جوابًا على رسالة إلكترونية واردة إلى بريد الموقع الرسمي للشيخ ياسر الحبيب «حفظه الله»، أرسلتها صحيفة الإندبيندنت البريطانية باللغة الإنجليزية وهي تتضمن مقطعًا مترجمًا لسماحته، لكي تسأل عن توضيح موضوعه، قدّم مكتب الشيخ الحبيب في لندن شرحًا كافيًا بالقسم الإنجليزي لموقع القطرة لإزالة غمام الجدل المنتشر حول أنشطة الشيخ بالإعلام الغربي، إذ تسبب المقطع المترجم من قبل ما يسمى (معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط) وهي مؤسسة (بروباجندا) تابعة لصالح الكيان الصهيوني الغاصب، تختصر اسمها بكلمة (ميمري) اقتباسًا منها لمطالع الحروف في كلمات اسم المؤسسة المختص عملها برصد وجمع مختلف أنواع النتاج الإعلامي في الشرق الأوسط، سواءًا باللغة العربية أو الفارسية أو الكردية أو غيرها من لغات المنطقة.
وسواء كان الإعلام مكتوبًا بالصحف أو المجلات أو مسموعًا بالإذاعات الرسمية أو مرئيًا بالقنوات التلفزيونية أو عبر الإنترنت، بغرض دراسته وتقييمه ومن ثم ترجمته للغات عدة منها الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية واليابانية وغيرها، لتوظيفه فيما يخدم مصلحة اليهود بالعالم، عبر كادر محترف متخصص في الترجمة وبليغ في محاكاة الرأي العام الأمريكي أو العالمي وللتأثير على صنـّاع القرار السياسي الدولي، ما أمكن إن اقتضت الحاجة لحمايتهم من أي تهديد أو ازدراءًا لليهود كملّة دينية أو قومية، كما يضع نتاجها رجال السياسة في العالم على معرفة بماجريات الأحداث في المنطقة.
الجدل دار حول ما جاء في محاضرة الشيخ الحبيب التي حملت عنوان “إلا كان منكوحًا”، والتي ألقاها سماحته في ذكرى ميلاد الإمام الباقر «عليه السلام» في سنة 1432 للهجرة، واقتبس عنوانها من قول الإمام الصادق «عليه السلام» لرجل دخل عليه فسلّم عليه بإمرة المؤمنين، فردّ عليه الإمام بعدما قام على قدميه: “مه هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين، ولم يسمّ به أحد غيره فرضيَ به إلا كان منكوحا، وإن لم يكن به ابتلي”. (البرهان في تفسير القرآن/ج1/ص416)
المكتب نوّه في بداية جوابه أن الجواب صادر إجمالاً من المكتب، وليس برد مفصّل من بحر علم الشيخ الحبيب شخصيًا، وذكّر الجهة المرسلة بما جاء في كتبها المقدسة النصرانية، كالعهد القديم الذي جاء فيه: تتُجَازَى السَّامِرَةُ لأنها قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِا لسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، والْحَوَامِلُ تُشَقُّ (سفر هوشع/ إصحاح13/ جملة 16) لمحاججتها بما لديها قبل التفكير في التعرض لكلام الأئمة المعصومين «صلوات الله عليهم» الذين هم أوصياء رسول الله «صلى الله عليه وآله» من بعده، وحملة رسالته ونور الإسلام العظيم لهذه البشرية جمعاء.
ولتحرير موضع النزاع الذي هو إخراج كلام الشيخ الحبيب من سياقه الطبيعي للتدليل على مضامين سيئة تثير حساسية الطوائف الدينية الأخرى وتبعث على كراهيته، أو كراهية منهجه بشكلٍ خاص، قدّم المكتب مقطعًا بالصوت والصورة للشيخ الحبيب يتضمن ترجمة مورد الجدال حول كلامه المتواصل في هذه الجزئية، بعد أن اقتطعت تلك المؤسسة ما يحلو لها لترجمته، وتركت ما لا يحلو لها نقله أو ما تراه بعيدًا عن أولوية عملها المتعدد الأهداف، كي يتضح أن المقصود من كلام الشيخ هم كبار الرؤوس الدينية المضلة التي تبعد الناس عن اتـّباع سيد الأوصياء وهازم الأدعياء والفجار والمنافقين والمارقين حجة الله في أرضه وسماواته علي بن أبي طالب «صلوات الله عليهما»، مستعرضا الجواب نماذج لمن تنطبق عليهم تلك الصفة في عصرنا الحالي.
وتوكيدًا للأمر أشار المكتب إلى تنويه الشيخ إلى أنه لا يحمل النص المنقول على عموم أفراد الطائفة البكرية، وإنما على المحاربين منهم للحق، من أمثال عمر وعائشة، وأسامة بن لادن وملا عمر زعيم طالبان، وأبو مصعب الزرقاوي، وأبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، إذ ثبت عند الشيخ أن هؤلاء مشمولين بكونهم من أهل العهر والمجون.
كما أشار المكتب في بيانه باللغة الإنجليزية إلى أن التيارات الشيعية في المملكة المتحدة التي أدانت المقطع، يعود فعلها إلى عدم انسجام خط الشيخ الحبيب معها، لتميزه عنها بإعمال النقد الذاتي فيما يغض الوسط الشيعي الطرف عنه، كانتهاكات حقوق الإنسان في إيران على سبيل المثال، وتجاوزات هذا النظام على العقيدة الشيعية وعلماء الطائفة الشيعية داخل إيران، كما يتميز بإدانته الصريحة للنظام السوري المستبد، وكل ذلك وفق أسلوب طرح الدلائل والنقض العلمي الذي لا يستثني أحدًا من الشخصيات الدينية والسياسية في حال وجود ما يلاحظ منه تجاوز لحدود الشريعة الإسلامية.