كبير تختاره الطائفة البكرية حول حقيقة أبي بكر وعمر وعائشة عليهم اللعنة، وذلك ضمن ردّه الرسمي على تصريحات النائب الوهابي في مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) وليد الطبطبائي التي طالب فيها الشيعة بالتبرؤ منه مقابل التبرؤ من الإرهابي المدعو بأبي مصعب الزرقاوي!
وحتى اليوم لم يقبل التحدي أيٌّ من علماء الطائفة البكرية، كما امتنعت الصحف الكويتية بالذات عن نشر هذه الدعوة من قبل الشيخ رغم أنها نشرت في السابق ردودا وتصريحات أخرى كانت أقل أهمية، وكان الامتناع عن النشر درءا لإحراج كبار العلماء البكريين والوهابيين على ما يبدو.
وكردّ على دعوات الشيخ المتكررة لمعرفة التاريخ الحقيقي الإجرامي لأبي بكر وعمر وعائشة (عليهم اللعنة) لم يملك أنصارهم في الكويت سوى نصب ثلاث لافتات كبيرة على إحدى المباني الخربة الآيلة للسقوط والمقابلة لمنطقة الجابرية - ذات الأكثرية الشيعية - وقد كُتب عليها بقصد الاستفزاز: ”أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه - أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها - الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه“!
إلا أن الشيعة في الكويت أخذوا هذا العمل مادة للتندّر والتفكّه حتى شاع بينهم أن الوهابيين الذين نصبوا هذه اللافتات أكثروا - بغير إرادة منهم - من مجموع اللعنات التي يصبها المؤمنون يوميا على هؤلاء المجرمين الثلاثة حيث بمجرد مرورهم في الشارع الذي يقع فيه هذا المبنى ومشاهدتهم لتلك الأسماء الثلاثة يتوجهون إلى الله تعالى بلعنهم والدعاء عليهم بزيادة العذاب في جهنّم لما أجرموه بحق رسول الله وأهل بيته الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وبعد فترة وجيزة أقدم الوهابيون بسبب ذلك على تغطية اللافتات الثلاث بقماش أسود عريض إلى أن تمت إزالتها!
وتكشف هذه الحوادث مدى الارتباك والتصدّع الداخلي الذي أصاب الطائفة البكرية جرّاء تنامي الوعي الشعبي العام بحقيقة تاريخ ما يسمى بالخلفاء والصحابة وهو الوعي الذي جعل عشرات الألوف من أبناء الطائفة البكرية يعلنون براءتهم من عقيدتهم القائمة على تقديس الظالمين والجائرين، وموالاتهم لأهل البيت المظلومين عليهم أفضل الصلاة والسلام.