بدعوة من هيئة خدام المهدي (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف) أمَّ سماحة الشيخ الحبيب المصلين لصلاة عيد الفطر السعيد لهذا العام 1441 هـ في أرض فدك الصغرى، حيث توافد إلى الصلاة جمع من المصلين.
وأدناه نص الخطبتين كاملتين:
[الخطبة الأولى]
بسم الله الرحمن الرحيم
القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني.
الحمد لله الذي كتب على نفسه الرحمة، ومنَّ بفضله على هذه الأمة، بأن جعلها خير الأمم، باتباعها لسادة العرب والعجم، النبي محمد المختار، وآله الأطياب الأطهار، صلوات الله عليهم كل حين وأوان، على كرور الأيام والأزمان.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عليا وليه وحجته، شهادة ألقى بها الرب، مستقيلا بها من كل ذنب.
وأُشهد الله وملائكته، وأنبياءه ورسله، أني بآل محمد مؤتم، ومن أعدائهم بريء، وأني سلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم، وولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، لا أفتَر عن ذلك ولا أستكين، وإن قُطع مني الوتين.
أما بعد عباد الله، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فبها ينجو الناجون، وإلى سبيل الجنة يمضون، اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين. ولا تكونوا بعدما وفقكم الله لصيام شهر رمضان ورزقكم شهود هذا العيد ممن أنبأ المصطفى صل عن خبرهم إذ قال "سيأتي زمان على أمتي لا يعرفون العلماء إلا بثوب حسن، ولا يعرفون القرآن إلا بصوت حسن، ولا يعبدون الله في شهر رمضان، فإذا كان كذلك سلَّط الله عليهم سلطان لا علم له، ولا حلم له، ولا رحم الله".
كونوا عباد الله ممن يعبد الله ويطيعه على كل حال ويراقبه ويتقيه في كل حين، ولا تغرنكم مظاهر اللباس والرياش، ولا يستدرجنكم إبليس وجنوده بلي الألسن ومنمق الألفاظ، استضيئوا بنور العقل وفروا من جهّال الناس، فلقد جاء عن إمامنا الصادق عليه السلام عن آبائه الأطهار صلوات الله عليهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: "أحكم الناس من فرَّ جهَّال الناس".
الحمد لله كما حمده الأصفياء، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء، محمد وآله الأتقياء، واللعنة على أعدائهم الأشقياء.
معاشر المسلمين، كونوا على خير خلق في اللين، فقد جاء الخبر الشريف عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله "المؤمن ليّنٌ هيّنٌ سَمِح، له خلقٌ حسن، والكافر فظٌ عليظ له خلقٌ سيء، وفيه جبرية -أي كبر-.
ولقد روى الكليني رحمه الله أنه قد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الأدب عند الغضب، فلا يؤدبن أحدكم ولده أو من يربيه وقد تملَّكه الغضب مخافة أن يطيش أو يفرط.
وروى الكليني أيضا عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله "رحم الله من أعان ولده على بره، قيل كيف يعينه على بره؟ قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره، ولا يهرقه ولا يخرق به فليس بينه وبين أن يصير في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم. ثم قال صلى الله عليه وآله: الجنة طيبة، طيَّبها الله وطيَّب ريحها، يوجد ريحها من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريح الجنة عاق، ولا قاطع رحم ولا مرخي الإزار خيلاء".
اللهم أصلحنا، وأصلح فيما بيننا، وأصلح بنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. وصل على عبادك الأطياب، محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين سيد الشهداء، وعلي زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن الزكي العسكري، والحجة القائم المهدي.
خطبة عيد الفطر لسنة 1441 هـ:
صور من صلاة عيد الفطر وجانب من أجواء البهجة في أرض فدك الصغرى: