2013 / 06 / 01
أدان مكتب سماحة الشيخ ياسر الحبيب الرسمي في بيان صدر باللغة الإنجليزية، حادثة مقتل أحد الجنود المحليين في بريطانيا على يد إرهابي بكري من أصول نيجيرية شوهد يرفع ساطورًا بيده، مدّعيًا أن قتله لذلك الجندي جاء من أجل نصرة الإسلام في مشهد شنيع ومقزز تسبب نقله بإحداث حالات غضب ضد المسلمين اجتاحت أرجاءًا متعددة من نواحي البلاد.
مكتب الشيخ الحبيب استنكر هذه الحادثة المتطرفة رافضا نسبتها إلى الإسلام المحمدي الأصيل الذي جاء به محمد بن عبد الله «صلى الله عليه وآله»، واعتبرها فعلاً شائنا وبغيضـًا دون تحفظ، مشيرًا إلى موقف الشيخ الحبيب المعروف من هذه الأعمال الإرهابية عبر دعوته للقضاء عليها من جذورها، بتنقية البيئة الإسلامية من العقائد الباطلة التي جائت بها الحكومات الإنقلابية بمسار التاريخ الإسلامي، كي تنعطف البشرية نحو بيئة أكثر أمنـًا وأمانـًا مما هي عليه الآن.
وحمّل المكتب الطائفة البكرية بشتى فئاتها ومنظماتها وأفرادها المتعنتين مسؤولية الترويج للمفاهيم الدينية الخاطئة، المتشكلة حسب سيطرة الأهواء والماديات .
أولا، ثم ادعائها بأنها تمثل النموذج الأصلي للإسلام ثانيًا، مع ما أثبتته الأبحاث وفق الأدلة والآثار من كون عقيدتها أحد المنابع الرئيسية للإرهاب وتشكيل القواعد الإرهابية، بشواهد أنشطتها على أرض الواقع والتي تنتشر بواسطة غسل أدمغة الإرهابيين، ليأتي فيما بعد تبرير أعمالهم بأنها مهمات جهادية مع بعدها كل البعد عن الفطرة السليمة الرافضة لقبول العنف الموجّه ضد الأبرياء وغير ذلك من الأمور التي ينم حدوثها عن خطر حقيقي للبشر بحال السكوت عن انتشار هذه العقلية الإيديولوجية المتخلفة.
كما دعا المكتب في بيانه كافة العلماء والمسلمين المحققين في التاريخ والعقائد والأديان إلى الاطلاع على تراث هذه الطائفة الذي أضحى وجوده عارًا في جبين الإنسانية، ببدء التساؤل فيما يدور بأذهان منفذي أشباه هذه الجرائم، ومن ثم تحليله أكاديميا فإدانته قانونيًا بقرارات السياسة الدولية، بعد وضع الاعتبار بأن التزام العديد من المنظمات الإرهابية المتطرفة والأفراد العدوانيين المنتمين لدين الإسلام بلغة العنف يرجع بالأساس إلى أصول عقدية تسوهل في منع انتشارها بصلاحيات قانونية تحدّها، لذا يلاحظ تزايد مثل هذه الأعمال بشكل يومي على الكرة الأرضية بحيث أصبح التزايد لا يمكن إنكاره، خصوصا مع بقاء الاستمرار في إدارة الظهر عن تثبيت أس المشكلة لانطلاق هذه الروح القتالية العنيفة ضد الآخرين الأبرياء، المرتكزة على مبادئ راديكالية دينية.
وحول إيجاد حل للحد من انتشار هذا النوع من الأعمال الإرهابية برد فعل يسهم في مكافحتها بشكل أكثر إيجابية، دعا المكتب إلى تحديد الشخصيات والنصوص والفتاوى الدينية، الموجودة بالتراث الإسلامي، والتي تسهم في تشجيع القارئ أو المتلقي على تفريغ مشاعره السلبية الحادة عبر هذه الأنشطة العدائية والمتعصبة ضد أفراد أو مجموعات من الناس لمجرد حملهم قيم أو معتقدات دينية أو دنيوية معينة، فتدفعه على سبيل المثال نحو الأعمال الانتحارية باستدلالات لم يؤتى بها من القمر، استغل طارحوها في ذلك جهل الناس وضعف مداركهم المعرفية.
و من بين تلك النماذج التي يجب تقديمها للإدانة، ما يسمى (الوهابية المتشددة) أو (الوهابية الجهادية القتالية) والتي تحرك السلفيين عبر تراث أدبي ذو صلة بمسألة الإرهاب، ينبغي تجريم حامله وناشري مخطوطاته ومنظّري قناعاته المتطرفة عمليًا، إذ من الأولى السعي في اعتبار حاملي هذا الفكر والساعين لنشره بأي وسيلة كانت أفرادًا مارقين عن أطر الديموقراطية الطبيعية في الاتحاد الأوروبي كمرحلة أولية، كما كان الحال عند محاصرة الفكر الفاشي، ثم سينتقل الحصار عليه تاليًا إلى باقي دول العالم، في حال تحديد ينابيعه الإجرامية وأفكاره المنبوذة والشخصيات المحركة لانطلاق إيديلوجيته وبث سلبياتها، وهذا ما سيأتي بالنتيجة المرجوة بعد فحص مبني على بحوث علمية موضوعية تامة تقطع سبيل انتشاره سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
كما حث مكتب الشيخ الحبيب الدول الغربية على أن تعمل في إظهار جديتها لعامة المسلمين، في مراجعة سياستها الخارجية التي يشينها الابتعاد عن المبادئ الأخلاقية عند تقدّم مصالحها، لأن ذلك بالأساس يعدّ أحد عوامل تحقيق المظالم سيّما في حال عدم إمعان هذه الدول النظر بعلاقاتها مع الأنظمة الفاسدة، ما يؤدي بالنهاية إلى تولد حالة من الكراهية والمشاعر السلبية لدى بسطاء المسلمين، ولذا فعليها إن أرادت تفادي حصول هذه الأعمال أن تنتهج مسلكًا سويًا واضحًا يساعدها في الحد من تنامي حالات الكراهية تجاهها والتي من مسبباتها نشوء هذه الحادثة.