2012 / 06 / 04
راج في الأوساط السياسية في البحرين مؤخرا الجدل الواسع حول المخططات الحكومية لانضمام جزيرة البحرين إلى ما يُسمى بالسعودية في كيان سياسي موحد.
من جانبه أجاب سماحة الشيخ ياسر الحبيب «حفظه الله» عن سؤال سابق حول هذا الموضوع تزامنا مع استشهاد ثلاثة من أبناء شعب البحرين الكبرى هم منير الميداني وزهير السعيد وحسين البقالي رحمة الله عليهم جميعا؛ حين ألقى سماحته في اليوم الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول لسنة 1433 هجرية خطابًا مفصّلا بعنوان ”تصحيح مسار الثورة في البحرين والخليج“ بثته قناة فدك الفضائية على الهواء مباشرة، وقدّم فيه سماحته خلاصة أفكاره ونصائحه وإرشاداته للشيعة البحارنة بشكلٍ خاص وعموم الشيعة في الخليج الشيعي بشكلٍ عام، وقد تلقى سماحته خلال البرنامج جملة من الاتصالات والمداخلات المتعددة التي أثنت على طرح سماحته وابدت التأييد والنصرة، وكان منها اتصال من أحد الأخوة المؤمنين في النرويج والذي تسائل عن رأي سماحته الشخصي حول هذا المخطط السياسي.
فكان جواب سماحته واضحا بأن هذا المخطط لو تم فإنه سيكون أمرًا لابد أن نشكر فيه آل سعود لأن هذه الخطوة ستكون حماقة سياسية إلى أقصى درجة وخطوة تختصر علينا الكثير من المسافات، وسيفرح بها البكريون في البحرين وغير البحرين لأن البكريون في البحرين وفي الخليج بشكلٍ عام قد بدأوا يطرحون مشروع الانضمام لحكومة آل سعود ولو على نحو الكونفدرالية، وبدأت تظهر مثل هذه الدعوات كما تبنت هذه الدعوة بعض الجهات.
وأشار سماحته إلى ما طرحه "بطل الكشف عن المآمرة الصهيونية في إغتيال المبحوح في دبي"، والذي حين ردّ على سماحته بخصوص مشروع إحياء البحرين الكبرى حفـّـز الحكومات الخليجية على أن تواجه ما أسماه بالخطر الشيعي الذي ينادي بالسعي لتحقيق هذا الحلم، فأخذ يدعو دول الخليج إلى التوحد حين قال هذا البطل الصنديد عبارته ”أن دول الخليج إن لم تتوحد فإنها لن تدوم“.
فعلّق سماحته بأن هذا الكلام صحيح.. أن الكيانات الخليجية المبعثرة إن لم تتوحد فاقرأ عليها الفاتحة، ولكن المشكلة السياسية القائمة التي تمنع هذا الاتحاد هو وجود قطبين رئيسيين في الخليج هما آل سعود وآل ثاني وبينهما مشاكل ومآمرات على بعضهما البعض، فهما خصمان لا يمكن أن يجتمعان إلا إذا وصل التهديد الشيعي الذي يزيل عروشهم لمرحلة حساسة فحينذاك قد يتناسون ما بينهما من ثارات فيتوحدان لإحباط المشروع الشيعي في الخليج.
وختم سماحته تعليقه.. إن تم هذا المخطط المطروح فإنه سوف يفتح أمام الشيعة في الخليج أبواب عظيمة في مخاطبة المجتمع الدولي ومراكز صنع القرار وبالتالي إجراء استفتاء لتقرير حق المصير تطرد من خلاله قوات آل سعود خارج منطقة البحرين الكبرى، ولذلك فإن آل سعود لن يقدمون على إرتكاب مثل هذه الخطوة ويساعدهم في ذلك ذكائهم الذي يستعينون به بالخبراء الغربيين ودوائر الاستخبارات ولكن ذلك لا يمنع أن يقعون في بعض الحماقات في المستقبل.