2015 / 04 / 15
بحمد الله وتوفيقه بلغَ مجموع من قرروا إعلان ولايتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وابنته الزهراء (عليها السلام) والأئمة الاثني عشر من أهل بيت النبي الأطهار (عليهم السلام)، والبراءة من أعدائهم المنافقين الأوائل الذين حرفوا مسيرة الإسلام، سيّما أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة، في شهر جمادى الأولى 1436 هجرية، خمسة عشر مهتدياً كان منهم ستة من الأخوات المؤمنات وتسعة من الأخوة المؤمنين.
وقد توزّعت الاتصالات القادمة لإعلان التشيّع خلال هذا الشهر على بلدان مختلفة، حيث تلقّت قناتيّ فدك وصوت العترة (عليهم السلام) ست اتصالات من مصر، وثلاث اتصالات من العراق، واتصال واحد لمهتدين مقيمين في دول متفرقة كان من أبرزها اتصال أخت سودانية من الصين، وأخت سورية من الأردن، وأخ أردني من أوكرانيا، إلى جانب اتصالين أحدهما من أسبانيا والآخر من هولندا.
كانت البداية مع أربعة مهتدين في مساء الثلاثاء الموافق للرابع من الشهر، تقدّمتهم الأخت آسيا من مدينة ”هاربن“ في شمال شرق الصين، والتي اختصرت مسيرة اكتشافها لدين الحق، المتمثّل بالتشيّع الرافضي، قائلة: ”كان لي في الجامعة صديقة من العراق، تعرّفت من خلالها على قناة شيعية، وذلك بعد أن كنت لا أعرف شيئا عن الشيعة، فحيث درسنا في السودان لم نجد الإسلام الحقيقي حاضراً، بل كان مغيّباً عن الناس، فغرسوا في أدمغتنا التاريخ المزيّف للإسلام والسيرة النبوية، من قبيل أن أبو بكر (صدّيق) وعمر (فاروق) وما يوافق ذلك عن عائشة، ولكني بحمد الله بعد أن استمعت للمحاضرات الشيعية على هذه القناة وقناة فدك – التي اكتشفتها لاحقا – وجدتُ نفسي على خلاف الحقيقة تماماً، إذ اكتشفت من هم هؤلاء الملاعين الذين أضلوا الناس عن الصراط المستقيم لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ هذا الصراط الذي هو طريق خليفته أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم، فالحمد لله الذي هداني إلى هذا الحق الذي سأسعى جاهدة لإظهاره ونصرته في محل إقامتي بالصين“.
تبع مكالمة الأخت آسيا اتصال الأخت ”أم آية“ من ناحية الجوادين (سبع البور سابقا)، لتفيد بأنها متشيّعة بفضل الأوضاع المتأزمة حالياً في بلدها العراق، منوّهة بأن الأحداث وصلت إلى درجة من اتضاح الرؤية للجميع، بشكل جلي، بأن هذه الفئة الباغية، من تلك الطائفة، والتي نراها اليوم تعيث في الأرض فسادا، ما هي إلا جماعة تستقي سمة القسوة والإجرام من رموز عقيدتها كأمثال أبي بكر وعمر اللذان وضعا حجر الأساس لظلم أهل البيت (عليهم السلام) وظلم شيعتهم على امتداد الزمن.
وبعد اتصال الأخت ”أم آية“ جاءت مكالمة الأخت ”أم عبده“ من محافظة الشرقية في مصر، لتفيد بأنها متشيّعة منذ أربعة أعوام، بعد أن عرفت التشيّع الحقيقي عبر الشيخ ياسر الحبيب، وتتحدث قائلة: ”بعد اعتيادي سماع الترضي على أعداء (أهل البيت عليهم السلام) من خلال بعض المحاضرين الذين يظهرون على شاشة قنوات شيعية أخرى، تلقيت صدمة من سماع حديث الشيخ الحبيب وأوذيت في بادئ الأمر من كلامه، ولكن مع تكرار الاستماع له بتدبّر تأكد لي صحة ما يذهب إليه الشيخ في استحقاق أبرز الشخصيات المنافقة في صدر الإسلام للعن والبراءة منها بهذه الصراحة، ولذا أحب أن أعلن تشيّعي عبر هذه القناة“.
أما آخر اتصال لإعلان التشيّع في هذه الليلة فقد كان اتصال الأخ ”إيهاب“ من العاصمة المصرية ”القاهرة“، والذي تحدّث عن رحلة بحثه قائلا: ”كنت قد قرأت واطلعت سابقا على بعض الأحداث المهمة في التاريخ الإسلامي، كموقعة الجمل وغيرها، بمؤلفات كاتب مصري يدعى ”خالد محمد خالد“، والذي له كتاب اسمه (أبناء الرسول في كربلاء)، وبعد أن تابعت قناة صوت العترة – منذ شهرين – وجدت نفسي مندفعاً لإعلان براءتي فوراً من أمثال أبي بكر وعمر وعائشة وعثمان وغيرهم من المنافقين في الحقبة الأولى بالإسلام، حيث دخلت قناعتي كافة الحجج المنطقية التي قدّمها الشيخ الحبيب في الورقة البحثية التي شاهدتها تبث آنذاك على شاشة القناة، إذ تأكد لي من خلال واقعة الجمل بأن عائشة ليست شخصية تستحق أن توضع في محل الاحترام“.
وفي مساء اليوم السابع من الشهر، والذي وافق يوم جمعة، جاء اتصال الأخ عباس من بغداد، ليطلب من الشيخ الحبيب تلقينه شهادة الإسلام، بعد إلقاء سماحته لورقته البحثية السادسة في سلسلة (عثمان بن عفان.. حمال الخطايا). الأخ عباس أفاد بأن أصله يعود إلى الأنبار، قبل أن يبدأ في الحديث عن سبب اتجاهه إلى اعتناق إسلام أهل البيت عليهم السلام، فتحدّث قائلا: ”بحثتُ عن القادة العسكريين والعقائديين كعمر المختار وجيفارا ومنهم الإمام الحسين عليه السلام، فهالني ما وصلنا عن استشهاد الحسين عليه السلام بعد 1400 سنة، وتحوير البعض للقضية سياسياً، فاتجهت بالسؤال إلى شيخ بكري عن يوم عاشوراء وتفاصيله وسبب اتخاذه كيوم للفرح والسرور؟ فكان جوابه سخيفاً جداً، حيث قال لي: أنك لماذا تسأل؟ ماذا ستستفيد من هذا السؤال؟ قبل أن ينصحني بأن أترك ما جئت إليه لأتوجه للاهتمام بالصلاة والصيام!“.
وتابع الأخ عباس: ”هذا الأمر جعلني أبحث إلى أن توصلت بأن الحق مع الشيعة، وأشكر الأخ الذي شيّعني وهو للعلم شخص أصغر مني، وعمره 21 عاما، وتحديدا هو الأخ (أبو آية)، ويريد أن يتحدث معكم إذ انه موجود الآن بجانبي“.
وبإعطاء الخط إلى الأخ (أبو آية) تفضل الأخ الكريم بالاعتذار للشيخ الحبيب وللباحث مهند الشويلي عن طعنه في أعراضهما حينما كان يخالف هذا المنهج، منوّهاً بأنه قد كان من أتباع المتمرجع خامنئي قبل أن يصبح رافضياً وتنطلق همّته نحو هداية الآخرين إلى التشيّع، قبل أن يشير بأنه نجحَ بعد التزامه بمنهج الشيخ الحبيب في تحويل اثنين من معارفه المنتمين لأهل الفرقة البكرية إلى عقيدة الإسلام الحق على الولاية والبراءة.
وفي مساء الثلاثاء الموافق للحادي عشر من الشهر أعلن ثلاثة أخوة كرام تشيّعهم على القناة، وكانت أولهم تحدّثا للبرنامج الأخت السورية ”أم علي“ من الأردن، حيث تحدثت قائلة: ”اختصر أسباب هدايتي بأنها جاءت من متابعتي للقنوات الشيعية وإحساسي بالمصداقية المطروحة في العقيدة الشيعية فيما يتعلق بموضوع الهجوم على دار السيدة الزهراء صلوات الله عليها، وإدانة المعتدين والمتآمرين سيّما أبي بكر وعمر وعثمان، بالإضافة إلى اتجاهي نحو البحث والقراءة لحين أن أحسست بأنه من الخطأ الكبير البقاء على ما أنا عليه، وبحمد الله فأنا أشعر الآن بالراحة النفسية بعد تركي للمعتقد البكري وأشكر الله تعالى على هذا التوفيق، وأرجو من الشيخ الحبيب أن يدعو لزوجي الغائب في سوريا بأن يكون على قيد الحياة ويعود إليّ من جديد.
أما الأخ ”أحمد سعيد الرواس“، من محافظة المنوفية في مصر، وهو أزهري بالغ من العمر 49 عاما، فقد كان ثاني المتشيّعين المتحدثين إلى البرنامج في هذه الليلة، وقد أفاد قائلا: ”دخلت في التصوّف منذ أن كان عمري 17 عاما، ومررت بكل الطرق الصوفية، والتي وجدت من بينها فئة تقرأ سورة الفاتحة وتهدي ثوابها للإمام علي وابنيه الإمامين الحسن والحسين (صلوات الله عليهم) دون أن تشمل فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) معهم، ووجدت بينهم فئة هي النقشبندية تقرأ الفاتحة وتهدي ثوابها إلى الأئمة وصولا إلى الإمام الرضا (صلوات الله عليه)، ووجدت بينهم فئة هي الرفاعية تقرأ الفاتحة وتهديها للأئمة الأثنا عشر جميعا، فتمسكت بالطريقة الأخيرة حتى بدأت أقرأ أحاديث الأئمة الأطهار عليهم السلام، واعتقد بجلال منزلتهم وتفضيلهم على أبي بكر وغيره ممن يسمّون بالصحابة وذلك لوجوب أن نصلي عليهم في الصلاة، وقد هالني تفشي الاختلافات حتى بين أبناء المذهب الواحد في العقيدة البكرية، فأرجو أن تدلوني على طريق التشيّع لأني أريد أن أصبح شيعيا ومللت من معاناتي مع السلفيين وغلاة الملة البكرية“.
وهنا نصح الشيخ الحبيب الأخ أحمد الرواس باستماع سلسلة (كيف زيف الإسلام) التي أعدها لقناة فدك الفضائية ورُفعت فيما بعد على موقع اليوتيوب، منوهّاً بأنه فصّل خلالها كيفية نشوء النسخ المزيّفة من الإسلام بعد مخالفة وصية النبي (صلى الله عليه وآله) بحادثة السقيفة التي تزعمها المنافقون أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، وذلك لأجل الوصول إلى السلطة والحكم بالانقلاب على الخليفة الشرعي.
وتابع الأخ أحمد: ”أن مما يؤذي النفس أن تكون هناك فئة تدعي بأنها من المسلمين وهي تعتقد بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو الذي نزلت فيه عبس وتولى، وأن والده كان يعبد الأصنام، والغريب في الأمر أنهم يعيبون علينا حبنا لأهل البيت عليهم السلام وحب من ينتسب إليهم، وللعلم فأني من محبي الاستماع للسيّد محمد رضا الشيرازي وقد تأثرت كثيرا حين رأيت مراسم تشييعه قبل خمس سنوات، فترحمت عليه لانتسابه إلى هذه الذرية الطاهرة، وأذكر يومها أني تلقيت اعتراضا على ذلك في تعليق كتبه لي أحدهم في صفحتي بالفيسبوك، ولا أخفي عليكم أيضا أني تناقشت ذات مرة مع أحدهم فوجدته يقر لي ويعترف بأن من قتل فاطمة هو عمر بن الخطاب، سابقا اسمه بقول سيّدنا ومولانا، فالحقيقة هي أن هؤلاء أناس بلا عقول“.
أما المتشيّع الأخير في هذه الليلة فقد كان الأخ المصري ”محمد عبد الله إبراهيم“ من الشرقية، وقد تحدث قائلا: ”كنت على مذهب المخالفين الكذابين وأنا شخص لا يعرف شيء عن الدين، إلى درجة أني لم أكن أؤدي الصلاة، ولكن ثار شكي بصحة عقيدتي حينما جاءني أحد أقربائي وحاول أن يشيّعني، فرفعت صوتي عليه وطردته في بادئ الأمر وطلبت منه ألا يتقرّب مني، لكني بعد محاولته بدأت أطالع الكتب حول موضوع الاستخلاف بعد النبي (صلى الله عليه وآله) فلم أجد ثبات الاستخلاف إلا للإمام علي (عليه السلام) بالدلائل والبراهين القاطعة، مع وهن دلائل من ينفون الاستخلاف ويتهربون من دلالة حديث تنصيب الإمام علي خليفة للمسلمين من بعد النبي صلى الله عليه وآله، كما نصحني قريبي بمشاهدة الشيخ ياسر ولو لمرة واحدة، ففعلت ذلك ولكني شتمته بعدما جربت أن اسمعه، حيث وجدته يلعن عائشة من أول مرة سمعته فيها، ثم ندمت على ذلك بعد سنتين إذ تبيّن لي بأنه على حق، فتشيّعت نتيجة ذلك منذ أربعة أشهر، والآن أطلب من الشيخ أن يسامحني، ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في أئمة المنابر البكرية الكذابين الجبناء، خونة الأمانة العلمية في نقل الحقائق للناس وخاصة في مسألة مقتل الإمام الحسين عليه السلام، هذا وأسأل الله أن يعز بكم الإسلام“.
وبعد إلقاء الشيخ الحبيب لورقته السابعة في سلسلة (عثمان بن عفان حمال الخطايا) بمساء الجمعة الموافق للرابع عشر من الشهر، تلقى البرنامج اتصالا من الأخت المغربية ”أم أحمد“ من أسبانيا لتطلب من الشيخ أن يلقنها شهادة الإسلام الرافضي، وأفادت قائلة: ”أن زوجي متشيّع وهو الأخ صديق الأخ ”أبو علي“ وكيل قناة فدك في أسبانيا، وقد ساعدني هذا الأخ الكريم على الوصول لعقيدة التشيّع والمجاهرة بها، بعدما وصل لي بحمد الله كتاب (الفاحشة.. الوجه الآخر لعائشة) إلى البيت وقرأته، فلعنة الله على عائشة، ومع الأسف أستحي أن أقول لكم بأني درست علم الحديث في الجامعة بالمغرب، وكان الهدف عندي هو الحصول على الشهادة الدراسية، فكنت أمر على الأحاديث مع وجود غشاوة على القلب وغياب كامل للوعي، وقد تألمت كثيرا وأنا استمع للشيخ الحبيب في هذه السلسلة وهو يوقفنا على موارد التدليس بألفاظ من قبيل (كذا وكذا) و(فقال له كلمة) وما شابه ذلك مما كان في الحقيقة شتائم وجهها الطاغية الثالث عثمان لعلي بن أبي طالب عليهما السلام، وللأسف فقد نقلت هذا التزوير مع غياب الوعي عن مضمونه عند العمل في تدريسه، وبذلك أسهمت به في خداع عقول جديدة فأسأل الله أن يغفر لي، وأسألكم أن تدعو لي بلزوم التقوى والإيمان، ولزوجي بالشفاء، ولابني بالهداية“.
وفي مساء الثلاثاء، الموافق للثامن عشر من الشهر، تقدّم ثلاثة أخوة مهتدين بإعلان تشيعهم على قناة فدك، بعد أن تلقى البرنامج اتصالا من الأخ ”أحمد عبد العزيز“ وهو أردني يقيم في أوكرانيا، تحدث فيه قائلا: ”أتابع قناة فدك منذ أكثر من سنتين، وطوال هذه الفترة أحاول الاتصال لإعلان تشيّعي ولكني لم أنجح إلا الآن، فأنا أحب الشيخ الحبيب وأسأل ربي أن يحفظه ويعزّه ويطيل عمره في كل صلاة وأدعو الله بأن يجمعني معه في الآخرة، فكم أنا سعيد بمكالمته ولعنة الله على أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة وقتلة الحسين عليه السلام“.
وبسؤاله عن بداية رحلته أجاب الأخ أحمد: ”كنت جالس مع بعض الشباب في المقهى، وكان بيننا شاب نصراني فلسطيني، فجرى بيني وبينه حوار لأدعوه إلى الإسلام على الطريقة البكرية، فقال لي: كيف تريدني أن اتبع دين نبيّه مجنون ومسحور ومهووس بالجنس مع الأطفال؟
فهنا أردت ضربه لانفعالي من إجابته ولكن الشباب هدّؤوني، فقال لي: اسمعني للأخير ثم افعل ما تريد، تريد تضربني اضربني تريد تقتلني اقتلني، أن أمّكم تقول – كما جاء في البخاري – أن نبيّكم قد صعدَ جبل وكان يريد إلقاء نفسه من الأعلى، فالآن عندنا بأوروبا إذا صعدَ شخص إلى أعلى عمارة مرتفعة، ليلقي بنفسه إلى الأسفل، ماذا تقول عنه الناس؟ حتما سيقولون مجنون.. هذا أولاً، ثانيا كما جاء في مسلم تزوّج نبيكم عائشة وهي في عمر ست سنوات فكيف بشخص عمره خمسون أو ستون سنة يتزوّج من هي بهذا العمر؟“.
وتابع الأخ أحمد: ”فكّرت في أقوال هذا الفلسطيني فتهتُ ولم أجد جواباً مقنعاً أردّ به عليه، إلى أن بدأت أشاهد قناة فدك وتفقهت عن طريق الشيخ الحبيب بعد أن كنت اسمع بوجوده وأنه شخص رافضي يسب عائشة وأبو بكر وعمر ولديه قناة تدعى (قناة فدك)، فأتى قراري بمتابعة القناة بعدما وجدتها بالصدفة في التلفزيون واكتشفت من خلالها حقائق كثيرة حول ما لحق بأئمة الحق من أذى وإساءة، وأن أشد ما أصابهم هو ما تعرضت له القديسة فاطمة الزهراء عليها السلام بما فعلوه بها خلف الحائط والباب من ضربٍ وعصرٍ وغير ذلك".. وهنا أجهش الأخ الكريم بالبكاء بعد أن لم يتمالك نفسه، فدعا له الشيخ الحبيب بأن يرحمه الله تعالى جزاء عبرته على هذه المصيبة التي توجع قلوب المؤمنين“.
أما الأخ المصري ”سيّد محمد جامع“ من أسوان فقد كان ثاني المشاركين في البرنامج بهذه الليلة، إذ تحدث بعد إشارته بأنه من الجعافرة، الذين يرجع نسبهم إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قائلا:
”لقد تعرّفت على التشيّع من سنة 1986 ميلادية، وذلك بعدما اطلعت على خطبة البيان للإمام علي (عليه السلام) في كتاب يحمل عنوان (تبرئة الذمة) لمتصوّف سوداني، فبهرني ما جاء فيها من كلام الإمام عن ولايته التكوينية وأنباء الأولين والآخرين، فضلاً عن تأثري بالحديث النبوي الشرف الذي يقول فيه النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة. (المعجم الأوسط: جزء4 /صفحة 263 /حديث 4150)“.
وتابع الأخ محمد أن الجعافرة في أسوان قد بدءوا يعودون لأصولهم، حيث يوجد الآن حوالي ثلاثة آلاف متشيّع من بين الجعافرة البالغ عددهم 15 مليون نسمة، سائلا الشيخ الحبيب أن يخصهم بالدعاء، قبل أن ينوّه بأنه متخرّج من كلية التجارة بجامعة الأزهر، وأنه يمسك حاليا أحد المساجد التي جعل منبرها حسينياً ليهدي به الناس.
أمّا آخر اتصال بهذه الليلة فقد كان من الأخ رزقار، وهو كردي سوري يقيم في هولندا، حيث أخبر بأن له صديقاً عراقياً اعتاد على زيارته، وكلما زاره وجدهُ فاتحاً التلفزيون على قناة فدك ليتابع الشيخ الحبيب، قبل أن يضيف قائلا: ”لقد دخلَ كلام الشيخ الحبيب إلى عقلي، فعملتُ بنصيحة صديقي الذي أشار عليّ بمتابعة سلسلة (كيف زيف الإسلام)، فعرفتُ بعد ذلك كل ما ارتكباه أبو بكر وعمر من جرائم، وبصراحة أنا الآن نادم على ما ضاع من عمري بتبعيّة تلك العقيدة، وأشعرُ براحة تامة بعد التغيّر الذي انتقلت إليه“.
وفي مساء الجمعة الموافق للحادي والعشرين من هذا الشهر جاء اتصال الأخت فاطمة من المغرب، حيث تحدثت قائلة: ”كنت قد تشيّعتُ منذ 16 عاما، ولكني كنت من جماعة خامنئي قبل أن أهتدي لإتّباع السادة الشيرازية، ولذا فإني أريد إعلان براءتي من أعداء أهل البيت عليهم اللعنة بذكر أسماؤهم الصريحة لأنال بذلك الثواب العظيم، ولا أنسى أن أتقدّم بشكري لعلماء شيعة أهل البيت (عليهم السلام) المخلصين وكافة القنوات المخلصة التي نقلت إلينا الحق عبر علوم هذه العترة الطاهرة التي فرض الله طاعتها علينا في القرآن الكريم، وأخص بالشكر قناة فدك، كما أسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على هذه القناة لهداية المزيد من الناس بأخذهم نحو ركوب سفينة النجاة“.
وأضافت الأخت الكريمة: ”كنت بفضل الله من الذين توفقوا للمشاركة في الحملة الأولى لشراء أرض فدك الصغرى، وقد رأيت عند بدء الحملة الثانية أكثر من رؤيا يجتمع فيها الشيخ الحبيب والسيّد محمد رضا الشيرازي (قدّس سره)، وكان من أبرزها أني رأيت نفسي أجلس في غرفة منزل بالطابق الثاني، والغرفة للشيخ الحبيب، فرنّ الهاتف، فاتجهت لأردّ عليه وإذا بالشيخ الحبيب يأتي ويرفع الهاتف وهو مبتسم ويعطيني إياه، فشاهدت من خلال الهاتف أصوات رجال ينشدون قصائد لأهل البيت عليهم السلام في حفل جميل جداً، وكانت تظلّهم من فوق القبّة الشريفة لرسول الله صلى الله عليه وآله، ثم كانت المفاجئة عند نهاية الحملة بأني رأيت ذلك الحفل الذي رأيته بالمنام قد أقيم هو نفسه على الهواء في الحلقة الختامية التي اكتملت فيها مبالغ التبرعات بفضل الزهراء صلوات الله عليها. وعلى هذا فأني أرى أن تفسير هذه الرؤيا هي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوافق عملكم ويرضاه، فلعنة الله على أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم، وأرجو منكم ألا تنسونا بالدعاء لقضاء حوائجنا مع التوفيق لخدمة أهل البيت عليهم السلام وزيارة مراقدهم والإخلاص في أعمالنا والشهادة في سبيلهم صلوات الله عليهم“.
أمّا آخر مهتديين أعلنا تشيّعهما في جمادى الأولى، فقد جاء اتصالهما في مساء الثلاثاء الأخيرة التي وافقت الخامس والعشرون من هذا الشهر، وكان أولهما الأخ جاسم الدليمي من محافظة الأنبار في العراق، والذي تحدث قائلاً: ”أنا من الفلوجة ولكني أقيم في الرمادي بسبب سوء الأوضاع الأمنية في مدينتي، وقد بدأت البحث عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بمتابعة قناة وصال التي يظهر عليها (العرعور)، لكني وجدته بمنتهى الوضوح شخص تافه وسخيف، فتركت متابعة القناة واتجهت إلى متابعة قناة الكوثر وعليها شاهدت (أسد قصير) و(البالون) فحصلت منهما على بعض المعلومات، قبل أن ينصحني الأصدقاء من بغداد بمتابعة قناة فدك“.
وتابع الأخ جاسم حديثه قائلا: ”في بداية متابعتي لقناة فدك صُدِمتُ من الطرح الذي سمعته من الشيخ الحبيب، وشعرتُ بالغرابة منه، ولكني اقتنعت به تماماً فيما بعد بفعل الإرهابيين في العراق، الذين يرفعون شعار الدولة الإسلامية، فأنا رجل متعلّم بحمد الله لذا أخذت طريق الحق الواضح المتمثل في مشايعة أهل البيت عليهم السلام، والذين استقوا دينهم من النبي صلى الله عليه وآله لا غير، وأن أتخلى عن الرموز التي كنت أجلها واحترمها وفقا للتاريخ المزوّر الذي أوصلوه إلينا، والذي أنتج لنا أشباه الرجال من الدواعش الذين سوّدوا هذه الدنيا في وجوهنا، وأحيطكم علماً بأني لست وحدي من اتجه إلى هذا الخط ومتابعته بل أن هناك جماعة كبيرة من المثقفين عندنا قد اتجهوا مثلي إلى هذا المنحى بفضل ما تبثونه من نور القراءة الصحيحة لتاريخ دولة الإجرام، وبحمد الله فأني أعيش الآن في راحة نفسية مع الذات بعد توجّهي إلى هذا الاتجاه“.
وتلا ذلك اتصال الأخ عبد الله من محافظة الشرقية في مصر، ليفيد بأنه قد تشيّع بسبب اطلاعه على مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث أن أخاه الأكبر قد تشيّع قبله فنصحه بالبحث منذ أربع سنوات، إلا أنه كان لا يصدّق أخيه ولا يقتنع بكلامه، إلى أن اقتنع بالكلام نفسه فتشيّع قبل أشهر معدودة بعد أن استمع للشيخ الحبيب.
من جهته تقدّم الشيخ الحبيب بسؤال الله تعالى أن يثبّت كافة الأخوة، الذين أعلنوا تشيّعهم في هذا الشهر، على الإيمان والهدى والتوفيق في نصرة دين الله تعالى بهداية أهلهم وذويهم إلى هذا الأمر، حتى ينالوا شفاعة الصدّيقة الطاهرة سيّدة نساء العالمين (صلوات الله عليها) وشفاعة أبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله عليهم أجمعين) في يوم الحشر العظيم.