في اتصال هاتفي ورد إلى مكتب الشيخ الحبيب عن طلب موعد لتقلين الأخ ”لويس هولدر“ شهادة الإسلام وإعلان ركوبه سفينة النجاة وانتهاجه نهج البراءة من الظالمين (لعنهم الله) والولاية لأئمة المسلمين (عليهم السلام) تم الإتفاق على قدومه يوم الجمعة 14 ذي القعدة 1434 هجرية الموافق 20/09/2013. حضر الأخ لويس والتقى سماحة الشيخ ودار حوار بينهما - قبيل إعلان تشيّعه وترفّضه إلى حين الانتهاء من التجهيزات الفنية - عن أبي بكر وعمر وعائشة وأضرابهم (لعنهم الله)، وتطرّقوا إلى ذكر مثالبهم في كتب المخالفين ”كصحيح“ البخاري ومسلم.
بعده قدّم سماحة الشيخ مقدمة مباركة قال فيها: ”نحمد الله تعالى على آلائه وعلى أفضاله وعلى أن جمعنا في هذه الجلسة المباركة الخيرة لكي نشهد دخول مؤمن جديد إلى دوحة الإيمان ودوحة الولاء لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين. الأخ الكريم شاب إنكليزي قام ببحث ذاتي في أكثره وفي مجمله لأجل أن يعرف الحق ويهتدي إليه وقد عاونه بعض الأخوة ممن لهم ارتباط بنا“.
وتابع سماحة الشيخ قوله أنه قد سمع أن الأخ لويس أعلن إسلامه عند إحدى الجماعات الشيعية من ذي قبل، ولكنه بعدما تعمّق أكثر في المناهج المطروحة على الساحة الشيعية؛ اختار هذا المنهج وأنه يرى أنه بحاجة إلى أن يشهر إسلامه مؤكداً على مبدأ البراءة من أعداء الله تعالى ورسوله وأهل بيته (عليهم السلام)، وأنه يفخر أن يُعنْوِن نفسه بـ ”الشيعي الرافضي“.
وأوصى سماحة الشيخ الحاضرين الدعاء لأنفسهم في هذه الجلسة المباركة وأن يطلبوا من الأخ الكريم الدعاء لهم بقضاء الحوائج، فإنه وُلد من جديد، فالإنسان حين يُسلِم ويُؤمِن ويوالي محمداً وآله (عليهم السلام) ويبرأ من أعدائهم (لعنهم الله)؛ فإنه يكون قد وُلد من جديد ومُحي عنه كل ما سبق من آثام وخطايا وتكون صفحته بيضاء تماماً وهو أحرى أن يستجاب دعاؤه.
لقّن سماحةُ الشيخ الأخَ لويس شهادة الإسلام وتابعه الأخ لويس بترديد الشهادة، واستقبل بعدها التهاني والتبريكات من سماحة الشيخ والأخوة الحاضرين.
أوصى سماحة الشيخ الأخ لويس بعد ذلك بمواصلة البحث وطلب العلم والاطلاع أكثر على الثقافة الإسلامية للوقوف بدقة على صورة الإسلام الحقيقية وصورة الإسلام المزيفة التي جاءت من الذين تسللوا إلى الإسلام، وأن الفوضى التي جاء بها الإرهاب وارتباط اسمه بالإسلام هي نتيجة أحاديث مصطنعة، فقاطعه الأخ قائلا: ”من عمر“، فأضاف الشيخ: ”وعائشة“. ثم استطرد سماحته بقوله أنه فخور به ويسأل الله تعالى أن يجتمع معه في الجنة مع محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام).
ألقى بعد ذلك الأخ لويس كلمة موجزة جاء فيها: ”بادئ ذي بدء، كان عندي أصدقاء مسلمين وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تغيّر رأيي في الإسلام، ولكن حافظت على صداقتي معهم، لأنه إذا تركتهم فجأة فإن الأمر سيكون مؤلماً بالنسبة لهم“.
وأشار الأخ لويس إلى أن المسلمين الذين يراهم لا يبدو عليهم أنهم إرهابيون، فكيف يجمع بين التناقض الحاصل في أن شكلهم الظاهري مسالم وأن القرآن الكريم يقول إن أنت قتلت إنساناً واحداً فكأنما قتلت الناس جميعاً، وبين الإرهاب الذي يُمارس باسم الإسلام ضد الإنسانية وضد من لا يؤمن بالإسلام؟!
فاستطرد قائلا: ”بسبب تحمّسي للإسلام ورغبتي بالاطلاع عليه وبسبب الأسئلة العالقة في ذهني رأيت أن من الحاجة قراءة القران الكريم والاطلاع عليه، وبعد قرائته شعرت أن الله تعالى أرشدني إلى الطريق الحق“.
بدأ بعدها الأخ لويس بالبحث بين ”الفرق الإسلامية“ وبدأ بالاطلاع على المذهب البكري فوجد أن أبا بكر هو الخليفة الشرعي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عندهم، وأن آراءهم في تنصيبه متضاربة، فمنهم من يقول أنه جاء عن طريق الشورى، ومنهم من يقول أنه جاء بتعيين إلهي، فبعد بحث طويل وتدبّر في القرآن الكريم لم يعثر على دليل واحد على تنصيب الله تعالى لأبي بكر، فاستنتج من ذلك أن أبا بكر هو الذي عيّن نفسه بنفسه خليفة على الناس، وقال: ”وهذا يعارض القرآن الكريم لأن من يبحث في القرآن الكريم - سواء كان مسلماً أو غير مسلم - يعلم أن الله تعالى هو المُشرِّع وحده وأن ليس لنا الحق أن نشرّع وهذا واضح جداً، فالله تعالى هو الذي يُعيّن النبي ووصي النبي وليس للبشر أن يعيّنوا من يشاءون“. وواصل قوله أنه يجب علينا إتباع المعصوم لأن غير المعصوم إن أذنب أو أخطأ فإنه يُرشد إلى الطريق الخاطئ.
وتابع قوله بالحديث عن بالآيات الواردة في القرآن الحكيم عن ذكر طلب إبراهيم (عليه السلام) أن يكون إماماً ومن ذريته فرد الله تعالى عليه أن لا ينال عهده الظالمون، وفهم منها الأخ لويس أن الذي لا يكون عادلاً لا ينبغي له أن يكون إماماً، وهو غير مؤهل لأن يكون خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وذكر أيضاً سبب اختيار الله تعالى لطالوت ملكاً على بني إسرائيل وهو أن له بسطة من العلم والقوة، واعترضوا بنو إسرائيل واحتجوا على الله تعالى بفقر طالوت. وختم الأخ لويس قوله بذكر الخطاب الوارد في القرآن الكريم بين رب العزة جل ذكره وبين الملائكة في مسألة خلق آدم (عليه السلام)، وأنه فهم منه أن الله تعالى جعل أصنافاً في البشر فمنهم الصالح ومنهم الكافر وربطها ببحثه في الفرقة البكرية وأنهم يقدسون كل الصحابة - حتى عثمان (لعنه الله) وقاتليه - فكيف يكون القاتل والمقتول مُقدسيْن؟! وهذا مما يجعله يضحك كثيراً.