في سؤال وجه لسماحة الشيخ الحبيب في الجلسات البحثية بخصوص الوضع العراقي الراهن وكيفية الخلاص من الأحزاب السياسية الفاسدة وركوبهم لموجة التظاهرات الشعبية، وعن موقف المرجعية من النظام السياسي القائم، أجاب سماحته:
كيف يتحقق التغيير وسقوط هذا النظام وإزاحة الطبقة السياسية بأحزابها وشخصياتها؟
لا يمكن أن يتحقق إلا بواحد من أمرين، إما أن تأتي قوة خارجية تزيح هذا النظام وشخصياته، وهذا معناه تدخل أمريكا من جديد، وهو خيار مستبعد وغير محبذ، وإما أن تكون هنالك قوةٌ من داخل النظام تنحاز إلى الشعب، فالثورات التي حصلت إما بقوة خارجية أو بقوة داخلية كثورة تونس -على سبيل المثال-.
هذا الأمر يمكن يتم التعويل عليه في العراق بأن تنحاز بعض الألوية والشرطة والجيش وتجبر من بيدهم مقاليد السلطة على أن يزيحوا أنفسهم، ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق من دون ضوءٍ أخضر من المرجعية لما لها من هيمنة على المشهد، لذلك فإن هذه المظاهرات إن استمرت على وتيرتها هذه من دون أن تحصل على ضوء أخضر من المرجعية يحفّز ألوية أو فئات أمنية على إجبار من هم في المنطقة الخضراء على الاستقالة، فإن هذه المظاهرات ستستمر بلا جدوى ولن تكون نتيجتها سوى مزيد من الدم الذي يتساقط يوميا -مع الأسف الشديد-. لذلك لابد من التوجه إلى منزل السيد السيستاني حفظه الله لتوفير الضغط الشعبي الكبير الذي يسمح لسماحته بالتدخل الحاسم لإزالة الحكومة الحالية، فالمرجعية أثبتت دائما أنها تتناغم مع تطلعات الشعب.
وأضاف الشيخ: "إذا ما أراد المتظاهرون الحل النهائي؛ فعليهم التوجه إلى النجف الأشرف والالتحام بالمرجعية الدينية ومطالبتها بالتدخل لإسقاط هذا النظام وعزل الطبقة السياسية أجمع".
وأكد الشيخ الحبيب على قيام دولة أمنية -كمرحلة انتقالية- إذا ما تم إسقاط هذا النظام الفاسد، وذلك بتكوين حكومة أمنية وبضوء أخضر مرجعي وتحت إشرافها، وإجراء استفتاء شعبي عام تحت إشراف أممي حول نوع النظام الذي يرغب به الشعب العراقي في المرحلة المستقبلية.
كما أشار الشيخ إلى إصدار عفوٍ عام للطبقة السياسية الفاسدة والمجرمة شريطة أن لا تحدث مشاكل وبلبلة، وذلك على غرار العفو العام الذي أصدره الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ومنِّه على أهل مكة بعد فتحها، وقوله "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وكذلك كمنِّ أمير المؤمنين عليه السلام على أهل الجمل.
وقال الشيخ الحبيب أن الضمانة الوحيدة التي يمكن التعويل عليها في العراق لضبط الأمور بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وآله هي ضمانة المرجعية فقط، وليس لدينا سقف آخر من الناحية الشرعية والأخلاقية. مضيفًا، أن الشعب العراقي سيفرح كثيرًا إذا ما صدر بيان حاسم من المرجعية بالعزل السياسي وبالدعوة لقيام نظام أمني انتقالي في العراق.
ونادى الشيخ بحل الأحزاب وحل المليشيات أو دمج عناصرها بالجيش العراقي، وأن يكون القرار والولاء واحد، "لله، وللأئمة عليهم السلام، وللمرجعية والوطن".
كما نبّه الشيخ الحبيب المتظاهرين إلى عدم ارتكاب المحرمات كالرقص والغناء وما أشبه ذلك -التي جرت من بعضهم-، إذا ما أرادوا الانتصار في هذه التظاهرات، فإن الإمام الحسين عليه السلام قال "من حاول أمرًا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو، وأسرع لمجيء ما يحذر".