تعرّض سماحة الشيخ ياسر الحبيب (حفظه الله) في بداية جلسته السابعة من برنامج الليالي الرمضانية لسنة 1433 هجرية على قناة فدك الفضائية إلى المطالبات التي قدّمها ممثلو الفرقة البكرية المشاركون في اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور المصري الجديد.
وكان سماحته قد استقطع خبرًا من جريدة «الشرق الأوسط» نشر تحت عنوان «مستشار شيخ الأزهر: طلبنا حماية الهوية السنية والتصدي للمد الشيعي في الدستور» ، وعلّق الشيخ على ما تفوّه به المدعو عبد الدايم نصير (أحد أعضاء لجنة صياغة الدستور الجديد بالنيابة عن الأزهر) بأن هذا التحرك يدل على مدى الفزع والذعر والإرتباك الذي يعيشه بقايا الطائفة البكرية التي ترى أن أبنائها يتوجهون يومًا بعد يوم إلى ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم والاعتقاد بإسلام رسول الله صلى الله عليه وآله الحق.
وشدد سماحته على أن توسل الطائفة البكرية بالدساتير والقوانين الوضعية يأتي لحماية ما تبقى من بنيانها العقدي والفكري من أن يرتطم بالأرض، مؤكدًا أن المد الشيعي سيتواصل ويستمر بحمد الله تبارك وتعالى ويبقى في أوج ازدهاره في الديار المصرية سيّما بعد وصوله إلى أروقة الأزهر ونجاحه في تشييع جمع من أساتذته، والذين منهم من أعلنوا تشيّعهم للملأ ومنهم من كتموه وراسلوا سماحته أو كلّموه شخصيا عبر الهاتف إلى درجة أن أحدهم أبدى إعجابه بكتاب ”الفاحشة.. الوجه الآخر لعائشة“ وعبّر عنه بأنه كتاب حلّ تساؤلات كثيرة كانت تدور في ذهنه طوال ثلاثين عاما.
وأضاف الشيخ حفظه الله.. لن يستطيع أحد إيقاف المد الشيعي بوضع مادة دستورية، وإن حصل هذا فأن ذلك بمثابة الخزي والعار إذ لم نر أن هنالك دولة تفتخر بوضع مادة في دستورها لمواجهة مذهب أو دين معيّن.
مؤكدًا سماحته على أن هذا التوجه يدل على إنعدام الثقة لدى الطائفة البكرية في دينها المتضعضع، فلذا لجأت في الكويت على سبيل المثال لمواجهة الثورة الإيمانية والموجة الرافضية المتصاعدة بعد المشاكل الطائفية التي حصلت ونفخر بأننا كنا من أشعلناها، لجأت إلى الدعوة لسن قوانين جائرة كمشروع قانون ينص بإعدام من يسيء إلى عائشة والذي ردّه أمير الكويت بحمد الله.
وأوضح سماحته أنه من المخجل لأبناء مصر أن تـُطرح هكذا مطالبات لحماية الهوية البكرية في دستورهم، لأنهم من أكثر الشعوب تحررا من القيود الفكرية الزائفة فعليهم أن يرفضوا وضع القيود على تفكيرهم أو الحِجر على عقولهم.
وتعمّق سماحته إلى ذكر بعض تفاصيل الخبر حول الكيفية التي يريد بها الأزهر التصدي للمد الشيعي، مشيرًا سماحته إلى الوسائل المطروحة والتي منها منع بناء المساجد والحسينيات الشيعية ومنع التعرض إلى مقام عائشة، إلى آخرها من الوسائل التي تندرج تحت عناوين «تكميم الأفواه» و «الحِجر على العقول» و «مصادرة حرية التعبير» و «مصادرة حرية البحث العلمي».
ومن جانب آخر عبّر الشيخ الحبيب عن هذا التحرك أو هذا الطرح بأنه ضرب من الغباء، معلّلاً ذلك بأن عالم اليوم ليس كعالم الأمس إذ أن العالم أصبح قرية واحدة، فهذه المادة – إن وُضِعت – لن تمنع من يرغب في اعتناق التشيّع من أن يتشيّع لأنها لا تمنع تواصل الفرد المصري بالعالم الشيعي للتوصل إلى المعلومات والحقائق، إذ أن المجال مفتوح للإنترنت لإيصال الفرد لقراءة المصادر الشيعية والاستماع للخطباء الشيعة وتصفح المواقع الشيعية دون أن يتمكن أن يقف في وجهه أحد، كما أن المجال مفتوح للفضائيات لإيصال الفرد المصري في بيته إلى القنوات الشيعية عبر التلفزيون فيتمكن أن يستمع إليها دون أن تقدّم هذه المادة الدستورية شيئا أو تؤخر.
وأضاف سماحته أن الطائفة البكرية الآن تلطم رأسها لأن زمن تغذية أبنائها بالأكاذيب ضد الشيعة منذ الصغر قد ولّى، وبالأخص تلك الأكاذيب من قبيل أن الشيعة يزعمون أن جبريل أخطأ بالرسالة، وأن الشيعة يقولون بتحريف القرآن، وأن الشيعة يقولون في نهاية صلاتهم ”خان الأمين“ ثلاث مرات، وأن الشيعة في ليلة عاشوراء يطفئون الأضواء فيجامع الرجال النساء بالفحشاء، وأن الشيعة ينبت للواحد منهم ذيل، وغيرها من الأكاذيب التي كانت وقودًا للتعبئة ضد الشيعة، مؤكدًا في الوقت نفسه انقضاء الزمن الذي كان فيه يندر التقاء أبنائهم بأحد أفراد الشيعة وكذلك ارتحال تلك الأيام التي كان الشيعة فيها مسحوقين ومكبوتين ويذوقون فيها ألوان العذاب دون أن يجدوا وسيلة ليعرضون فكرهم ومعتقداتهم بحرية خصوصًا في وسط أبناء مخالفيهم.
ونصح سماحته الداعين إلى وضع هكذا مادة دستورية أن يذهبوا ليعيشوا في الغابات والأدغال بعيدا عن وسائل الاتصال والأجهزة الرقمية ووسائل تبادل المعلومات مع العالم ليحافظوا على أبنائهم من المد الشيعي، أو أن يتصدوا للتشيع علميا وهو ما لا يحسنون، منبهًا إياهم أن قوة التشيّع ذاتية تكمن في كونه حقا، ولذا فأنه يتمدد دون أن يحتاج دعاته إلى أن يستقووا بالحكام والقوانين الجائرة والأموال والعمليات الإرهابية واللغة التحريضية والكذب على الطوائف الأخرى.
وفي الختام عبّر الشيخ عن أن هذا المؤشر دليل على أن النصر قد صار حليفاً للشيعة وأن المستقبل لهم ولذا فأن عليهم الإنطلاق لأن هذه المرحلة مرحلتهم والكل يهابهم.