دراسة أكاديمية تتوقع صعود وتنامي (الحالة الحبيبية) في المستقبل القريب وتحقيقها نجاحات كثيرة وقوية

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

13 شعبان 1441

خلصت دراسة أكاديمية منشورة حديثا إلى وجود العديد من الشواهد الحالية التي تدعم وتعضد من احتمالية تحقق سيناريو صعود وتنامي ما أطلقت عليه (الحالة الحبيبية) في المستقبل القريب، حيث إن «ياسر الحبيب وحالته وأفكاره يكسبون موارد بشرية وقواعد جديدة لهم بشكل متنامي ومتصاعد؛ خصوصا في الدول والمجتمعات التي حدثت فيها ثورات الربيع العربي أو الدول التي تأثرت بتلك الروح بشكل غير مباشر. والمقصود بهذا السيناريو أن الحالة الحبيبية سوف تستطيع في المدى الزمني المستقبلي القصير، أن تحقق مزيدا من التنامي والتصاعد، وأنها سوف تحقق نجاحات كثيرة وقوية في شتى المناحي المتعلقة بالحالة والمرتبطة بها».

الدراسة حملت عنوان (المرجعية الشيرازية في الفكر الشيعي) للدكتور المصري محمد يسري أبو هدور من جامعة الإسكندرية، والتي تمحورت حول دراسة ظاهرة «الشيخ ياسر الحبيب تحديدا لكونه يمثل نموذجا معبرا بقوة عن التوجهات التقليدية للمرجعية الشيرازية، ولانتشار وذيوع خطابه الإعلامي والدعوي من خلال محاضراته ودروسه».

وفيما يلي مقتطفات لافتة للنظر مما جاء في الدراسة المطبوعة الصادرة عن دار رؤية للنشر والتوزيع سنة ٢٠٢٠:

ص١٢٠: الباحث المدقق في الحالة الحبيبية سوف يجد أن هناك عددا من الأهداف والغايات المعلنة التي يسعى إليها ياسر الحبيب، ومن أهم تلك الأهداف تلك النقاط التي وردت في وثيقة مبادئ ومنطلقات هيئة خدام المهدي، والتي جاء فيها:

١- التمهيد لقيام مولانا حجة الله على خلقه أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.
٢- إنهاض المجتمع الشيعي ورفع مستوى وعيه وكفاءته الحضارية.
٣- معالجة مواطن الاعتلال العقائدي وتنقية المجتمع الشيعي من الشوائب وصولا لحالة السلامة العقائدية.
٤- إنهاء حالة الانهزامية والتراجع والخمول في المجتمع الشيعي.
٥- السعي لاستلام الشيعة موقعية الريادة والطليعة العالمية في شتى المجالات.
٦- هداية البشرية بمختلف أديانها وطوائفها إلى نور وعقيدة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.

والحقيقة أنه بتحليل ومراجعة تلك النقاط السابقة، سوف نجد أن الأهداف العامة للحالة تتمثَّل في نقطتين في غاية الخطورة والأهمية، وهما:

١- إحداث حالة تجديدية ثورية داخل الكيان الشيعي.
٢- تمكين الشيعة من الوصول لمرحلة أستاذية العالم.

● ص١٢٤: تلك إذن معالم الحركة التجديدية الحبيبية المنشودة، ثورة بدون دماء ولا خسائر في الأرواح، ثورة فكرية عقائدية (أيديولوجية) ينتج عنها بالتبعية تغيير في الأنظمة السياسية القائمة، بحيث إنه يتم عندها استبدالها بأنظمة سياسية جديدة منبعثة في الأساس من الأيديولوجيا الشيعية الرافضية المهيمنة.

● ص١٢٧: ويعد أهم فارق بين الحالة الحبيبية وغيرها من الحركات السنية، هو اعتماد الأولى على مرجعية الأئمة من آل البيت بشكل أساسي وأصيل، بحيث نجد أن أقوال هؤلاء الأئمة وأفعالهم تُعَدُّ مكافئة لأحاديث وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه من جهة أخرى، كما أن تلك الأقوال والتعاليم تُعَدُّ من جهة أخرى بمثابة مذكرة توضيحية مفسرة ومبينة للقرآن الكريم. ويمكن أن نلاحظ قوة ذلك العامل في التأثير على الحالة الحبيبية بتحليل خطابات وكتابات ياسر الحبيب نفسه، فقد اعتاد الحبيب أن يبتدئ كل خطبه ومحاضراته بالافتتاحية الآتية: (القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني). وتؤكد تلك الافتتاحية على قوة تأثير الاعتقاد في عصمة الأئمة ومرجعيتهم المطلقة في تشكيل الحالة موضع الدراسة وترتيب قواعدها وتحديد أفكارها ومرتكزاتها الأيديولوجية.

● ص١٤٦: والباحث المتتبع لفكر ومنهجية الشيخ ياسر الحبيب سوف يلاحظ أن الحبيب قد استخدم في دعوته مبدأ الولاء والبراء بشكل أساسي ورئيسي في دعوته، وبشكل لا نجده كثيرا في الحركات الشيعية الأخرى. فقد طوَّر الحبيب مفهوم الولاء والبراء عند الشيعة، بحيث أخذ ذلك الاعتقاد شكلا عمليا واقعيا حقيقيا بعدما كان قبله مقتصرا على النواحي المعنوية والحسية. وقد أشار الحبيب إلى نظرية (الولاء والبراء) في الكثير من كتاباته ومحاضراته، ففي محاضراته المعنونة بـ (تحرير الإنسان الشيعي) يبين الحبيب المشكلات الأساسية التي تواجه الشيعي المعاصر فيوجه كلامه له قائلا: (لا تخشى الغربة لتكون سيدا في الدنيا والآخرة، لا عليك أن كان غيرك منكوسا هكذا... لا عليك أن كانت الأكثرية تمضي هكذا، كن أنت حرًا وإن استلزم ذلك أن تكون غريبًا وسط هذا الخلق الملبوس).

● ص١٥٦: فلما كانت الحالة الحبيبية مثل غيرها من الحالات والحركات الراديكالية الإسلامية، تقوم في أساسها على فكرة (نقاء الفكرة) أو (التصفية والتخلية) كما هو شائع؛ فإن ذلك الأمر قد استلزم أن تحاول الحالة أن تُصفِّي نفسها وقواعدها وأفكارها من أي دنس قد يُلحق بها من الأفكار الشيعية الأخرى المخالفة لها في أصولها ومرتكزاتها وأهدافها السياسية.

● ص١٦٣: إن ياسر الحبيب قد أعلن في العديد من محاضراته وكتبه ولقاءاته التلفزيونية، أنه يرى أن المرجع «صادق الشيرازي» هو المرجع الأكثر علما في هذا العصر، وأنه قد دعا أنصاره إلى تقليده بشكل واضح، ويظهر ذلك بجلاء في الخطاب الإعلامي للحالة الحبيبية والذي يتبين في قناة فدك وقناة صوت العترة والمنشورات المختلفة التي تصدر عن جمعية خُدَّام المهدي. ولكن مع اعترافنا بوجود علاقة قوية تربط ما بين ياسر الحبيب والشيرازيين. فإنه لا يمكننا أن نَعُدَّ الحالة الحبيبية هي مجرد امتداد أو جزء من المرجعية الشيرازية، بل إننا نعتقد أن الحالة الحبيبية هي كيان متمايز ومنفصل بذاته ووجوده وله من السمات والصفات ما يبتعد بها كل البعد عن أن تكون مجرد امتداد جغرافي في إنجلترا عن الوجود الأصلي القائم للشيرازية في قم بإيران، ويعترف الحبيب نفسه بأن المرجعية الشيرازية ليست متوافقة معه في كل ما يقوله، وفي الوقت نفسه ليست ضده في كل شيء.

● ص١٦٥: وإذا حاولنا أن نجمل كل ما سبق، فإنَّه من الممكن أن نلخَّص موقف الحالة الحبيبية، بأنها تيار صدامي راديكالي ثوري نبع وتشكَّل من داخل التيار الشيرازي، إلا أن ظروف تكوَّنه وتطوره وتحديثه قد حدا به إلى أن يأخذ صيغة نهائية مختلفة ومنفصلة عنه، مما يجعلنا نتعامل مع الحالة الحبيبية على كونها تيارا مستقلا له صفاته الخاصة.

● ص١٦٩: يمكن أن نحصر الإنتاج الفكري للحالة الحبيبية في كتابات ومحاضرات وخطب مُنظِّرها ومرجعها الشيخ ياسر الحبيب، فحتى الآن لم تظهر أي قامة فكرية تستطيع أن تشاركه في تشكيل الخط الفكري العلمي للحالة.

● ص١٨٣: أعتقد أن (الحالة الحبيبية) سوف تستفيد كثيرا من تلك الظروف التي تهيئت لها بفعل ثورات الربيع العربي، وأن الخط الفكري الذي ابتدعه الشيخ ياسر الحبيب سوف يجد الكثير من المهتمين والأتباع الذين يُقبلون على الالتحاق بالحالة الحبيبية وعلى اتباع أفكارها ومناهجها العنيفة الصدامية التي لا تقبل أبدا بالحلول الوسطى ولا تعترف إلا بمركزية مبادئها.

● ص١٨٣: استطاع ياسر الحبيب في السنين القليلة السابقة أن يختط لنفسه خطا منفردا عن غيره من الشيوخ والمرجعيات الشيعية الأخرى، ومن أهم الوسائل التي ساعدت الحبيب على ذلك هو شخصيته القوية وحضوره المهيب؛ مما أثر في تكوُّن كاريزما ملاصقة به، وكانت تلك الكاريزما أحد الأسباب الرئيسية في انتشار أفكاره بين العديد من الأشخاص، فعلى سبيل المثال أشار العديد من المتشيعين الجدد لموقف الحبيب أثناء المباهلة التي عقدت بينه وبين الشيخ السُّني محمد الكوس فقد نظر هؤلاء إلى تلك المباهلة على كونها عملا غير اعتيادي وغير مسبوق وإن ذلك العمل يؤكد على إيمان صاحبه وقوة إرادته وصفاء عقيدته، كما أن الكثير من الشيعة من أتباع الحبيب يرون فيها نموذجا رائعا يجسد القوة الشيعية تلك التي توارت في السنين الفائتة خلف حجاب التقية والمداراة وإيثار السلامة والبعد عن المواجهة والصدام. فإذا ما جمعنا بين تلك النقطة والنقطة السابقة سنجد أن فرصة تصاعد الخط الحبيبي كبيرة جدا وذلك كون الفئات العمرية الشبابية الميالة للثورة دائما ما ترتبط بشخصية كاريزمية قوية مثل شخصية ياسر الحبيب.

● ص١٩٢: ويجب أن نضع في الحسبان أن معظم مؤيدي الحبيب هم من سكان العالم العربي؛ وخصوصا في بلاد العراق والكويت والسعودية وسوريا ومصر والجزائر، وأنه لا يوجد اتصال مباشر ما بينهم وبينه.

● ص٢٠٢: المتتبع لسير الأحداث العسكرية في العراق سوف يلحظ أن الكثير من الأخبار قد ذكرت أن هناك عددا من الحملات التي أطلقها عدد من الجنود في الحشد الشعبي لتأييد ياسر الحبيب؛ حيث أطلقت مجموعة من الجنود العراقيين في محافظتي صلاح الدين وديالى شمال بغداد حملة منظمة لرفع علم مؤسسة خدام المهدي التي يترأسها الحبيب، بالإضافة إلى قصاصات ورقية يكتب الجندي فيها اسمه ومنطقة سكنه مع عبارة الشيخ ياسر الحبيب يمثلني فضلا عن عبارة (أنا شيعي). كما أكد عدد من الشهود لصحيفة (عربي٢١) على أنه قد تم رفع علم مؤسسة الحبيب على ثكنات تابعة للجيش العراقي وآليات ومعدات عسكرية بالتزامن مع إذاعة عدد من المحاضرات الصوتية لرجل الدين الكويتي من خلال الإذاعات الداخلية المخصصة لبث الأخبار والتوجيهات داخل الوحدات العسكرية المنتشرة في ديالى وصلاح الدين.

● ص٢٠٣: الحبيب وعبر قناته صوت العترة قد استطاع أن يجتذب إليه وإلى منطقه الكثير من المصريين الذين يعلنون على الهواء تشيعهم وتحولهم إلى مذهب آل البيت ويعلنون تبرؤهم من الرموز السنية من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة. وعلى الرغم من أنه لا تتوافر لدينا معلومات أو بيانات إحصائية دقيقة عن أعداد المتشيعين الجدد من المصريين، فإن الأمر قد أضحى ظاهرة إعلامية معروفة ومقلقة تناولها عدد من الإعلاميين المصريين في برامجهم، كما أن عددا من الصحف المصرية قد أجرت بعض اللقاءات مع ياسر الحبيب ومنهم جريدة الوطن التي عقدت معه لقاء مطولا؛ وصرح فيه الحبيب باعتزامه على مواصلة العمل في طريق تحويل سنة مصر إلى التشيع حيث قال بالنص (الشيعة المصريون سيتحولون إلى أكثرية قريبا).

● ص٢٠٥: الحقيقة أنه إذا قمنا بدراسة الأوضاع المادية الخاصة بالحالة الحبيبية منذ بداية تأسيس جمعية خدام المهدي في الكويت وحتى الآن، فإننا سنلحظ أن هناك تصاعدا تدريجيا مطردا في موارد تلك الحالة بالشكل الذي يجعلنا نعتقد أن المستقبل القريب سوف يشهد صعودا متزايدا فيما يخص تلك الموارد مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى صعود وتطور ودعم الحالة الحبيبية ككل وانتشارها في أماكن ونطاقات جديدة لم تصل إليها في الوقت الراهن. ولعل هناك عددا من الشواهد والدلائل التي تؤكد على الدعم المادي الكبير الذي يحصل عليه ياسر الحبيب من جانب أتباعه ومريديه من جهة، ومن بعض الجهات غير المعروفة التي تؤمن بأفكاره ومبادئه من جهة أخرى.

● ص٢٠٧: تعد حملة التبرعات التي أطلقها الشيخ ياسر الحبيب لجمع الأموال لصناعة فيلم يحكي قصة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم هي آخر حملات الحبيب الدعائية التمويلية وأكبرها حجما وأكثرها عمقا وتأثيرا. فالحبيب قد وجَّهَ تلك الدعوة إلى صناعة فيلم يتناول المظالم التي تعرَّض لها آل البيت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أنهم قد ظُلموا في عهد خلفائه أبي بكر وعمر، وذلك عن طريق استعراض مظلمة السيدة فاطمة الزهراء وكيف تعرض لها بعض المعارضين لأهل البيت وكيف أصابوها وأجهضوا جنينها وهو ما نتج عنه في النهاية وفاتها. وقد أعلن الحبيب عن رغبته في أن يجمع ٥ ملايين جنيه إسترليني للإنفاق على هذا الفيلم الذي وصفه بأنه سوف يكون (فيلما عالميا وأنه سينجح نجاحا باهرا وسيغير مجرى التاريخ، وأن ذلك الفيلم سيصل إلى كل فرد وإلى كل بيت). وبالفعل فقد استطاع الحبيب أن يجمع المبلغ المطلوب في فترة قصيرة لم تتعد عدة أشهر بعد أن لاقت حملة نجاحا باهرا تعجب منه الكثير من المتابعين للحالة الحبيبية. ومن الجدير بالذكر أن النجاح الذي صادفته حملة إنتاج فيلم الزهراء قد تحقق على الرغم من وجود الكثير من الأصوات التي أبدت انتقادها وغضبها من إنتاج هذا الفيلم بسبب مبررات شرعية فقهية أو بسبب الاختلاف مع الخط الفكري الذي تنتهجه الحالة الحبيبية، كما أن الكثير من التقارير قد شككت في استطاعة الحبيب أن يصنع فيلما بمواصفات وتقنيات عالمية - كما يردد هو - بتلك المبالغ الضئيلة التي جمعها في ظل ارتفاع أسعار الإنتاج الفني والتوزيع. والشاهد الذي نستطيع أن نستنتجه من ذلك، أن التبرعات والإمدادات المادية التي يتلقاها الحبيب، تأتي في معظمها من جانب مؤسسات وجهات وأفراد لا يتبعون الخط التقليدي الكلاسيكي للسلطات والمرجعيات الشيعية المعروفة في العالم المعاصر، وهو الأمر الذي يؤكد على استقلالية الحالة الحبيبية من جهة وإمكانية نموها وتطورها في المستقبل القريب دون الاعتماد على جهات خارجية من جهة أخرى.

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp