2014 / 03 / 31
تلقّى سماحة الشيخ الحبيب بشديد الأسى والحزن نبأ الفاجعة العظيمة التي تمثّلت بالاعتداء الناصبي الجبان على مقام صاحب النبي (صلى الله عليه وآله) عمار بن ياسر، ومقام صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) أويس القرني في مدينة الرقة السورية، واللذين دُمرا بشكل كبير من قبل الإرهابيين من أبناء عائشة.
وعبر الشيخ عن أسفه لعدم وجود ردود أفعال على الجريمة النكراء، بل عدم وجود حتى ”ردود أقوال“ بالمستوى المطلوب! حيث وقعت هاتان الفاجعتان مؤخرا وسط صمت غريب حتى على مستوى بيانات الاستنكار المعهودة وكأن الأمر ليس بالخطير!إن من يشاهد مشاهد وصور هذه الجريمة الوحشية والأطلال التي تركتها لا يكون ملوما إن مات كمدا! فمع أن الأضرار كانت جسيمة في هذا البناء الشامخ الذي كان قائما على مرّ الأزمان؛ إلا أن الألم الحقيقي لم يأتِ بفعل وقوع تلك الأضرار من حيث ماديتها، بل من حيث معنويتها، فتلك الأيادي القذرة التي تسببت في هذا الحادث الإجرامي الجبان؛ إنما امتدّت إلى كرامة الجليلين واستهدفتهما مباشرة! فكأن المجرمين تأسفوا على عدم مشاركة معاوية في اغتياله للصحابيين الجليلين في غابر الزمان فتوجهّوا إليهما في قبريهما اليوم! فإنا لله وإنا إليه راجعون!
والشيخ يناشد شيعة آل محمد (عليهم السلام) في كل مكان في العالم أن يهبّوا وينتفضوا ويسعوا في استصدار قرارات أممية تجعل المقدسات الإسلامية تحت الوصاية الدولية لحمايتها بعد فقدان الأمل بحمايتها المباشرة من قبل القوى الشيعية التي قصّرت كثيرا في ذلك.
إننا نرى مراقد أئمتنا وأصحابهم الصالحين في الجزيرة المحمدية والعراق وسوريا تُهدم وتُفجّر، ونرى بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يُحوّل إلى دورة مياه! وأماكن إسلامية مقدسة أخرى طُمست وسُوّيت بالأرض!
يتقدم الشيخ بخالص العزاء والمواساة لمولانا ومولى الخلائق أجمعين صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن المهدي (صلوات الله عليه وأرواحنا لتراب مقدمه الفداء) بهذه الفاجعة الأليمة والمصاب الجلل؛ ويسأل الله تعالى أن يعجّل فرجه الشريف كي ينقذنا مما نحن فيه.. فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.