أكد الشيخ ياسر الحبيب أنه يدعو إلى السلم الأهلي إلا أن ذلك لا يتطلب غض الطرف عن مناقشة المسائل الاعتقادية الخلافية في ما بين الملل والطوائف كما لا يستلزم تحريم بيان الموقف من بعض الشخصيات التاريخية وإن كانت مقدسة لدى بعض الطوائف.
جاء ذلك في حوار تلفزيوني خاص أجراه الإعلامي المعروف عبد العزيز الخميس رئيس التحرير السابق لمجلة (المجلة) السعودية وذلك على قناة anb الإخبارية. وقد جاءت إجابات الشيخ الحبيب في المقابلة شفافة وصريحة وأسهمت في تغيير الانطباع الخاطئ عن منهجه بفعل الإعلام المضلل.
وأشار الشيخ الحبيب إلى أننا بين منهجين مختلفين في العقيدة والأحكام والسلوك، أحدهما هو منهج محمد وعلي (صلوات الله عليهما وآلهما) والثاني هو منهج أبي بكر وعمر وعائشة (عليهم اللعنة) واللازم هو مناقشة هذين المنهجين لتثبيت مواطن الافتراق "وهذا ما نفعله نحن".
ونفى الشيخ مجددا أن يكون قد أمر بتدمير وهدم مساجد الطائفة البكرية، وإنما طالب بهدم المساجد التي تصبح مأوى للإرهابيين الوهابيين وتحرض منابرها على القتل باعتبار أنها تأخذ حكم مساجد الضرار شرعاً.
وقال الشيخ الحبيب أن الشيعة يعتبرون لعنهم للظالمين كأبي بكر وعمر وعائشة وظيفة قرآنية حيث إن اللعن شعار للبراءة من هؤلاء شرعاً وهو أمر واجب على كل مسلم ومسلمة.
وحمل الشيخ على حكومة آل سعود لما تقوم به من انتهاكات لحقوق الإنسان الشيعي في الجزيرة العربية، محذراً من مغبة الاستمرار في هذا الاستفزاز، مشيراً إلى ما وقع قبل فترة قليلة في بقيع الغرقد من مواجهات، معتبرا أن هناك حصارا إرهابيا وهابيا على ضريح رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومطالباً بإعادة بناء مراقد أئمة المسلمين في البقيع وهم الإمام الحسن المجتبى والإمام علي بن الحسين زين العابدين والإمام محمد بن علي الباقر والإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام.
كما تحدث الشيخ الحبيب ضمن المقابلة المثيرة عن موقفه من الحكومات الخليجية وحكومة إيران، معتبرا هذه الحكومات غير شرعية لعدم التزامها بأحكام القرآن والعترة، ومؤكدا أنه يتعامل مع جميع الحكومات على حد سواء.
وأعاد الشيخ التذكير بموقف مراجع الدين والحوزة العلمية من البتريين المتلبسين بلباس علماء الشيعة كمحمد حسين فضل الله، مؤكدا أن هؤلاء منحرفون ولا يجب أن يحسبوا على شيعة آل محمد عليهم السلام.
واعتبر الشيخ ما يسمى بمؤتمرات التقريب نوعا من النفاق والدجل الإعلامي حيث أن التقريب يجب أن ينطلق من مناقشة القضايا الخلافية حتى يتحقق التقريب الحقيقي وليس العكس.
وقال الشيخ الحبيب أنه شخصياً يتعامل مع أبناء الطائفة البكرية بروح الشفقة والعطف لأنهم مخدوعون وهو يريد لهم الهداية والصلاح.
وطالب الشيخ زعماء الطائفة البكرية بالكف عن تمجيد أبي بكر وعمر وعائشة إذا ما أرادوا تصحيح مطالبتهم للشيعة بالكف عن لعنهم لأن تمجيد هؤلاء هو بالنسبة إلى الشيعة أمر استفزازي باعتبارهم قتلة لرسول الله وابنته الزهراء صلوات الله عليهما وآلهما. وحين سؤاله عن الذي يضرّه من بقاء الترضي على أبي بكر وعمر وعائشة قال الشيخ: "الذي يضرّني أن منهجهم سيبقى بفعل ذلك وهو المنهج الذي أعتبره مخالفاً للإسلام".