في الليلة الخامسة والعشرين من شهر رمضان الفضيل من عام 1445 للهجرة الموافقة لليوم الرابع من أبريل من عام 2024 للميلاد قام الأخ أيوب من المغرب بإعلان تشيعه على يد سماحة الشيخ ياسر الحبيب في البث المباشر لقناة فدك ضمن السلسلة الرمضانية لهذا العام، والتي حملت عنوان: "الله.. كأن لم تعرفه من قبل".
وبدأت القصة عندما عثرت والدته على قناة رأت فيها السيد محمد رضا الشيرازي -رحمه الله- وهو يلقي درساً، فاستمع له والدا الأخ أيوب وانبهرا من أسلوبه المميز السّمِح المريح لنفس المتلقي، وهذا الأمر قادهما إلى البحث في شؤون التشيع وكانا دائماً يحدثانه عن مظلومية الزهراء -عليها السلام- فصار مهتماً بهذه القضية وبدأ يفكر ويبحث.
وأبدى الأخ أيوب ندمه على ما كان فيه سابقاً حيث أنه كان يستمع إلى كهنة البكرية الضالين المضلين ولم يكن وقتها في المستوى اللازم من التقوى والالتزام لأنه لم يشعر بذلك التأثير الفعال في قلبه من مواعظ هؤلاء الكهنة.
ولأن العلاقة بين الأخ أيوب وأبيه كانت علاقة (مؤاخاة) وصداقة متينة بين الأب وابنه؛ كان أيوب يجلس مع أبيه ويناقشه ويتعلم منه ويشاهد معه الدروس الدينية في القنوات الشيعية، وفي أحد الأيام وجد الأب قناة فدك وصار يتابع دروس الشيخ الحبيب.
وبعد سنوات توفي هذا الأب الرافضي الطيب بعد أن ساهم كثيراً في إقناع ابنه أيوب بأحقية التشيع وصحته، كما أوصاه بتقوى الله وبالحذر من اتباع خطوات الشيطان واستدراجاته.
وشعر الأخ أيوب أن شهر رمضان الحالي هو أكثر شهر تقرب فيه إلى الله تعالى وتحلى فيه بالتقوى والاستقامة بعد أن شاهد سلسلة "كيف زُيِّف الإسلام" و "بناء شخصية المستقبل" للشيخ ياسر الحبيب.
ومن بر الأخ أيوب بوالديه أنه كتب أدعية لأهل البيت عليهم السلام بإصبعه على كفن أبيه قبل دفنه، وأخبر أمه -المتشيعة أيضاً- أنه سيفعل معها الشيء ذاته عند وفاتها، وأنه سيوصي أيضاً من يبقون بعده أن يكتبوا هذه الأدعية على كفنه هو نفسه عندما توافيه المنية.
ولكن من الأشياء التي تسببت بالحزن والحسرة للأخ أيوب هي أن كاهناً بكرياً صلى على والده ولم يلقّنه ما يجدر به تلقينه بخصوص الإمامة (وفي الواقع هذه مشكلة يعاني منها المتشيعون وخاصة في المناطق التي يندر فيها التشيع الصحيح وينعدم وجود شيوخه العدول المعتادين على الصلاة على الجنائز)، وعلى اعتبار أنه لا أحد في العائلة والمحيط متشيع إلا الأخ أيوب وأمه وبسبب الضغط النفسي الناجم عن حزنه على أبيه فإنه لم يجد في نفسه القوة ليقف في وجه أخوته البكريين وبقية العائلة في تلك اللحظة لمنع صلاة الكاهن البكري على أبيه رحمه الله، ويبدو أن هذا من الأسباب التي دفعته إلى رد الاعتبار أمام نفسه وأمه وروح أبيه الطاهرة وذلك بأن يعلن الولاية لآل محمد -عليهم السلام- والبراءة من أعدائهم ليس فقط أمام إخوته ومحيطه بل في البث المباشر لقناة فدك حيث يسمعه العالم أجمع!
وأبدى سماحة الشيخ الحبيب تأثره بقصة الأخ أيوب وهنأه على صدقه وصدعه بالحق في هذه الليلة المباركة، وترحم على والده وختم الجلسة بتلقينه شهادات الإسلام الحق.