2012 / 08 / 18
في شقشقة هدرت ثم قرّت استعرض سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله في مساء يوم الجمعة، الموافق 10 رجب المرجب 1433 هجرية، جملة من أشجانه ومآسيه مما يتعرض له من حملات تسقيطية مسعورة هدفها النيل من سمعته وتشويه صورته أمام الملأ، والتي يساهم الجهل المطبق على هذه الأمة في انتشارها وتناقلها على ألسن بعض الهمج الرعاع الذين ينجحون بنحو أو بآخر في تنويم هذه الأمة وابعادها عن الاستماع إلى سماحته وعن مشاريعه الإنهاضية التي يتصدرها كشف باطل أعداء أهل البيت عليهم السلام وبيان مثالبهم ومخازيهم من بطون الكتب التاريخية وروايات رسول الله وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين.
جاء ذلك خلال البث المباشر الإسبوعي لسماحته في كل جمعة على قناة فدك الفضائية، في حلقة حملت عنوان (الضرب على دف الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وآله) والتي دافع فيها عن الرسول الأكرم ببيان زيف الروايات التي وضعتها قاتلة النبي الأعظم عائشة الحميراء لعنة الله عليها والتي تفيد بأن رسول الله كان يستمع للطرب والغناء، قبل أن يسترسل سماحته في الحديث عن الأساليب القذرة التي يُواجه بها من قبل الأعداء الداخليين الذين كرّسوا أموالهم وإعلامهم ونفوذهم وكافة إمكاناتهم لتسقيط من يخالفهم وينقد باطل عمائمهم الحزبية المقدسة في الوسط الشيعي، معبرًا سماحته عنهم بأنهم لو كرّسوا عشر معشار جهودهم هذه للمعادين لأهل البيت عليهم السلام لكانت الدنيا بخير.
وكنموذج من النماذج كشفَ سماحته عن إبلاغه بوجود إمرأة في كربلاء المقدسة تتقن اللهجة الكويتية تم توظيفها لتدور على البيوت وتجلس مع النساء لتشيع بأنها كانت زوجة لياسر الحبيب وتطلقت منه لأنه شارب للخمر! وتقول لكل بيت هذه الإسطوانة ”لا يخدعكم ظاهر هذا الرجل؛ هذا كان زوجي وأنا أوذيت منه وكان له ممارسات سيئة.. إلخ“ مبديًا سماحته استغرابه من كيفية إقناع الجهة الممولة لهذه المرأة بأداء هذه المهمة.
ومن النماذج أيضا كشف سماحة الشيخ الحبيب محاولة النظام الإيراني عرض صفقات مغرية على الطاقم الذي يعمل حول سماحته، مبينا أن هذا النظام قد عرضَ على الشيخ الفرنسي الذي يظهر على قناة فدك (الشيخ محمد سيروس) مبلغا محترما ليعود إلى قناة سحر بشرط أن يتبرأ من "ياسر الحبيب"!
واستطرد سماحته.. أن هذا ليس بغريب على هذا النظام فالمعروف عنه أنه يشتري بالأموال بعض دعاة ومشايخ الفرقة البكرية لكي يوظفهم في خدمة قضاياه السياسية فيطلب منهم التمجيد بالخميني والخامنئي والسياسة الإيرانية وما يسمى بالجمهورية الإسلامية والتصفيق لمهرجاناته الوحدوية، إلا أنه غير مستعد كي يشتري بعضهم لخلق أجواء صحية في الإعلام البكري لا تكون معادية لأهل البيت عليهم السلام ومنهجهم.
وعلل سماحته ذلك بأنه يعود إلى عدم احتراق قلب هذا النظام المنحرف على الشيعة والتشيّع في العالم، متعجبا من بقاء بعض شباب الشيعة منغرين إلى الآن بهذا النظام مع ممارساته الخبيثة الواضحة المتعددة.
وتطرق الشيخ حفظه الله إلى بيان نماذج من هذه الخباثات، كان أولها الحديث عن ظهور المدعو حسن نصر الله في إحدى خطاباته سنة 2006، والتي يملأها كالعادة بالصراخ مع ضرورة إخراج خصلات شعره أمام مقدمة العمامة، ليقول بكل صلافة: ”إلى من يقولون المد الشيعي والمد الشيعي ليس هناك مد شيعي ونحن لا نهتم بالمد الشيعي وليس لدينا أي جهد لتشييع إخواننا السنة وأننا لو كنا نريد أن نصبح الأكثرية لاستطعنا أن نقوم بذلك بأسهل الوسائل وهي زيادة الإنجاب لمدة عشر سنوات“.
وبيّن الشيخ مثالا توضيحيا لتبسيط هذه العبارة بأنها كعبارة من يقول (أنا مسلم وليس مهم عندي أن يكون هنالك مد إسلامي، وأنا أستطيع أن أجعل المسلمين هم الأكثرية لكني لا أريد أن أفعل هذا العمل) متسائلا سماحته.. هل أن من يقول هذا الكلام يكون مسلما حقا؟
مشددًا «حفظه الله» على أن وظيفة كل رجل دين شيعي هي السعي إلى جعل أغلبية العالم مسلمين مؤمنين شيعة، معربًا عن استغرابه الشديد من منطق الرجل المذكور الذي ينفي هذه الحقيقة أولاً ويُظهر عدم اكتراثه بوظيفته الشرعية ثانيا؛ مؤكدا سماحته أن هذا الرجل لديه خلل في التفكير وكذلك هنالك خلل لدى الذين يتبعونه ويمضون على منهاجه من الذين لم تنضج عقولهم بعد.
وكنموذجٍ آخر أكثر خبثا من هذا الأول أشار الشيخ إلى ما صرّح به المدعو محمد مهدي تسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب – العائد بالتبعية للنظام الإيراني– في مقابلة له مع وفد إعلامي مصري يزور إيران سأله عن خبر (هو بالأصل خبر مكذوب وقد ثارت ضجة عليه) يدور حول افتتاح الشيعة أول حسينية لهم في مصر، عندما قال ما مضمونه: ”أننا لا علاقة لنا كنظام في إيران بهذا الفعل ونحن نبرأ منه إذ لا نرى فيه صلاحًا لأنه يخل بجهود الوحدة الإسلامية“!
وأكدّ الشيخ الحبيب أن هذا المنطق ليس بمنطق إنسان شيعي أصلاً، مشددًا سماحته أن حِفظ التشيّع على مر العصور جاء ببركة مجالس أبي عبدالله الحسين «صلوات الله عليه» وتضحيات علماء الشيعة الأبرار بدمائهم من أجل إقامتها، ومنبهًا الأخوة المؤمنين إلى أنه لا مجال للجمع بين حب منهج سماحته وكسب ود هذا النظام السياسي الذي تتركز استراتيجياته بحفظ كرسي الحكم بدلاً من القضايا العقائدية ونشر مبادئ وقيم أهل البيت عليهم السلام في العالم.
وقارن سماحته بين المنهجين بمثال لتوضيح وجه الاختلاف القائم بينهما؛ فبينما المنهج الأول يعمل على إقامة احتفلات البراءة من قتلة رسول الله وقتلة الزهراء صلوات الله عليهما، يقوم المنهج الثاني بتسيير الصدامات والمشاكل لأجل إقامة مراسم البراءة من خصومه السياسيين في الحج مبتدعًا بذلك بدعة جديدة أدخلها المعممون الخونة المرتبطون به في الدين إلى درجة أنهم أفتوا بأنه لا يتم الحج إلا بالبراءة من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني!
وفي صعيدٍ آخر ذكّر سماحته المشاهدين بمثال حي ومباشر لنموذج ثالث من خباثات السائرين في فلك هذا النظام، يتمثل بإقامة قناة المنار العزاء بمناسبة ذكرى هلاك الخميني في نفس اللحظة التي يتكلم فيها سماحته من يوم ذكرى ميلاد الإمام الجواد عليه السلام، منوّهًا أنه قد سبق ذلك بإسبوع احتفال الحزب الذي تعود له هذه القناة بعيد المقاومة والتحرير في يوم ذكرى استشهاد الإمام الهادي عليه السلام.
وبيّن سماحته أن هذا التصرف منافي لتعاليم أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم لما ورد عنهم في خصال شيعتهم على لسان أمير المؤمنين ”إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا، ويفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منا وإلينا.“ (الخصال للصدوق/ص635)
ولتعميق المعنى بالنفوس شبّه الشيخ احتفال جماعة ما يسمى "حزب الله" في لبنان بما يسمى عندهم "عيد المقاومة والتحرير" في ذكرى استشهاد الإمام الهادي (عليه السلام) باحتفال المخالفين بيوم عاشوراء بدعوى أنه يوم انتصار المقاومة والتحرير لنبي الله موسى (عليه السلام) على فرعون؛ قاطعًا «حفظه الله» بالجزم واليقين أن ذلك لو كان صدقا ثم لحقه موافقة هذا اليوم مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) في اليوم نفسه فإن موسى (عليه السلام) يحزن في يوم عاشوراء لحزن خاتم الأنبياء وأهل بيته (عليهم الصلاة والسلام)، مؤكدًا سماحته أن احتفال هذه الفئة الضالة بهذا العيد المزعوم بالتقويم الإفرنجي في اليوم الموافق للثالث من رجب لهذه السنة يعدّ هتكًا سافرًا للخليفة الشرعي العاشر الإمام المعصوم علي بن محمد الهادي (أرواحنا فداه).