خلال محاضرتين منفصلتين(1) لرد شبهات خصوم المنهج البرائي الرافضي، إثر اختزال الجهات المنحرفة التعبير عن هذا المنهج الشيعي الأصيل في التبليغ بأنه منهج (فتنة)، مع سوق سيل التهم والأكاذيب عليه بمفردات وعبارات صار يرددها البعض كالببغاء لأجل إبعاد الناس عن حاملي هذا المنهج من علماء شيعة أهل البيت عليهم السلام، قدّم سماحة الشيخ الحبيب عرضـًا تفصيليًا لمعاني كلمة (الفتنة) وفقـًا لما ورد في معاجم اللغة والسياق القرآني والروايات الشريفة الواردة عن المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
المحاضرتان حملتا عنوانين مختلفين، فكانت الأولى منهما بعنوان (تمنوا الفتنة) نسبة إلى الحديث الشريف الوارد عن الإمام الصادق عليه السلام: تمنوا الفتنة، ففيها هلاك الجبابرة، وطهارة الأرض من الفسقة (أمالي الطوسي/ج2/ص301)، بينما حملت الثانية عنوان (لماذا يوقع الله الفتنة بنا؟ وماذا نفعل حينها؟) والتي بيّن خلالها الشيخ أن الله سبحانه وتعالى قد سلك هذا المنهج لفرز جبهة الإيمان عن جبهة النفاق والكفر والطغيان والعقائد الخاطئة، وعليه أثبت الشيخ الحبيب أن هذه الكلمة التي يستخدمها الجهلة أو الأخابث للتشنيع على أهل الحق ما هي إلا كلمة محمودة إن كانت تقوم على الأسس والمعايير الإلهية التي تفضي إلى فرز الحق عن الباطل.
وبخصوص هذا الاصطلاح المهم الذي ورد في عشرين موضع من آيات القرآن الحكيم، وضح الشيخ الحبيب «حفظه الله» أن من معاني الفتنة الكفر، والابتلاء أو الاختبار، فضلا عن الاختلاف المؤدي للتنازع والهرج والمرج والاقتتال والحروب أي المعنى الذي صار رائجا الآن في العصر الحالي.
وبيّن سماحته أنه بعد استبعاد معنى (الكفر) عن هذا الاصطلاح فأن الاصطلاح بما هو هو ليس اصطلاحا مذموما وإن كان المقصود به التنازع والاقتتال، لأن هذه هي سنة الله في الأرض كما أنها سنة رسول الله «صلى الله عليه وآله» وسائر الأنبياء والأوصياء والأئمة الطاهرين الذين أوقعوا الفتنة في مجتمعاتهم فزجوا بالناس نحو المعارك والحروب ضد اؤلئك الذين ناصروا المناهج الباطلة والعقائد الفاسدة والمنحرفة.
وأردف الشيخ الحبيب في توضيح الحقيقة حول طبيعة الاصطلاح بأن القتل بحد ذاته ليس أمرا مذموما إذ قد يكون القتل للقاتل أمرًا مطلوبًا شرعًا، لا أنه أمر مستبشع، فلا يصح أن نعبّر بهذه المفردة فنقول (نحن ضد القتل على الاطلاق) وكذلك لا يصح التعبير بالقول (نحن ضد الفتنة على الاطلاق) لأن من معاني الفتنة مفردة القتل.
واستطرد سماحته أن هنالك نوعين من الفتنة، إحداهما هي الفتنة المذمومة والأخرى هي الفتنة المحمودة، والفرق بينهما هو أن الأولى مخرجاتها تثبيت الباطل على الأرض، بينما تأتي الثانية بمخرجات القضاء على الباطل وهي فتنة الله وجميع الأنبياء والمرسلين.
وكنماذج توضيحية، عدّد الشيخ الحبيب صورًا من الفتنة المحمودة التي قام بها الأنبياء والأوصياء، فأشار سماحته إلى أن أول صانع للفتنة هو نبينا الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم» إذ لا ينكر أحد أنه ظهر في مجتمع مكة المُتوحد على الباطل، فأوقع فيه فتنة بدعوته لدين الله تبارك وتعالى فأدى بمنهجه إلى وقوع التنازع والاختلاف، فالاقتتال الذي شمل قتل الناس في المجتمع لآباءهم وأخوانهم وابنائهم.
وكنموذج ثاني أشار الشيخ الحبيب إلى ما أوقعه النبي إبراهيم «صلوات الله عليه» في مجتمعه عبر دعوته الإصلاحية التي أدت بالمجتمع إلى التناحر والتنازع أيضا.
وهنا علّق سماحته على أن هذا النوع من الفتنة وإن كان يوقع الشقاق في المجتمع إلا أن إيقاع الشقاق هاهنا هو أمر مطلوب شرعًا، لأنه من دون إيجاد الشرخ الاجتماعي لا يمكن أبدًا إقامة الحق في الأرض من قبل أي نبي من الأنبياء، فالقانون الإلهي يقضي بشق الوحدة الباطلة فانتاج وحدة اجتماعية أخرى تكون على الحق.
وبالرجوع إلى قواميس اللغة العربية أفاد الشيخ الحبيب «حفظه الله» أن أصل كلمة الفتنة جاء من عملية إذابة الذهب والفضة والمعادن في النار لغرض تمييز الحسن منها عن الرديء، ولذلك يسمى صائغ الذهب (فتَّان)، لأنه يعرّض المواد للنار فيذيبها إلى أن يستخرج منها الذهب الخالص ويُبعد منها ما هو رديء. وأضاف سماحته أنه من هذا المعنى نستخلص معنى الابتلاء أو الاختبار، الذي يُعبّر عنه بالفتنة أيضا، فمعناها هو هذا الامتحان الذي يتميّز من خلاله الطيّب عن الخبيث والشجاع عن الجبان والقوي عن الضعيف.
وحول الوحدة المطلوب صنعها والعمل على تثبيتها في المجتمع شدد الشيخ الحبيب «حفظه الله» على أن هذه الوحدة لا تكون سوى التمسك بحبل الله أي بولاية أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، وإن أدى العمل على إيجادها إلى وقوع التباعد والاحتراب الداخلي في المجتمع، مؤكدًا على ضرورة اقتباس تعريفات مصطلحي أهل الجماعة وأهل الفرقة من قول المعصومين عليهم السلام فأخذ ما جاء عن سيّد الموحدين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ميزانا لتحديد هذه الفئات؛ إذ تقول الرواية عن عبدالله بن الحسن: كان أمير المؤمنين «عليه السلام» يخطب بالبصرة بعد دخولها بأيام فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة؟ ومن أهل البدعة ومن أهل السنة؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ويحك أما إذا سألتني فافهم عني، ولا عليك أن لا تسأل عنها أحدا بعدي، أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلـّوا وذلك الحق عن أمر الله وعن أمر رسوله؛ وأمّا أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتبعني وإن كثروا؛ وأما أهل السنة فالمتمسكون بما سنه الله لهم ورسوله وإن قلوا؛ وأما أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله تعالى وكتابه ولرسوله والعاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا وقد مضى منهم الفوج الأول وبقيت أفواج وعلى الله فضها واستيصالها عن جدد الأرض. (بحار الأنوار/ج32/ص221/ح173)
• وقول الإمام الصادق «صلوات الله عليه» عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: جماعة أمتي أهل الحق وإن قلُّوا. (معاني الأخبار للشيخ الصدوق/ باب معنى الجماعة والفرقة والسنة والبدعة/ ص154)
• وقول أمير المؤمنين عليه السلام: الجماعة أهل الحق وإن كانوا قليلا، والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا. (بحار الأنوار/ج2/ص266/ح23)
• وقول السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها الاحتجاجية على الطاغية أبي بكر: وإمامتنا أمانـًا من الفرقة. (بحار الأنوار /ج ٢٩ / الصفحة ٢٢٣)
وعليه يتبيّن أن المخالفين لهذا الدستور وإن كانوا هم الأكثرية فهم أصحاب صوت النشاز والمنطق المرفوض الذي جوبه به أمير المؤمنين عليه السلام، إذ قد أكثر جماعة معاوية التشنيع على الإمام «صلوات الله عليه» وعلى السائرين في خطه بأنهم شاذين عن الجماعة والوحدة الوطنية والإسلامية، وأنهم أصحاب فتنة، ثم هذا المنهج ورثه منهم بعد ذلك جميع الطغاة فصاروا يرمون بهذا الاتهام كل من يثور عليهم وعلى حكوماتهم المستبدة والجائرة.
ومن قبل ذلك عمل كفار قريش على بهت الرسول الأكرم بأنه جاء بالسب والشتم وإرادة تفريق المجتمع وتفتيت الوحدة بين فئاته، وهكذا واجهت جميع الأطراف الإصلاحية هذا الصراع مع من يريد إماتة الحق وابقاء العهد القديم القائم على الضلال.
ولهذا فحين واجه الإمام علي «عليه السلام» أحد المخدوعين بالمنافقين الكبار الذين نفخهم الإعلام المضلِل قبيل معركة الجمل، وكان اسمه حرث بن حوط الليثي، والذي أتى للإمام مستشكلاً بما مؤداه، من أنت حتى ترى من هو أكبر منك على باطل بينما ترى نفسك لوحدك على الحق، كان جوابه عليه: يا حار أنت ملبوس عليك، إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، وبأعمال الظن، أعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله. (أنساب الأشراف للبلاذري/ ص238)
فهذه القاعدة الذهبية لو طبقها البشر والمسلمون تحديدًا لما وقعوا في الضلال أو في الفتنة المذمومة، عبر تشخيص الحق بأحد ما من غير المعصومين ومن ثم إدارة الحق عليه، ولو أن المخالفين تأملوا في قول رسول الله صلى الله عليه وآله (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث دار) لما احترموا أضراب عائشة وطلحة والزبير وغيرهم ولكانوا قد ذهبوا إلى البراءة منهم.
وأضاف الشيخ الحبيب أنه بالتأمل في الروايات الشريفة حول هذه الفتنة المحمودة نجد التكليف يرشدنا إلى عدم الهرب والابتعاد عنها، بل يدلنا إلى أن نفتح ذراعينا لها لكي نستقبلها بصدر رحب، فندعو الله أن يأتينا بها لنمضي في طريقها.
فقد روى شيخ الطائفة الطوسي «رضوان الله عليه» في أماليه بسنده عن الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليهما: تمنوا الفتنة ففيها هلاك الجبابرة وطهارة الأرض من الفسقة. واستقرب سماحته أن تكون هذه الفتنة التي يدعو الإمام الصادق إلى تمنيها هي فتنة الظهور لصاحب الأمر عجّل الله فرجه الشريف، إذ أن الإمام الغائب إذا ظهر سيُحدث (فتنة) لإقامة الحق وتثبيت دولة العدل الإلهي بتطهير الأرض من الجبابرة والفسقة والمنافقين، فيواجه حينها بسلاح رميه بتفريق الوحدة والجماعة وبأنه صاحب فتنة.
قبل أن يختم الشيخ الحبيب «حفظه الله» محاضرته الأولى بهذا الخصوص بحديث عن الإمام الباقر، ورد في تأويل الآية الكريمة {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} إذ قال عليه السلام: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وأغلق عليه وعليهم الباب وقال: يا أهلي وأهل الله إن الله عز وجل يقرأ عليكم السلام، وهذا جبرئيل معكم في البيت ويقول: إن الله عز وجل يقول: إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة، فما تقولون؟ قالوا: نصبر يا رسول الله لأمر الله وما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز وجل ونستكمل جزيل ثوابه، فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله، فبكى رسول الله حتى سمع نحيبه من خارج البيت، فنزلت هذه الآية {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}، ثم قال الكاظم عليه السلام: أنهم سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليهم. (تأويل الآيات الباهرة/ج1/ص372)
وأردف سماحته أن المستفاد من هذه الرواية التي أوردها شرف الدين الحسيني الاسترآبادي بسنده إلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام أن أعداء أهل البيت سيتقصدونهم بالمنازعات، فكان جواب العترة الصبر على ذلك والترحيب به، أي بالثبات على المبدأ والتحمل فيكونون فتنة للناس بذلك كما الحال في العدو. وعليه فنحن مأمورين بالصبر تأسيًا بهم «صلوات الله عليهم» والمقاومة حتى ننجح عبر التحلي بالتقوى، إذ كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: اعلموا من يتّقي الله يجعل له مخرجًا من الفتن ونورًا من الظـُلـَم. (نهج البلاغة/خطب الإمام علي عليه السلام/ج2/ص112)
أما المحاضرة الثانية للشيخ الحبيب في هذا الموضوع والتي جاءت بعد حوالي سنة وحملت عنوان (لماذا يوقِع الله الفتنة بنا؟ وماذا نفعل حينها؟)، فقد أكّد في بدايتها الشيخ على أن الله تعالى قد يتعمد أحيانا إيقاع الفتنة بالناس، كما وَرَدَ في القرآن الكريم بوضوح لمن يتدبر فيه، إذ قال الله عز وجل لنبيه موسى في سورة طه: {فَإِنَّا قَدْ فـَتـَنـَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ}، إذ أسهم الله في زيادة (الفتنة) إن جاز التعبير بأن جعلَ ذلك العجل ينطق بصوت خوار كما أنبت له الشعر، فاستغل ذلك السامري لإضلال قوم موسى.
فهذه الفتنة هي فتنة محمودة وينبغي على المؤمن تمنيها لتطِهّر الأرض من الفسقة والجبابرة، مع ما تسببه من مضاعفات وآثار مؤداها التنازع والشقاق، لأنها تأتي بمعنى الاختبار في الجانب الاجتماعي، وعليه يلزم الصبر والتحمل، ويعضد هذه الآية رواية الإمام الباقر عليه السلام: إن فيما ناجى الله به موسى عليه السلام أن قال: يا رب هذا السامري صنعَ العجل، الخوار من صنعه؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: أن تلك من فتنتي، فلا تفصحن عنها. (محاسن البرقي/ ج1/ص284)
وأسرد الشيخ الحبيب تفاصيل أكثر حول الفتنة الإلهية من هذا الباب مستشهدًا برواية في (تفسير الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي/ج2/ص61-62)، قبل أن يعقّب عليها بأن باب الفتنة بالشخصيات المضلة قد يأتي من باب الاستدراج الإلهي بسبب ميلان البشر عن الحق، ولهذا تتحقق في بعض الأحيان مثلا بعض ما تفسر بأنها كرامات أو معجزات قد أتت من تحت أيدي أناس منحرفين وخبثاء وعصاة بعيدون تمامًا عن دين الله تعالى، أو متلبسون بالزهد ومندسون في الوسط الشيعي الإيماني تحت مسمى العرفاء.
وفي الشطر الثاني من المبحث بيّن سماحته أن الوظيفة الشرعية للمكلف حال وقوع الفتنة هي التباعد عن الذين انساقوا وراء ما يخالف أصول العقيدة فمعاداتهم، وكمثال على ذلك في الوقت المعاصر ينبغي هجران الجماعة الخبيثة السائرة خلف دجال البصرة الذي يدعي أنه اليماني، فعدم الاختلاط بهم، وهكذا التعامل مع باقي أنصار المبتدعين مع عدم التوقف عن نصحهم وإرشادهم إلى الحق، إذ هذا هو المستفاد من تتمة الرواية التي بيّنت أن العقاب الإلهي الذي أنزله الله على قوم موسى قد شمل أولئك الذين بقوا على التوحيد والتزموا بموقف المتفرج على الأحداث.
ونوّه سماحته إلى مسألة صلة الرحم بأنها تكون حرامًا تجاه من لديه أحد أهله ممن يترمّز بهم الانحراف والإضلال، ولا تشمل المخدوعين القابلين للهداية الذين قد تستنقذهم صلة رحم أقاربهم الذين هم على الحق فتقودهم نحو تغيير مواقفهم فالخروج من الفتنة، قبل أن يضيف الشيخ الحبيب «حفظه الله» أن أس الوظائف حال الفتنة الإكثار من التوسل بمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، كما أشارت الرواية الشريفة عن الإمام العسكري عليه السلام، إذ أن قوم موسى الذي بقوا على التوحيد والتزموا التفرج على الأحداث كانت كفارة ذنبهم أن يقتلوا ذويهم الذين عبدوا العجل في الدنيا وإلا فالعقاب في الآخرة، لكنهم تذكروا بعدما بدؤوا في قتل أقاربهم أن موسى أشار عليهم بالتوسل بمحمد وآل محمد فعمدوا إليه فسهّل الله لبعضهم قتل ذويهم بينما توسل آخرون بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ليرفع الله عنهم هذا التكليف الشاق فاستجاب الله دعائهم. (تفسير الإمام العسكري عليه السلام/ ص254/ح124)
الجدير بالذكر أن الشيخ الحبيب كان قد أفرد سلسلة خاصة في بيان الشبهات المتعلقة بالفتنة والوحدة، في الليالي الحسينية لسنة 1431 هجرية وقد تطرق للشأن ذاته من الحلقة الثانية.