في موعد مع سماحة الشيخ ياسر الحبيب «حفظه الله» حضرَ الأخ السويدي آدم كازي ليعلن تشيّعه في منتصف شهر ذي القعدة لسنة 1432 هجرية، فنطق بالشهادة ”أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وأشهد أن عليا ولي الله، وأبرأ إلى الله من أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وجميع أعداء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله“ وتلقى بعدها التهاني والتبريكات من سماحة الشيخ والأخوة الكرام الحاضرين في هذا اللقاء البهي.
آدم كازي (28 عامًا) .. شاب سويدي من أب باكستاني وأم سويدية وُلِد في لندن قبل أن ينتقل مع أسرته إلى الإقامة في استوكهولم ومن ثم العودة مع أسرته للإقامة في لندن مرة ثانية، بدأت رحلته منذ أن كان عمره 22 عاما بعد أن سأمَ من حياته وهو اسميًا على المذهب البكري وكان على تلك الحال لا يصلي ولا يصوم منذ طفولته، فتطوّر بالإتجاه نحو تعلّم الصلاة وغيرها من أساسيات الممارسات الإسلامية و بدأ في قراءة القرآن والاستماع إلى المحاضرات الدينية التي يلقيها مشايخ الفرقة السلفية والوهابية في أحد المساجد المحلية، إلى أن دعاه الأمر للتفتيش عمّا يُثار حول الشيعة فبدأ بالسؤال عن هذه الطائفة فلم يجد جوابًا مقنعا عن الاختلافات مع الشيعة من عند مشايخه وأحيانا كان يجد منهم النهي عن السؤال في ذلك، أو أن يقولوا له «الشيعي مشرك يصلي للقبور ويعبد الأئمة» ، وباكتشافه موقع القطرة (الموقع الرسمي للشيخ الحبيب) مؤخرًا وجد الإجابات الشافية التي كان يبحث عنها لتساؤلاته التي كانت تدور في ذهنه.
وأضاف.. أن مشايخ البكريين والسلفيين كانوا يجيبونه في البداية على أسئلته أن الشيعة اتباع عبدالله ابن سبأ وهو رجل تظاهر بالإسلام وأسس لهم مذهبهم! وعندما كان يطلب منهم المصادر والأدلة كانوا ينصحونه بترك هذه الأمور وعدم الخوض فيها، وهو الأمر الغريب الذي تركه متحيّرا.
وأردف الأخ آدم أنه حينما يكون سؤاله حول ”الصحابة“ يكون جوابهم أن يترك الأمر إلى الله، فيبقى متحيرا، مما اضطره للبحث على الإنترنت لافتقاده الأصدقاء الشيعة الذين يجيبون على تساؤلاته فبحث عن كتب شيعية للبحث بها والاطلاع على ما يعتقد الشيعة فلم يجد أي كتاب شيعي في المكتبات يُباع ليشتريه أو للإستعاره فيستعيره ليقرأه، إلا أن تحيّراته تجلّت عندما اكتشف موقع القطرة وبدأ بالاستماع إلى محاضرات الشيخ ياسر الحبيب باللغة الإنكليزية وقراءة الأسئلة والأجوبة، مما أدى إلى اقتناعه كثيرا بالأدلة والحقائق المطروحة.
وعندما سُئل عن أكثر شيء أثّر به وجذب انتباهه على موقع القطرة، كان تعليقه: ”الموقع ممتاز جدا وبالأخص قسم السؤال والجواب، ويستحب الإكثار من الدروس باللغة الانكليزية“.
الأخ آدم كازي تلقى سؤالاً لأحد الأخوة في المكتب.. عمّا إذا كان قد اطّلع على مواقع شيعية أخرى باللغة الإنكليزية؟ فأجاب بأنه اطّلع على بعض المواقع الشيعية الأخرى فلم يجد الأجوبة مفصّلة ومقنعة بالمستوى المطلوب بقدرما وجدها في موقع القطرة، واستدرك قائلاً: ”الله تعالى أرشدني إلى الطريق الحق والحمد لله“، فبارك له الشيخ لهدايته مجددًا وعلق أحد الحاضرين في المجلس ”أن الله تعالى أرشدك الى ذلك لأن الله تعالى رأى القابلية في قلبك والإخلاص وصدق النية“.
ومن جانبه عبّر الشيخ الحبيب عن آدم كازي بأنه سيكون قائدا لجماعة من المتشيعين وداعيا إلى الدين الحنيف بإخلاصه إن شاء الله تعالى، ويتحقق ذلك حينما يكون نشطا في الدعوة ومكرّسًا جهوده لها بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى.
فعلق آدم بالقول: ”نعم إن شاء الله تعالى نكون كذلك، وأنا أرى ذلك بعد التوفيق من الله تعالى، فبدايتها خير إن شاء الله لخروجي من الظلمات إلى النور“.
ودعا الشيخ لوالديّ الأخ الكريم بالهداية سائلا الله أن يجعل ابنهما سببا في هدايتهما وهداية أقاربه وأصدقاءه إلى الإسلام الحق، وسط مطالبات من الحضور للأخ المهتدي الجديد لتأسيس قاعدة فكرية قوية في ذهنه ثم المقارنة بشكل واسع بين التشيّع وبين البكرية والانطلاق على أساسها لهداية الآخرين.
وبعد الحديث عن محاضرات سماحة الشيخ باللغة الإنكليزية، أكد آدم كازي أن الأدلة المطروحة في محاضرات الشيخ ياسر الحبيب مقنعة جدا والجميل أنها كلها من الكتب المعتبرة عند البكريين كصحيح البخاري وصحيح مسلم. فأرشده سماحة الشيخ الحبيب بدوره إلى أن هناك قناتين على اليوتيوب يقوم بعض القائمين عليها بعمل ترجمة للمحاضرات العربية ورفعها من جديد، وهم يعملون بشكل تطوعي فجزاهم الله خيرا، وإلى الآن عملوا 35 ترجمة ولعله يكون من المفيد جدا اطلاعك عليها، حامدًا سماحته الله على أن المتشيعين بالعشرات.
وفي الختام وجّه الأخ آدم كلمتين إحداهما باللغة السويدية والأخرى باللغة الانكليزية معرّفا عن نفسه وعن رحلته ودور موقع القطرة في هدايته وتشيّعه.