الشيخ في الحفل البهيج بهلاك الطاغية الثاني لسنة 1434: كان عمر بن الخطاب مبغضا لرسول الله، وقد ظهر بغضه الباطني بعد استشهاد النبي بكل وضوح في عترته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2013 / 01 / 24

بمناسبة حلول أسبوع البراءة العظيم الذي تتوالى فيه المناسبات السعيدة على أهل البيت الطاهرين بتجدد أعياد انتقال شرذمة من عتاة اعدائهم ومناوئيهم إلى العذاب الأبدي الأليم، أقامت هيئة خدام المهدي عليه السلام في لندن احتفالها السنوي المعتاد بذكرى هلاك الطاغية الناصبي عمر بن الخطاب «لعنة الله عليه» للسنة الجديدة 1434 هجرية، وسط حضور غفير من محبي فاطمة الزهراء «عليها سلام الله».

وشارك في الحفل البهيج بالإضافة إلى الإعلامي عبدالله الخلاف – عريف الحفل – كل من المقرئ مجيد الصراف، والشاعر عادل الخطيب، والمستبصر السويدي الباكستاني الأصل آدم كازي، والملا هادي الكربلائي، والشيخ الحبيب، والرادود البرائي المتميز حيدر الكرخي الذي امتع جماهيره في ختام الحفل بأهازيج النيل من قاتل رسول الله وبضعته الطاهرة صلوات الله عليهما وعلى الأئمة الكرام الميامين كذلك وعجّل في فرج قائمهم المنتقم ليثأر من ظلمتهم، ونقلت الحفل البهيج قناة فدك الفضائية على الهواء مباشرة لكافة مشاهديها الأفاضل في أرجاء العالم عبر القمرين هوتبيرد وجالكسي وشبكة الإنترت العالمية.

أما الشيخ الحبيب فقد ألقى بهذه المناسبة كلمة قيّمة طالت حوالي خمسين دقيقة هنأ فيها الأمة الإسلامية جمعاء وخاتم الأنبياء والمرسلين وعترته الطاهرين سيّما الإمام صاحب العصر عليه السلام بمناسة حلول عيد الغدير الثاني المعروف بعيد البراءة والموافق للتاسع من ربيع الأول في كل عام من السنة الهجرية.
وأشار الشيخ الحبيب «حفظه الله» إلى ما رواه شيخنا محمد بن جرير الطبري الإمامي «رضوان الله عليه» في (دلائل الإمامة) عن الإمام علي الهادي «عليه السلام» في فضل هذا اليوم، والذي يقول فيه الإمام:
”وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت عليهم السلام من هذا اليوم، ولقد حدثني أبي عليه السلام أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم وهو التاسع من شهر ربيع الأول على جدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال حذيفة: رأيت سيدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتبسم في وجوههم ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام: كُلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم فإنه اليوم الذي يهلك الله فيه عدوه وعدو جدكما ويستجيب فيه دعاء أمكما، كُلا فإنه اليوم الذي يقبل الله فيه أعمال شيعتكما ومحبيكما، كُلا فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا}، كُلا فإنه اليوم الذي تتكسر فيه شوكة مبغض جدكما، كُلا فإنه يوم يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم.“
وهنا توقف سماحته على هذا الجزء المهم من هذه الرواية الطويلة، ليركز على موضوع بغض عمر بن الخطاب «لعنة الله عليه» لخير البشرية والأنام رسول الله «صلى الله عليه وآله»، مؤكدا «حفظه الله» هذه الحقيقة التي صرح بها النبي الأعظم بالشواهد والبراهين.
وعدّد سماحة الشيخ قدرًا من هذه الشواهد التي تبيّن بغض عمر لرسول الله في حياته، ثم شدد على أن هذا البغض الباطني الذي أخفاه عمر قد ظهر واضحا للعيان بعد استشهاده «صلى الله عليه وآله» حين صب المأبون كل بغضه على ابنة المصطفى وأهل بيته الأطهار «صلوات الله عليهم» قولا وفعلا وسيرةً ومنهاجًا.

كما ضرب سماحة الشيخ الحبيب عددًا من الأمثلة التي تبين بغض عمر بن الخطاب لرسول الله بعد استشهاده، مرجعًا مصادر الأمثلة إلى كتب الخاصة والعامة، وأسهب سماحته في تفصيل تلك النماذج التي يثبت من خلالها نصب عمر العداء لأهل بيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» سعيًا منه لعزلهم عن الأمة وإبعاد المسلمين والمسلمات عن التواصل معهم.
ودعا سماحته المسلمين للتأمل في هذه النماذج لمعرفة من ساروا على النهج الصادق لشريعة نبي الإسلام والتفريق بينهم وبين الكذبة والمنافقين الذين اظهروا حربهم على أهل بيت النبوة المتمثلين في فاطمة وعلي والحسن والحسين الذين قال رسول الله فيهم: ”أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم“ (مصنف ابن أبي شيبة/ ج7 /ص512)، ووجّه خطابه أيضا لمن ينكرون على المؤمنين إقامتهم للاحتفالات بهذا اليوم العظيم المصادف لهلاك أحد من كانوا مصداقا ثابتا لمن حارب العترة وظلمهم وقتلهم بل أسس أساس الجور عليهم على مدى التاريخ.

وقبيل الختام تطرق الشيخ الحبيب «حفظه الله» إلى إحدى الشبهات التي يثيرها معممو العالم الرابع ضد أبي لؤلؤة النهاوندي «سلام الله عليه» والذي يبهته المخالفون للعترة الأطهار بأنه مجوسي ويظهر تهافتهم في بهتانه بنسبتهم إياه إلى المجوسية تارة وإلى النصرانية تارة أخرى، بينما كان مسلما و إسلامه يثبت بمطالبة علي بن أبي طالب بدم الزنيم ابن الزنيم عبد الله بن عمر لقتله ابنة النهاوندي البالغة من العمر ست سنوات آنذاك انتقاما لوالده الرجس وليس هذا إلا دليل من الأدلة على إسلامها، لكون علي ممن أذهب الله عنهم الرجس إذ أنه لا يكذب وبالتالي ينجر ذلك إلى إثبات إسلام والدها الذي قتل الطاغية الثاني في عهد الإسلام.
وعلى أي حال فأن الشبهة التي أثاروها هي أن أبا لؤلؤة غدر بعمر بن الخطاب بعد أن كمن له والغدر ليس من صفات المؤمنين على حد تعبيرهم لقول رسول الله: ”الإيمان قيد الفتك“، وأجابهم عليها الشيخ الحبيب «حفظه الله» بقول أمير المؤمنين «عليه السلام» الوارد في (نهج البلاغة/ الحكمة 259): ”الوفاء لأهل الغدر غدرٌ عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله“، وقد ثبت ومن مصادر المخالفين أن عليًا كان يرى عمر كاذبًا آثمًا غادرًا (صحيح مسلم/ح3302).

الجدير بالذكر أن يوم التاسع من ربيع الأول والأيام التي تليه في هذا الأسبوع هلك فيها عدد من كبار الطغاة والمبتدعة في التاريخ الإسلامي كان منهم إلى جانب عمر بن الخطاب كل من يزيد بن معاوية، والهادي العباسي، وأحمد بن حنبل، وعمر بن سعد، ومالك بن أنس وغيرهم من المزابل التاريخية التي لوثت صدر الإسلام بفجائع الأمور والأحداث.




























شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp