بأجواءٍ ملؤها البهجة واللهفة لإدخال السرور على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرين، وبتوفيقٍ من الله تعالى، أقامت هيئة خدام المهدي عليه السلام في لندن، مساء السبت الموافق للثاني عشر من شهر تمّوز يوليو 2014، حفلها السنوي الخامس بفرحة ميلاد الإمام الحسن المجتبى (صلوات الله عليه) والذكرى السعيدة بهلاك عدوة الله عائشة بنت أبي بكر (لعنة الله عليهما).
ألقي في الاحتفال كلمات وقصائد عديدة بمختلف اللغات شارك فيها عدد من العلماء الأفاضل والشعراء والرواديد بعد قراءة عطرة من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الحضور المقرئ سيّد محمد معتوق، فكانت للشيخ سيروس كلمة باللغة الفرنسية وللدكتور ماجد العبيدي كلمة باللغة الروسية، إلى جانب كلمة باللغة النرويجية ألقاها متفضلا أحد العاملين بكادر قناتي فدك وصوت العترة عليهم السلام، سبقتها أهازيج باللغة الأوردية للمنشد المبدع سيّد نجم الحسن قبل أن يأتي مسك الختام بقراءة أشعار وهوسات برائية بصوت الرادود سيد صالح الموسوي.
وبهذه المناسبة المباركة شارك الشيخ الحبيب بكلمة قصيرة باللغة العربية طالت حوالي 36 دقيقة، تقدم في بادئها برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للإمام صاحب الأمر الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين المنصورين، شدد فيها على إدانة المدانة من فوق سبع سماوات في سورة التحريم بجرم اظهارها لكراهية علي بن أبي طالب (عليهما السلام) والذي صحّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه من أبرز معالم النفاق في الإسلام.
وأشار سماحته إلى أن الآثار التي تثبت هذه الحقيقة كثيرة جدا في كتب الشيعة وكتب مخالفيهم، ومنها قول أمير المؤمنين عليه السلام: "وأما عائشة فأدركها رأي النساء، وضغنٌ غلا في صدرها كمرجل القين" (نهج البلاغة/ الخطبة 156) وما جاء عن ابن عقدة الكوفي أن عائشة كانت تقول: لا أحب علياً أبدا. (الجمل/ للشيخ المفيد/ صفحة 226)
وما جاء في قول ابن عباس: أتدرون من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ هو علي ولكن عائشة لا تطيب له نفسا بخير. (مسند أحمد بن حنبل/ جزء ٦/ الصفحة ٢٢٨) و(فتح الباري/ لابن حجر العسقلاني/ جزء 2/ صفحة 131) و(الطبقات الكبرى/ لابن سعد/ جزء 2/ صفحة 232) و(تاريخ الطبري/ جزء 2/ صفحة 433)
وأفاد الشيخ الحبيب أن هذا الحديث الذي روته المصادر البكرية بألفاظ مختلفة صححه الألباني في (إرواء الغليل/ جزء 1/ صفحة 178) وبهذا فأننا لو طبّقنا ما جاء بحديث أمير المؤمنين عليه السلام الوارد بكتاب (صحيح مسلم/ برقم 2682) والذي يقسم فيه علي بالله تعالى عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله إليه: "يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق"، وهو حديث صححه الألباني أيضا إلى جانب عدد من علماء أهل الخلاف، فأن النتيجة هي أن تكون عائشة منافقة، ثم بدلالة الآية الكريمة في سورة التوبة: {وعدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} نقطع بأنها الآن في النار وقد استحقت اللعنة والعذاب.
من جهة أخرى سلّط سماحة الشيخ الحبيب الضوء على بعض الجوانب المشرقة من حياة صاحب الذكرى إمامنا الحسن عليه السلام، في توصيف أعداء دين جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، مورِداً ما جاء في الأثر عن سفيان الثوري عن واصل عن الحسن البصري عن ابن عباس في قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} أنه جلس الحسن بن علي ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان من الرطب فقال يزيد: يا حسن إني منذ كنت أبغضك، فقال الحسن: إعلم يا يزيد ان إبليس شارك أباك في جماعة فاختلط الماءان فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول: {وشاركهم في الأموال والأولاد} وشارك الشيطان حربا عند جِماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدي رسول الله. (مناقب آل أبي طالب/ لابن شهر آشوب/ جزء ٣/ الصفحة ١٨٦)
واستطرد سماحته أن بإضافة هذا الحديث عن الحسن المجتبى إلى تتمة حديث رسول الله (يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق) في إشارة إلى ما جاء أيضا عن رسول الله من روايات كقوله لأمير المؤمنين «عليه السلام»: لن يبغضك من العرب إلا دعيّ، ولا من العجم إلا شقيّ، ولا من النساء إلا سلقلقية. (بحار الأنوار/ جزء 27/ صفحة 223/ حديث 14) وقوله: لا يبغضك من قريش إلا سفاحي. (بحار الأنوار/ جزء 27/ صفحة 151/حديث 20) فأنه سيكون من الثابت لدينا أن عائشة كانت ابنة زنا، وشرك شيطان، وسلقلقية.
كما أشار الشيخ الحبيب إلى ما ورد عن عائشة (لعنها الله) من فعل عندما استشهد أمير المؤمنين عليه السلام حيث دخلت تعزي الإمام الحسن بقول يبدو بظاهره المواساة وبباطنه الفرح إذ قالت: يا أبا محمد، ما مثل فقد جدك إلا يوم فقد أبوك، وجواب الإمام الحسن لها: نسيتِ نبشكِ في بيتكِ ليلا بغير قبس بحديدة، حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى الآن، فأخرجتِ جرداً أخضر فيه ما جمعتهِ من خيانة حتى أخذتِ منه أربعين دينارا عددا لا تعلمين لها وزنا ففرقتيها في مبغضي علي صلوات الله عليه من تيم وعدي، وقد تشفّيتِ بقتله، فردّ عائشة الوقح عليه: قد كان ذلك. (مشارق أنوار اليقين/ للحافظ رجب البرسي/ صفحة 134)، قبل أن يشير سماحته إلى عدد من المصادر البكرية التي تعضّد هذا الحديث ببيان صورة ما دخل من الفرح والبهجة والسرور بعائشة عند سماعها نبأ استشهاد الإمام علي عليه السلام في محرابه، وقولها بكل وقاحة آنذاك: رب قتيل الله بيدي رجل من مراد. (الأخبار الموفقيات/ للزبير بن بكار الزبيري/ الصفحة 121)
وفي ختام كلمته دعا الشيخ الحبيب كافة المسلمين إلى البراءة من هذه المرأة الناصبية المنافقة، مشددا على أن اظهار الفرح والسرور بهلاكها هو أقل ما يمكن أن نقدمه لرسول الله وسيدة نساء العالمين والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، وأنه من الضرورة القصوى الاستمرار بالعمل على إقامة هذه الفعاليات التي تبعد الأمة عن مواطن الضلال والإضلال ورؤوس الكفر والإجرام والزندقة.