2010 / 08 / 18
نعى الشيخ ياسر الحبيب آية الله الشيخ محمد باقر علم الهدى (قدس سره) الذي توفي في مشهد المقدسة بتاريخ 6 شهر رمضان 1431 بعد عمر حافل بنشر علوم ومعارف أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) والتصدي للفلسفة المحرمة والعرفان الباطل. وفي ما يلي نص بيان النعي الصادر عن الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
تلقينا بعظيم الأسف نبأ وفاة فقيه أهل البيت (صلوات الله عليهم) آية الله المحقق البارع الشيخ محمد باقر علم الهدى (أعلى الله درجاته) الذي لبّى نداء ربّه يوم أمس الثلاثاء في مشهد المقدسة.
لقد كان شيخنا الفقيد الجليل من أعظم علماء ومحققي العصر في علوم ومعارف أهل بيت العصمة (صلوات الله عليهم) الذين تصدّوا بكل بسالة لتيارات الانحراف التي أرادت اختطاف مدرسة التشيع الأصيلة وتلويثها بالأباطيل الفلسفية والعرفانية.
كان (قدس الله نفسه) من أبرز حملة لواء المدرسة التفكيكية في الحوزة العلمية لمشهد المقدسة، التي أرسى دعائمها آية الله المقدس الميرزا مهدي الأصفهاني رضوان الله تعالى عليه. وقد تلقى هذه الروح الأصيلة من أستاذه المعظم آية الله الشيخ حسن علي مرواريد أعلى الله درجاته.
وكم هو مؤسف أن يرحل مثل هذا الفقيه العظيم في وقت بدأت الحوزات العلمية فيه تتجه من جديد إلى الأصالة العقدية المبنية على أحاديث وروايات أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، حيث بدأ الأساتذة والمحققون وسائر طلبة العلم يكتشفون ما في المنهج الفلسفي والعرفاني من انحرافات خطيرة توقع في الكفر والضلالة.
لقد ترك هذا العالم فيّ أثراً كبيراً واستفدتُ منه كثيراً، فكلما وصلتني تقريرات دروسه أو حادثته هاتفياً كنت أرى آفاقاً جديدةً من العلوم والمعارف تُفتح لي، وكم كنت توّاقاً لأن أتشرف بملازمته حضورياً لولا ما يحول بيني وبين ذلك من موانع ألجأتني إلى البُعد، والحمد لله على كل حال.
إني أتقدم بخالص العزاء لمولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وإلى السيد المرجع (دام ظله) وأستاذنا المجتبى (دام ظله) والعلماء المخلصين الصادقين، وإلى طلبة الفقيد العزيز، وأسرته المكرّمة، وأسأله سبحانه أن يتغمّده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويحشره مع النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
ياسـر الحبيـب
لندن لسبع من شهر رمضان لسنة إحدى وثلاثين وأربعمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة