2012 / 05 / 07
عملاً منه بتكليفه الشرعي قدّم سماحة الشيخ ياسر الحبيب «حفظه الله» حله الأمثل لشيعة الكويت لتجاوز أزمة إقرار قانون يقضي بإنفاذ عقوبة الإعدام بحق من ينال من أصحاب وأزواج رسول الله المنافقين، كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة وغيرهم من المتردية والنطيحة من الذين لوّثوا صدر الإسلام بالرذائل والموبقات، موجهًا سماحته الإخوة المؤمنين في الكويت إلى تصعيد الأمور إذا تم إقرار هذا القانون بالسعي لإحباطه عن طريق طرح ضرورة إعادة تنظيم العلاقة بين شرائح المجتمع في الكويت دستوريًا وقانونيًا، مشددًا سماحته أن على وزراء الشيعة ونوابهم في البرلمان الإستقالة والإنسحاب من العملية السياسية برمتها قبل أن يتندمون، وإن لم يفعلوا فأن على الجماهير أن تحاصرهم وتضغط عليهم وتجبرهم على تقديم الاستقالات الجماعية، حتى يضطر النظام في الكويت المتمثل بصباح الأحمد والعائلة الحاكمة إلى أن يتفاوض مع الشيعة في الكويت ويرى ما هي مطالبهم وينفذها ويجبر الطائفة الأخرى التي تفرعن صوتها الغالب على التزام الهدوء، ويترافق مع ذلك الانسحاب من العملية السياسية ومن النشاط الحكومي عصيان مدني، فيه حتى أن جميع طلبة الشيعة لا يذهبون إلى المدارس والجامعات، لينقلب العالم بعد حالة الاحتجاج العام هذه على هذا النظام عبر وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المختلفة التي ستجعل من هذا الموضوع مادة وزخم لمناقشات تعيد تصحيح العلاقة بين الشيعة والمخالفين، وترسم حدود تحقق العدالة الاجتماعية بين الطرفين.
وأضاف سماحته.. أن على الجماهير الشيعية أن تحتشد في ساحة الإرادة في كل يوم جمعة، لا أمام مسجد مقامس، ويطلقون على هذه الجمعات ”جمعات القرآن والعترة“ فيسمون كل جمعة باسم واحد من المعصومين الأربعة عشر ”جمعة رسول الله“ ، ”جمعة أمير المؤمنين“ ، ”جمعة فاطمة الزهراء“ ، إلى أن يصلون إلى ”جمعة الحسين سيد الشهداء“ وعندها إن شاء الله سينالون كل حقوقهم وينتصرون بإذن الله ويفرضون كرامتهم.
فالحال الآن هو أن الوهابيين والسلفيين والإخوانيين ومن لف لفهم وتحالف معهم تمادوا كثيرا في غيهم، وصاروا يتصورون أنفسهم هم من يحكمون الكويت، خصوصا بعدما استطاعوا إسقاط حكومة وصاروا يهددون حكومة ويطالبون بتعديل الدستور لصالحهم وبرئيس وزراء شعبي، والواقع يشير لكل من يفهم ألفباء السياسة إلى أن المستقبل لهم بينما يبقى الشيعة في الوهم لأن قياداتهم تريد إبقائهم في الوهم بأن النظام ليس هو الحلقة الأضعف.
وعليه فأن على الشيعة أن يستصلحوا أنفسهم ويتكتلوا ويطالبوا بحقوقهم، ويُدخِلوا النظام في الوسط كعصا وسطية لضبط ميزان العلاقة وتنقيح الدستور بتضمين الحقوق الشيعية فيه، وأن يتخلوا عن الغباء في مطالبهم الهابطة المتعلقة بتصحيح العلاقة الاجتماعية والدستورية بين مكوّنات المجتمع، فعليهم مثلاً التخلي عن الحل السخيف الذي أوجدوه لأزمة هذا القانون بمطالبتهم بإضافة أهل البيت «عليهم السلام» فيه بدلاً من إصرارهم على إلغاءه، والحال أن عليهم رفع سقف المطالب إلى تعديل كل المناهج الدينية الدراسية في الكويت، لا بحذف فقرة معينة بحد ذاتها وإنما بحذف كل ما هو مختلف عليه أو بإضافة وجهة النظر الشيعية إلى جانب وجهة النظر البكرية أو الفصل بين الطلبة وتدريس منهجين مختلفين أو إلغاء كل هذه المناهج وكلٌ يعلّم أبناءه ما يشاء من التربية الدينية.
كما أن عليهم أن يطالبوا بتمثيل نسبي للشيعة في البرلمان والحكومة –كلبنان مثلا – عبر انتخابات خاصة بالطائفة الشيعية، وأن يطالبوا بأن تبني الدولة المساجد الشيعية على حسابها مثلما تبني المساجد البكرية، وأن تخصص قناة إذاعية دينية وقناة تلفزيونية دينية للشيعة مثلما تخصص قناة إذاعية دينية وقناة تلفزيونية دينية للدين البكري.
وناشد سماحته السياسيين الشيعة إلى تدارك الأوضاع بالمسارعة بتقديم هذه المطالب وعرضها على صباح الأحمد – آخر شيوخ الهيبة – لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يداس على الشيعة أكثر وأكثر، منوهًا سماحته إلى أن هذا القانون هو اختبار لصبر وحلم وشجاعة الشيعة وقياس ردة فعلهم.
كما ناشد سماحته الجماهير الشيعية في الكويت إلى عدم الإنجرار وراء القيادات السياسية الجبانة ومن معها من المعممين الخونة من أتباع النظام الإيراني ومن أشبه، ممن يشنعون على هذه المطالب ويغلقون عيونهم عن الاحتدام الطائفي ويريدون تنويم الجماهير والسير بها إلى ما لا يؤدي إلى نتيجة، فيكذبون عليهم بتغييب حقائق التاريخ المرتبطة بالتمييز الطائفي في البلد ويجعلونهم يعيشون في السراب.
وبيّن سماحته أن الفرصة مواتية لهذا التحرر لما تشهده المنطقة من الإحتدام الطائفي الذي هو في صالح الشيعة لما تفضي إليه نتيجة الزخم بتشيّع أبناء الطرف الآخر وإعادة تشكيل العلاقة مع الأنظمة والطوائف المختلفة مما يؤدي إلى التعايش بكرامة مع تقبل وجهة النظر الأخرى وإن كانت مغايرة تمامًا.