12 ربيع الأول 1442
أكد الشيخ الحبيب أن الفيلم العالمي المرتقب عن حياة سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) هو في مرحلة اللمسات النهائية وعلى وشك الاكتمال الآن، معتبرا أنه أعظم رد إيجابي على الإساءات الأخيرة الموجهة لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم).
جاء ذلك في كلمة مختصرة خاطب بها سماحته شرطة الخميس في ختام مراسم تجديد رفع علم خدام المهدي (عليه السلام) على أرض فدك الصغرى في عيد الغدير الثاني في التاسع من ربيع الأول 1442.
وقال سماحته: «إن الغربيين سيرون هذا الفيلم رسالة حب وسلام، رسالة كرامة إنسانية، رسالة مُثُل ونُبُل عليا، وسيكتشفون محمدا آخر غير الذي سمعوا عنه أو أفُهموا أنه هو، سيكتشفون الزهراء، سيكتشفون أمير المؤمنين (عليهم جميعا الصلاة والسلام). ودور هذا الفيلم هو الفرز ما بين الإسلام الحقيقي والإسلام المزيف». متابعا: «نحن الآن في اللمسات النهائية ولولا تدقيقنا في هذه اللمسات النهائية التي تضفي طابعا ورونقا جميلا على هذا الفيلم العظيم لما طال بنا الأمر لكل هذا».
وفيما يلي أبرز النقاط التي تضمنتها كلمة سماحته:
● بكل تأكيد كل إساءة لنبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله) مرفوضة ومدانة وهذا لا يحتاج إلى بيان، ولكن من جانب آخر كلنا ندرك أنه لا يمكن لشيء أن يمس حقا بقدس رسول الله (صلى الله عليه وآله) مهما فعل أعداؤه من أفاعيل، وذلك لأن القرآن الحكيم يقولها بضرس قاطع: «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ» فمن ذا يستطيع أن يهبط بذكر محمد (صلى الله عليه وآله) بعدما رفع ذكره الله جل وعلا؟! نحن مع علمنا بذلك إلا أننا نرفض هذه الإساءات غيرة على ديننا ونبينا (صلى الله عليه وآله).
● لكن الكلام كيف نعالج هذه الإساءات؟ هل تعالج باستعمال العنف والإرهاب والذبح؟! إذا ظن هؤلاء المتطرفون البكريون أو الوهابيون أنهم بهذا يحمون رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أن تتكرر الإساءات له فهم حمقى، وهذا أقل ما يقال فيهم، فإن هذا يؤدي إلى تزايد الإساءات في الحقيقة، وخذوا مثالا على ذلك استطلاعات الرأي الأخيرة في فرنسا، فقد أظهرت الاستطلاعات قبل جريمة ذبح المعلم الفرنسي أن الأكثرية كانت تعتبر إقدام المجلة على إعادة نشر الرسوم المسيئة أمرا استفزازيا مرفوضا، ولكن الاستطلاعات التي أجريت بعد وقوع الجريمة أظهرت تبدل المزاج العام حيث عبَّرت الأكثرية عن تأييدها لإعادة نشر الرسوم المسيئة من قبل المجلة وأن لأصحابها الحق في ذلك مهما حصل. بطبيعة الحال لقد انقلبت مشاعرهم، فهم الآن ينظرون إلى ديننا على أنه دين وحشي أهله لا يعرفون التفاهم، لا يعرفون إلا السيف والساطور والذبح والتفجير والهمجية. لقد نفروا من الإسلام ومن ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع الأسف بسبب هذه الأفعال الهمجية الرعناء الوحشية.
● الطائفة البكرية مع الأسف - ليس عمومها بل الذين هم في موقع التلقين - ارتكبت أكبر جريمة في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله). يكفي تراثها الساقط الذي يصور النبي بصورة أخرى لا تتقبلها الفطرة السوية، وتكفي أفعال أبنائها والمنتمين إليها المتدينين، فمع الأسف إن الفرد البكري في العادة كلما ازداد تدينا كلما ازداد همجية ووحشية. إن هذه الأفعال هي التي كرَّهتْ الآخرين فينا، وغطت على الصورة الحقيقية لأشرف مخلوق؛ للرحمة المهداة للعالمين (صلى الله عليه وآله وسلم).
● إن دورنا اليوم ونحن نحمل الإسلام الحقيقي هو أن نصلح ما أفسده هؤلاء، ونرمم تلك الثقوب ونعيد مد الجسور، أن نصحح هذه المفاهيم المغلوطة التي أخذها الغرب عن رسول الله وعن دينه (صلى الله عليه وآله).
● أنا أحييكم جميعا يا خدام المهدي (عليه الصلاة والسلام) وأنا معكم في دعائي يوميا، فإني أدعو لكم يوميا، وأعلم كم تبذلون من الجهد والتعب في دعوة المؤمنين للدعم والإسهام وأنتم تقفون الساعات الطوال. إن ذلك كله محسوب عند الله وعند رسوله وعند أوليائه الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام). أنتم على مقربة من صنع التاريخ، فإن الشيء الذي نُعدِّهُ لم يُرَ مثله من قبل، وقرارنا هو ضرورة أن يكون هذا الفيلم بصمة تاريخية في عالم السينما، ولهذا نكثر من المراجعات والتدقيقات، ولهذا تضاعفت ميزانيته وناهزت 15 مليون دولار حتى الآن. وقد حققها شيعة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، لم تحققها دولة ولا جهة متمولة، بل حققها المستضعفون في الأرض، الذين رأس مالهم حب فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام).
● يد صاحب الزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه) على رؤوسكم، وجعلنا الله وإياكم جندا له، ونسأله تعالى أن تقر عينه قبل عيون الخلائق برؤية هذا المشروع مكتملا. أنا فخور جدا بكم.
وفي الختام تعالت صيحات التلبية (لبيك يا مهدي) من شرطة الخميس والحضور الكريم.