2010 / 09 / 30
وجهت هيئة خدام المهدي (عليه السلام) - مكتب لندن رسالة إلى الشيخ جعفر السبحاني في قم المقدسة هذا نصها:
سماحة الشيخ جعفر السبحاني ـ قم المشرفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وصلنا بيانكم المؤرخ في الثالث من شوال 1431 حول الاحتفال الذي أقيم في لندن شكراً لله تعالى وابتهاجاً بذكرى هلاك عدوة الله عائشة بنت أبي بكر وانتقالها إلى الجحيم الأبدي.
إن «هيئة خدام المهدي عليه السلام» باعتبارها المنظمة لهذا الاحتفال المبارك تؤكد لكم أنه لم يتضمن أي كلمة نابية، وأن ما اشتمل عليه الاحتفال من كلمات وأهازيج إنما كان تحت عنوان «عائشة في النار» ولم يكن إلا ذكر جرائمها التي استوجبت ذلك كقتلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسرورها باستشهاد سيدة نساء العالمين (سلام الله عليها) وكذلك باستشهاد أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وإحداثها الفتنة التي سببت مقتل الآلاف المؤلفة من المسلمين وترويجها للفسق والمجون بفتواها بجواز رضاع الكبير واتهامها خاتم المرسلين (صلى الله عليه وآله) بأنه مسحور وإطالتها اللسان على أم المؤمنين أم سلمة (سلام الله عليها) وخروجها بغير إذن من بيتها الذي أمرها الله أن تقر فيه... ونحو ذلك مما لا خلاف على عظيم جرمها فيه عند الفرقة الناجية.
كما تؤكد الهيئة لكم أنه لم تُطرح مسألة ارتكابها الفاحشة في كلمة الاحتفال التي ألقاها سماحة الشيخ المؤسس ياسر الحبيب (حفظه الله) والبعض قد اشتبه عليه الأمر لأن لسماحته قولاً بأنها ارتكبت الفاحشة فعلاً بعد استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا أن قوله هذا لم يكن في الاحتفال بل كان في بعض أجوبته منذ سنين على الأسئلة الواردة إليه في هذا الخصوص، حيث يرى سماحته تراكم الأدلة واجتماع القرائن على وقوع ذلك، ولا يرى دليلاً تاماً على امتناع إمكانه من زوجات الأنبياء (عليهم السلام) بعد رحيلهم. ولسماحته بحث علمي مفصل في هذا من المتوقع صدوره قريباً إنشاء الله تعالى وسيسعدنا حينها إهداء نسخة منه لكم.
ومع تفهمنا لما جاء في بيانكم إلا أننا لا نرى قضية مصيرية أولى وأعظم من موالاة بعض هذه الأمة لأعداء الله كعائشة بنت أبي بكر، فإن هذا البعض إذا لم يترك ذلك فإن مصيره إلى النار، ولهذا كان من اللازم أن ينهض حملة الرسالة الإسلامية المقدسة لتصحيح هذا الانحراف الخطير لأن القضية قضية مصيرية، فإما إلى الجنة وإما إلى النار.
وخطر العدو الصهيوني هو على مكانه بلا شك لكن ما هو أخطر هو موالاة أعداء الله وبقاء دين رسول الله (صلى الله عليه وآله) محرفاً، وما تسلط العدو الصهيوني على هذه الأمة إلا فرع من تسلط أعداء الله عليها سواءً بالحكم أو المنهج، فلو أن الأمة قامت بعملية تصحيح لمنهجها العقائدي والفكري ونبذت موالاة أعداء الله ووالت أولياء الله وأقامت الحق على مرّه ولم تهن عن توهين الباطل لما تسلط عليها الصهاينة المجرمون وغيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين والإنسانية.
قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: «لو لم تتخاذلوا عن مُرِّ الحق ولم تَهِنوا عن توهين الباطل؛ لم يتشجّع عليكم مَن ليس مثلكم! ولم يقوَ من قَويَ عليكم! هيهات هيهات! لا يدفع الضيم الذليل! ولا يُدرك الحق إلا بالجدّ والصبر». (كافي الكليني ج8 ص66 وأمالي الطوسي ص180) ولا ريب في أن موالاة عائشة بنت أبي بكر هو من الباطل الذي يجب توهينه.
وأما أن «الوحدة الإسلامية» هدف مقدس فهو كذلك إذا كان على أهداف مقدسة، أما إذا كان على أهداف باطلة (كإبقاء الموالاة لأعداء الله وغض الطرف عن ذلك) فهو ليس من الأهداف الإسلامية المقدسة قطعاً، لأن مآله بقاء شخصيات أعداء الله محترمة وبقاء منهجها المنحرف متفشياً باسم الإسلام. نعم تكون الوحدة الإسلامية الحقيقية بالاجتماع على كلمة الولاية والبراءة، أما ما عدا ذلك فليس بوحدة إسلامية وإنما هو وحدة بين الإسلام وبين الكفر والضلالة، ولا يخفى أن هذا من كبائر الآثام.
وإننا نربأ بالأعلام أن ينساقوا وراء الغوغاء الذين لا يتقون الله تعالى ولا يتثبتون من حقيقة منهجنا وأهدافنا ومنطلقاتنا، ويفترون علينا وعلى شيخنا المؤسس بضروب الافتراءات والبهتان، ومن الجميل منكم ومن الأعلام قبل اتخاذ موقف ما التواصل معنا وسؤالنا عما يُنسب إلينا والوقوف على ما نحتج به أمام الله سبحانه وتعالى في أعمالنا، فبهذا يكون الاحتياط وبه تتضح الصورة ويلجم المرء نفسه عن التهور وهتك كرامة المؤمنين اعتماداً على إشاعة هنا أو هناك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علي الموسوي
مدير مكتب لندن
21 شوال 1431