2013 / 06 / 18
ندد سماحة الشيخ ياسر الحبيب في برنامجه الأسبوعي، مساء الجمعة 4 شعبان 1434 هجرية، بجرائم أحفاد هند بنت عتبة وسائر ذوات الرايات من أهل الجاهلية في الشام، وذلك بعد انتشار صور ومقاطع مسجلة في غاية البشاعة تبدي إجرام أحفاد عائشة «لعنها الله» في حق شيعة أهل البيت «عليهم السلام» بمدينة دير الزور السورية، طالت فيها أيديهم للاعتداء على النساء والأطفال، ما دفع سماحته للتشديد ببداية حديثه على أن مكمن السر وراء بشاعة تلك الصور الواردة يرجع إلى أنها تبيّن الدين الحقيقي للطائفة البكرية، قبل أن يستعرض «حفظه الله» جملة من الأدلة والبراهين المقتطفة من تراث هذه الفرقة الذي ورّثه لها أعلامها المتقدمين ومن جاءوا في أواسط عمرها والمتأخرين.
واعتبر الشيخ الحبيب أن التقدم الزمني خيرعامل لإصحاء الغافلين من غفلتهم في كون أبي بكر وعمر وعائشة «عليهم اللعنة» هم من أسسوا سنن الإرهاب في الإسلام، خاصًا بالذكر أن الأخيرة كانت أول إمرأة إرهابية في الإسلام، وأن إجرام أبنائها يفوق إجرام اليهود والنصارى في الخسة والنذالة، قبل أن يشير سماحته إلى نظافة ونزاهة حروب رسول الله صلى الله عليه وآله، وقلة القتلى بها من كلا الطرفين وذلك لما عُرِفَ من حرص الرسول الأكرم على حفظ الدماء والأرواح قدر استطاعته صلى الله عليه وآله.
وفيما سمح به الوقت استعرض الشيخ «حفظه الله» عددا من النماذج الموجودة بالتراث البكري الذي يحرك النوازع الإجرامية لدى الإنسان المتلقي فيجعله ينسلخ تدريجيًا عن إنسانيته حتى يكون ممسوخا، فكان من تلك النماذج إبراز سماحته لنموذج أول قديم قادم من فقه عائشة الإرهابي، وثانٍ متوسط القدم من ابن تيمية الحراني، وثالث جديد آتٍ من ضغن المقبور ابن عثيمين، مركزًا سماحته على لفت نظر المتابعين إلى قذارة نوازع الخسة والدنو التي أبدتها عائشة بمعركة الجمل الأصغر في البصرة، حينما قتلت حراس بيت مال المسلمين مع والي البصرة عثمان بن حنيف «رضوان الله عليه» وأصرت على تعذيبه حتى بنزع أهداب عينيه. (تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي/ص67).
أما من الجانب المعاصر فنقل الشيخ الحبيب مثالا من لؤم ابن عثيمين «لعنه الله» الذي أباح قتل النساء والأطفال خلافا لسيرة نبي الرحمة «صلى الله عليه وآله»، شارحًا سماحته الكيفية التي فلسف فيها هذا المسخ فتواه الشيطانية المخالفة لكتاب الله بآيات قرآنية فسرّها على هواه؛ كما أدان الشيخ الحبيب «حفظه الله» تشجيع بعض الحكومات البكرية دفع الناس بشكل رسمي نحو القتال الطائفي بجانب الإرهابيين في سوريا كما فعلت الحكومة المصرية بفتحها الباب على مصراعيه لسفر الراغبين بالجهاد ضد النظام السوري على حد تعبيرها، بينما سيكون هذا الباب مغلق في وجه من يرغب بالسفر للمحاربة في الجانب الآخر من النزاع ما يعني سياسة الكيل بمكيالين.
وفي الختام ذكر الشيخ حديثا علويًا لأمير المؤمنين قال فيه عليه السلام: بقية السيف أنمى عددا وأكثر ولدا (نهج البلاغة/خطب الإمام علي عليه السلام/ج4/ ص19/ح84)؛ وأشار سماحته إلى أن هذا الحديث يتضمن وعدًا إلهيًا بإنماء عدد المسلمين المضطهدين في دينهم، منبهًا به زمر الإرهاب الناشطة في قتل الشيعة في بلاد الشام لتعي أن حربها خاسرة ضد الشيعة، وسيثبت صدق هذا الكلام ما سيروه بأعينهم في المستقبل حين يجدوا أنفسهم لن يفلحوا في القضاء على الشيعة في سوريا، بل سيصدمون بنمو عددهم بشكل مضطرد كلما جرى قتلهم، والذي يؤدي إلى تقوّتيهم يومًا بعد يوم إلى أن يرث الله الأرض.