عقِب إلقاءه محاضرته الموجّهة إلى طبقة العلماء والمبلّغين بعنوان «ضغط السلطة والمجتمع على العالِم الديني»؛ كان الشيخ الحبيب على موعد لمفاجئة اُعدّت له وهي إصرار أحد المتشيّعين على يديه من الحجاز على أن يقوم بإشهار تشيّعه على الهواء مباشرة في قناة فدك الفضائية مساء الرابع والعشرين من شهر شعبان الأغر لسنة 1433 هجرية.
الأخ عبد الرحمن من جدة أبى إلا أن يخبر العالَم بسبب تشيّعه وموالاته لأهل البيت الطاهرين عليهم السلام، طالبًا من الشيخ الحبيب تلقينه شهادات التشيّع الأصيل والذي هنأه الشيخ عليه داعيًا الله له أن يحشره مع من شايعهم وتولاهم من أركان الهدى وسفينة النجاة.
وروى الأخ المتشيّع الكريم للشيخ الحبيب قصة هدايته بالتفصيل، حامدًا الله وشاكرا الشيخ الحبيب على كونه سببا في نقله من الظلمات إلى النور، ظلمات الولاية لأهل السقيفة ونور الولاية لمحمد وآل محمد، مشيرًا إلى أن رحلة هدايته بدأت ببركة زيارته لرسول الله «صلى الله عليه وآله» في المدينة المنورة قبل حوالي ثمانية أشهر أو تسعة أشهر عندما طلبَ من رسول الله أن يكشف له الحق وكان حتى ذلك الوقت لم يسمع شيئا عن الشيخ الحبيب أو قناة فدك.
ولم تسع الكلمات الأخ عبد الرحمن لوصف الطريقة التي وجّهته بها أنوار النبي «صلى الله عليه وآله» نحو الشيخ ياسر الحبيب، مردفا بالقول.. أنني فجأة بدأت أعرف عن هذا الرجل أشياء كثيرة عن طريق الإنترنت واليوتيوب ومحاضراته التي يلقيها، وكنت في أيام كثيرة أغلق على نفسي الباب واتفرغ للاستماع إلى محاضراته، وأقسِم بالله العظيم أني كنت أرى نور أهل البيت يخرج من فمه الشريف، موجهًا الأخ المتشيّع الكريم كل من يستمع إليه إلى التيقن من هذه الحقيقة وسط ارتفاع استغفار الشيخ لله تعالى بأنفاسه الخافتة.
وأضاف الأخ عبد الرحمن.. أنني رأيت في الرؤيا وكأنني في يوم القيامة والظلام حالك جدا والكثيرين ينزل من فوقهم العذاب وهم ينتفضون من شدة العذاب مصداقا لقوله سبحانه وتعالى {يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ • يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}؛ مواصلا.. وكان هناك نورٌ أمامي يمشي ويدلني على المخرج من دون أن أصاب بأي عذاب من بين الناس؛ فجاء في قلبي أن هذا النور هو نور ولاية الإمام علي (صلوات الله عليه) وهو الأمر الذي أحببت إبلاغه للناس حتى يعرفوا أن ولاية الإمام علي هي النجاة في الدنيا والآخرة كما انكشف ذلك لي بما اطلعني عليه الله في هذا الجانب الغيبي فهذا من كرم الله سبحانه وتعالى {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}.
بعد ذلك قام الشيخ الحبيب بتلقين الشاب المتشيّع شهادات التشيّع الأصيل بناءً على طلبه هذا الأمر منه شخصيا، بدءًا بتوحيد الله جلّ جلاله، ورسالة نبيّه محمد صلى الله عليه وآله، وبولاية فاطمة وعلي وابنائهما المعصومين عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، وانتهاءًا بالبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وسائر أعداء أهل البيت، لترتفع أصوات الحاضرين بالصلاة على محمد وآل محمد.
من جانبه لاطف الشيخ الحبيب الأخ المتشيّع الكريم بقوله ”لو كنت معنا لعانقناك“، فردّ عليه الأخ عبد الرحمن ”أنا معكم بقلبي، والله أعلم بمقدار محبتي لكم ولكل العاملين في هذه القناة، وإن لم نتقابل في الدنيا فإن شاء الله نتقابل مع محمد وآل محمد في الجنة، واعتبرني خادم لكم وخادم للإمام المهدي عليه السلام في مدينتي مدينة جدة.“
كما أضاف الأخ عبد الرحمن (حفظه الله) أنه ذهب قبل أربعة أشهر إلى جزيرة لومبك الإندونيسية وعمل بتوجيه للشيخ سمعه في إحدى المحاضرات بضرورة نشر الإسلام الحق في إندونيسيا، فألقى محاضرة شهدها العشرات لنشر ولاية أمير المؤمنين «عليه السلام» هناك فنجح في هداية الكثير منهم إلى ولاية الإمام عليه السلام والبراءة من أعداءه بفضلٍ من الله تعالى، وسط تعالي أصوات الحاضرين بالصلاة على محمد وآل محمد مرة ثانية.
وتعهّد الأخ المتشيّع أن يبقى خادمًا لمنهج الشيخ الحبيب وخادمًا لصاحب الأمر صلوات الله عليه، قبل أن يختتم سماحة الشيخ الحبيب الجلسة بدعوته إلى إحسان العمل والتحلّي بالتقوى والورع ليكيد بهما أعداء أهل البيت عليهم اللعنة والعذاب.