2009 / 01 / 02
دعا الشيخ ياسر الحبيب إلى ”انتفاضة عقائدية شيعية توصل صوت الحق إلى كل بيت وكل فرد وتهدم في طريقها كل الأصنام التي تقف حائلا دون اهتداء البشرية إلى آل محمد عليهم السلام“.
جاء ذلك في خطاب متلفز وجّهه إلى الأمة الإسلامية في محرم الحرام 1430 بمناسبة ذكرى استشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، بدأه بذكر عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن الله أخذ ميثاق أناس من هذه الأمة يحملون القضية الحسينية ويجندون أنفسهم لنشرها، وهي قضية ”الإسلام والحق والحرية والعدل“.
وفي سياق تصاعد الاستقطاب الطائفي نبّه الشيخ الحبيب إلى أن ”حتمية الصراع بين الطائفتين لا مفرّ منها، ما دامت إحداهما تتمدّد لتأكل الأخرى. نعم، ينبغي الحرص على أن لا يتطوّر هذا الصراع إلى صراع عنفي، وأن يحاول المرء ما أمكن إبقاءه في حدود الصراع الثقافي والحضاري“.
وأكد على ضرورة إحياء الشعائر الحسينية بمختلف أنواعها بما ذلك شعائر الإدماء والتطبير، معتبراً أن ”شعائر الحسين (صلوات الله عليه) هي أنفذ وسائل تحريك الوجدان البشري ودفعه نحو الإيمان بقضية الحسين التي هي قضية الإسلام، من هنا يهتدي الناس إلى دين الله تعالى“. مشيرا إلى أن الذين يعتبرون هذه الشعائر المقدسة سلبية ”يعيشون عقدة النقص والتصاغر في ذواتهم ويظنون أنها تعمّ سائر أتباع آل محمد عليهم السلام! يتصوّرون أن باقي الموالين مثلهم جبناء انهزاميون لا يملكون ثقة بالنفس، أو سفهاء جهلة لا يستوعبون القيمة الحضارية العظيمة لهذه الشعائر التي هي وقود بقاء واستمرار وحيوية الثورة الحسينية المجيدة“.
وأضاف الشيخ الحبيب أن هؤلاء الذين يقومون بالتشويش هذه الأيام على الشعائر الحسينية ينبغي ردعهم وهداية من هو قابل للهداية منهم ”أما غير القابل فاللازم إخراسه لأنه لا صوت يعلو على صوت آل محمد عليهم السلام“ مشيراً إلى فتوى جواز التطبير صدرت من الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليهما السلام) عندما التقاه آية الله العظمى الشيخ زين العابدين النجفي (قدس سره) في مسجد السهلة.
وقال الشيخ الحبيب: ”كل من يشوّش في هذه الأيام على الشعائر الحسينية المقدسة، وخصوصاً شعائر الإدماء والتطبير، إنما يكون محارباً لمولانا صاحب الأمر عليه السلام، ومتجرئاً على مقامه، لهذا نقول ينبغي إخراسه لأنه لا صوت يعلو على صوت آل محمد عليهم السلام“.
ووجه الشيخ كلمة إلى أبناء الطائفة البكرية حيث دعاهم إلى ”العودة إلى الحسين وآل الحسين عليهم السلام“ مشددا على أن الهزائم والذل والهوان والظلم الذي تعيشه هذه الطائفة يرجع إلى عدم إيمانها واتباعها القيادة الربانية لهذه الأمة وهم عترة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
وهاجم الشيخ الحبيب بشدة حاكم مصر حسني مبارك وحاكم نجد عبد الله آل سعود لمساهمتهما في الحصار الصهيوني الظالم على أهل غزة. وفي الوقت الذي استنكر فيه المجازر الصهيونية قال موجها كلامه لأبناء العامة: ”اعلموا أنكم اخترتم أن يتسيّد هؤلاء عليكم، فـ «كما تكونوا يولّ عليكم»، واعلموا أنكم اخترتم أن تبقوا أذلاء عند الصهاينة وغيرهم، فإن الذي يُعرض عن الإسلام الحق «تكون له معيشة ضنكا»... ذلك المنهج المنحرف هو الذي يقودكم اليوم إلى الهزائم والذل، هو الذي جعلكم أذلاء عند أعداء هذه الأمة من الكفار، فيما لو كنتم قد التزمتم بمنهج الحسين لتعلمتم كيف تنتصرون وأنتم مظلومون، وكيف تدفعون عن أنفسكم الذلة وتنالون حقوقكم بعزة، فإن الحسين (صلوات الله عليه) هو القائل: «هيهات منا الذلة»، وهكذا تعلم شيعته وأتباعه، فحققوا الانتصارات تلو الانتصارات، وما جنوب لبنان عن أذهانكم ببعيد“.
وشدّد على أنه يريد الخير لأبناء العامة ولذلك ينصحهم بالعودة إلى القيادة الربانية ونبذ القيادة المنحرفة المتمثلة بأبي بكر وعمر (عليهما لعائن الله) قائلا: ”إن أهل بيت النبي (صلوات الله عليهم) هم القيادة الشرعية لهذه الأمة، ومشكلتكم يا معشر المخالفين، أنكم خُدعتم على مرّ الأزمنة فخذلتم هذه القيادة الشرعية وآمنتم بغيرها! ومن هنا ضللتم، ومن هنا ذللتم، ومن هنا هُزمتم، لأن منهج القيادة الشرعية هو منهج الله تعالى الذي فيه للمسلم العزة كل العزة، أما منهج القيادة المنحرفة فهو منهج الشيطان لعنه الله الذي فيه للإنسان الذلة كل الذلة، والنقمة كل النقمة.
إن الأمة التي مازالت توالي طغاة كأبي بكر وعمر؛ حقيق أن يتسيّدها طغاة كآل سعود وحسني مبارك. وإن الأمة التي خذلت أهل بيت نبيها (عليهم السلام) حقيق أن تُخذل. وإن الأمة التي قتلت عترة نبيها (عليهم السلام) كيف لا تتوقع أن تُقتل؟!
إن طريق العزة والنصر، والفوز بالجنة، إنما يكون بالعودة إلى سيد شباب أهل الجنة، الحسين بن علي، ابن فاطمة الزهراء، ابن رسول الله، الطيب بن الطيبين، بالعودة إلى هؤلاء الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين“.
(*) لمشاهدة الخطاب هنا:
الجزء الأول -
الجزء الثاني -
الجزء الثالث