2013 / 12 / 18
ضمن ما ورد إلى موقع القطرة من رسائل موجهة إلى سماحة الشيخ الحبيب، رسالة(1) من أحد الأخوة المهتدين الجدد والتي كانت رسالة مفاجئة من شاب في مقتبل العمر من شعب الجزيرة المحمدية غُرر به ”ليجاهد“ في العراق. المفاجئ في الأمر أنه يذكر في رسالته توبته التي وضح أسبابها في نهاية رسالته، مجملا قصته بأنه من منطقة حائل المغتصبة من قبل آل سعود، وأن هدايته كانت توفيقاً من الله له بعد مشاهدة ومعايشة بعض الأمور التي دفعته للعودة إلى بلاده، ومن ثم تدوين هذه الرسالة التي أتت بعد حوالي سنتين من عودته إلى وطنه.
الشاب العنزي - الذي اكتفى بذكر اسم قبيلته العريقة فقط - بدأ رسالته بعد التحية والسلام بلعن أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وأضرابهم، ثم أخبر سماحة الشيخ في سياق حديثه بفضله عليه لأنه كان السبب في دخوله التشيّع وركوب سفينة النجاة.
وتابع الأخ في رسالته سرد ما لقيه من أحداث، بدأت عنده باكتشاف حقيقة من كان يظن فيهم أنهم مجاهدين كرّسوا حياتهم للذود عن الإسلام وحمل لوائه، مشيرا إلى أنه قد اتضحت لديه ملامح وجوههم الواقعية بما تيقّن من خلاله أنهم ليسوا سوى حثالة من الناس جمعت بينهم رذيلة المثلية وتعاطي المخدرات، وهي الصدمة التي سببت هروبه وتسلله متجاوزاً الحدود عائداً إلى مسقط رأسه، حاملاً معه شكوكه في كل من هم حوله، والانعزال عن المجتمع في مدينته، حتى عند أداء صلواته اليومية التي كان يؤديها على مذهب أحمد بن حنبل.
وأرجع الشاب العنزي أصل هدايته إلى إقامة الشيخ ياسر الحبيب لذكرى الاحتفال الأول بهلاك عائشة في شهر رمضان سنة 1431 هجرية، معتبراً إياه السبب الرئيس في رجوعه إلى الحق بعد أن تجرد عن العواطف وفكر باستقلالية. أخذته الصدمة حينها وازدادت عند مشاهدته مقطعاً للشيخ الحبيب وهو يلعن في صلاته أبا بكر وعمر، فقال حينئذ: ”سألعن هذا الشيخ في كل صلاة“.
الأخ المهتد قطع تتابع كتابته بطلب يطلب فيه من الشيخ براءة الذمة على ما بدر منه تجاهه في فترة ما قبل الهداية، مستأنفاً قوله في رسالته: ”قمت بعد وقوفي على افتقاد المصداقية لدى الكثير من معممي الشيعة الذين كانوا يكذبون في تلك الفترة، بتحديث نفسي عن ضرورة متابعة ما يطرحه الشيخ الحبيب وخصوصا ما ينشره موقعه الرسمي لأجل الوقوف على ما خفي عني من العقيدة الشيعية لأعمل على استغلال صراحة الشيخ الحبيب للوقوف على فضائح الشيعة، فإذا بي أرى نفسي اكتشف فضائح قومي في محاضرات مفصلة عنونت بـ ”أكذوبة عدالة الصحابة“ و”كيف زيّف الإسلام؟!“ وغيرها من المحاضرات التي لم ينفع معها العناد عند تتبع المصادر والوقوف عليها.
ولذا سجّلت في ورقة خارجية بيضاء قائمة طويلة لأسماء الكتب التي أحتاجها لأبدأ بمرحلة البحث، وقد اضطررت في كثير من الأحيان لشراء الكتب من لبنان لمعاينة التنقيح وتجاوز التحريف وحذف الصفحات وبتر الفقرات من الكتب المباعة في بلادي، قبل أن تأتيني الصدمة الثانية التي استمر هولها ثلاثة أيام حين تيقنت من صحة كل ما يقوله الشيخ الحبيب ويدعو إليه، فاجتنبت فيها الطعام وأجهشت بالبكاء بحرقة شديدة على ما أضعته من عمري في تقديس بعض الشخصيات التي صرت ألعنها – كأمثال أسامة بن لادن وغيره الذين كانوا سيقودوني إلى النار– قبل أن أتخذ قراري بمشايعة الأئمة الأوصياء لرسول الله (صلى الله عليه وآله)“.
وأوضح الشاب العنزي أنه قد واصل جهوده بعد أن اتخذ قراره بإعلان تشيّعه لأمير المؤمنين والأئمة الشرعيين، فطالع عدداً من الكتب الشيعية التي قادته إلى السرور في حياته بعد أن ملأت دنياه بأجواء روحية نورانية غنية بالمعارف والعلوم والاستفادة من التاريخ، خاتماً رسالته بطرح بعض أسئلته التي طلب من الشيخ الحبيب الإجابة عليها.
(1) يمكنكم الاطلاع على الرسالة كاملة (
(بالضغط هنا)).