في لقاء جديد على الهواء مباشرة مع سماحة الشيخ الحبيب في مساء الثلاثاء 28 ربيع الأول 1436 هجرية، استقبلت قناتي فدك وصوت العترة (عليهم السلام) ثلاث اتصالات من بعض الإخوة والأخوات المهتدين إلى نور ولاية أهل البيت (عليهم السلام) والبراءة من أعدائهم، عبّروا فيها عن اعتزازهم بعقيدتهم وثباتهم على ما توصلوا إليه من الحقائق التي وجدوها مغيّبة عن أنظارهم وعن أنظار الكثيرين من الخلائق على مدى الدهور.
الأخت فاطمة من الأردن كانت أولى المشارِكات في البرنامج لتروي رحلة بحثها للمشاهدين الكرام، حيث أفادت الأخت الكريمة بأنها متشيّعة منذ شهر رمضان الماضي حينما اكتشفت قناة فدك عن طريق الصدفة، قبل أن تبدي امتنانها لقوة الطرح الذي وجدته بالقناة وما يقدّم عليها من معلومات وصفتها بأنها تقدّم على طبق من ذهب للباحث المتلقي، وتقرأ بعد ذلك قصيدتين شعريتين عبّرت بإحداهما عمّا تستشعره من الألم لضياع جزء من عمرها في الغفلة والجهل والضلالة، وبالثانية عن تحيّة إكبارها الموجّهة للشيخ الحبيب تثميناً لجهوده المثمرة في تصحيح مسارها ومسار المخدوعين من هذه الأمّة نحو اتبّاع الأئمة المعصومين من أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم.
وفي إتصّالٍ ثانٍ، تلا مكالمة الأخت الكريمة، تفضّل الأخ ”مبارك“ من المغرب (26 عاما) بسرد مختصر لقصّة تشيّعه التي طال بيانها الشيّق لكي تنفع المستمعين الكرام بما فيها من المواعظ والعِبر بتجارب الآخرين، فتحدّث قائلا: ”كنت من جماعة الدعوة والتبليغ حينما كان عمري 18 عاما، وقد مكثت معهم حوالي ثلاث سنوات فحفظت الكثير من الأحاديث المنسوبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولكني حينما دخلت الجامعة تغيّرت ظروفي تماما وبعد تخرّجي منها دخلت في مرحلة البطالة، فبحثت في الإنترنت حتى التقيت بأحد شيوخ الصوفية النقشبندية، فتعلمت منه أحاديث حب آل البيت (عليهم السلام) والتي لم أسمعها من قبل بواسطة جماعة الدعوة والتبليغ، والحق أني المقصّر في ذلك باتباعي لهم دون البحث بما تقوله الفرق الأخرى“.
وعن النقاط الأساسية التي قادته إلى التشيّع بنهاية المطاف أضاف الأخ مبارك: ”في شهر رمضان الفائت كنت أبحث على الإنترنت فوجدت فتوى لعائشة حول مباشرة الأزواج والتقبيل في أثناء الصوم، فقرأت عن عائشة قولها: كان النبي يقبّل ويباشر وهو صائم وكان أملككُم لإربه! [صحيح البخاري - كتاب الصوم - الجزء 2 - الصفحة 233] فتعجبت هنا من هذه المرأة أن كيف ينهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن فضح الأسرار الزوجية وهي تفعل ما يناقض قوله؟! ثمّ ولأني كنت مولعاً بقراءة الأحاديث الغريبة، عن علامات الساعة وزمن الفتن والأحداث التي ستقع، تبادر إلى ذهني هذا الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. [سنن أبي داوود - الجزء 2 - الصفحة 306] ورواية أخرى تنسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: والذي نفس محمد بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن بها، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم. [مسند أبي يعلى الموصلي - الجزء 11 - الصفحة 222 - الحديث 6338]“.
وأضاف الأخ قائلا: ”فهنا تساءلت هل أن عليّ أن أفرّ إلى الجبل لأنجو بديني؟! وزادت عندي الشكوك في هذا الحديث الأخير إذ لماذا يُصرّ رسول الله على أن يجمع الناس على صلاة الجماعة بهذه الكيفية بأن يحرق بيوت من يتخلفون عنها؟! والحال أن القرآن الكريم يقول: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» ما هذا التناقض؟! إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاء رحمة للعالمين لا ليحرقهم، فأدركت أن حديث الهروب إلى الجبل أولى بالتصديق من الحديث الثاني والذي ثبت لي من خلاله وقوع التحريف في هذا الدين كما حصل في الأديان السابقة، وأنه قد صار يلزمني الاعتزال، خصوصا بأن الحديث يتدعّم بقول النبي: لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً شبراً وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. [صحيح البخاري - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - الجزء 8 - الصفحة 151]“.
واستطرد الأخ مبارك بقوله: ”شاءت الأقدار أن يساعدني أحد الأصدقاء بموقع ”الفيسبوك“ على التوصل إلى أن الحق مع الشيعة، حيث تبيّن لي لاحقا بأنه متشيّع من أهل الجزيرة العربية، فقد بدأ يوضح لي الفروقات بين العقائد دون أن يخبرني بأنه شيعي، وكانت تلك طريقة راقية ومنطقية جدا منه. بدأها بالحديث عن معركة صفين وعن معركة أمير المؤمنين (عليه السلام) ضد عائشة في البصرة، قبل أن يعرج إلى البوح لي بسرّ تشيّعه ويسرد لي القصة الكاملة لغضب السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) على أبي بكر وعمر، ويشدد عليّ أنه من المستبعد أن يكون هذا الغضب لأسباب دنيوية من إمرأة مبشّرة بالجنة بكونها سيدة نساء العالمين، آثرت إلا تبايع هذه الطغمة الحاكمة، ولم تمت ميتة جاهلية، لكونها مع الخليفة الشرعي من بعد النبي (صلى الله عليه وآله) الإمام علي (عليه السلام) والذي أخبره النبي بأن الأمة ستخونه من بعده وأمره بالصبر، فهنا بسبب قرائتي لروايات وجوب مودة أهل البيت (عليهم السلام) تقبّلت هذا الكلام بصدر رحب والحمد لله الذي أوصلني لاكتشاف الحقائق عبر هذا الصديق الذي أوصاني بالاستماع لمحاضرات الشيخ ياسر الحبيب وأرسل لي بعض الكتب الإلكترونية، وأسأل الله أن يرزقه الجنة ويرزقه وإيانا الشهادة مع إمامنا صاحب العصر (صلوات الله عليه) وأن يهدي الله أهله وأهلي وأهل كافة المستمعين إلى الحق“.
وفي الختام توجّه الأخ مبارك برسالته إلى من لا يزالون على اتباع العقيدة البكرية، بأن يتدبروا في أحاديث عائشة التي أساءت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بما يضاهي قول الظالمين «إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا»، منوّهاً بأن من قلة الأدب والمروءة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يجروا على ألسنتهم الترضي على من قتلوا ذريته مع انتظار شفاعته لهم يوم القيامة، ويعقّب حديثه بدعوتهم إلى استيعاب تضحية الإمام الحسين (عليه السلام) والتي جزاه الله عليها بأن جعل الإمامة في أولاده كما جزى نبيّه إسماعيل (عليه السلام) الذي آثر أن يضحّي بنفسه لأجل دين الله تعالى، قبل أن يكلل مكالمته بقصيدة رائعة لأحد الشعراء في مدح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي اتصالٍ ثالثٍ لإعلان التشيّع وقبل أن ختام البرنامج استقبل البرنامج مكالمة الأخ المصري ”محمد“ من محافظة ”دمياط“، والذي أشار بأنه يحرص أشد الحرص على أن لا تفوته محاضرات الشيخ ياسر الحبيب، وأنه دائم الدعاء للشيخ ولوالديّ الشيخ باستنزال الرحمة والمغفرة عليهم من الله تعالى على ما يقوم به من جهود جبارة لهداية الناس إلى الدين الصحيح للمصطفى (صلى الله عليه وآله)، مختصراً قصّته بأنه تشيّع على يد أحد المؤمنين - وهو متوفي حاليا - بعد أن جاء إليه من محافظة أخرى في مصر - وذلك منذ ثمان سنوات - مشددا على أنه وزوجته ”أم أحمد“ قد اكتشفوا التشيّع من جديد مع الشيخ الحبيب.
من جانبه لقّن الشيخ الحبيب كافة الأخوة المهتدين شهادة الإسلام الأصيل بركنيها البراءة والولاية - بعد توحيد الله الصافي - وتنزيه سيّد الأنبياء والمرسلين عن كل المعايب التي ألصقتها به الفئة الباغية، سائلا المولى (عز وجل) أن يمنّ عليهم بالرحمة والمغفرة وأن يدخلهم إلى جنات الخلد بشفاعة السيدة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله عليهم أجمعين).