2007 / 11 / 23
صدر عن الشيخ ياسر الحبيب البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
حُرّر في 20 من جمادى الأولى 1425
إن الجريمة النكراء التي أقدمت عليها سلطات النظام المصري باعتقال وسجن وتعذيب رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت (صلوات الله عليهم) الأستاذ السيد محمد بن رمضان الدريني تكشف لنا عن عمق الطغيان في هذا النظام الفاسد، وعن وجهه الناصبي الخبيث الذي يحاول إخفاءه، فالسيد الدريني اعتُقل منذ أكثر من سنة من قبل رجال أمن الدولة الذين داهموا منزله واقتادوه واحتجزوه في زنزانة انفرادية إلى اليوم دون تقديمه للمحاكمة ودون توجيه اتهام رسمي له سوى أنه ”ينتمي للمذهب الشيعي“! وخلال هذه المدة تعرّض إلى صنوف التعذيب على يد الجلاوزة المجرمين تسببت في تشويه عينه وأذنه ورقبته!
ورغم صدور ثلاث أحكام قضائية حتى اليوم بالإفراج عنه إلا أن الحكومة ترفض تطبيقها ضاربة بها عرض الجدار! وكذلك هي تتجاهل مطالبات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية بالإفراج عنه!
فإلى متى تُنتهك حقوق هذا الإنسان وإلى متى يبقى سجينا؟! وهل أن مجرد موالاته لأهل بيت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) تعتبر جريمة في عرف النظام الاستبدادي المصري؟!
لقد كانت لهذا الرجل الشريف جهود مشكورة وأعمال جليلة في نشر وترويج ولاية أهل البيت (صلوات الله عليهم) في مصر، فأسس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت (عليهم السلام) كما أصدر عددا من الكتب والجرائد والنشريات المختلفة، وهي بمجملها نشاطات ثقافية عقائدية ليس فيها ما يخالف النظام العام، أو يخرق القوانين. وقد تسنى لنا الاطلاع على شيء من آثار السيد الدريني حيث كان يتواصل مع مكتب خدام المهدي (عليه السلام) في الكويت، وذلك ابان وجودنا هناك.
إننا إذ نستنكر هذه الجريمة التي أقدمت عليها السلطات الوقتية في مصر، والتي تضاف إلى جرائمها العديدة السابقة والحالية ضد شيعة أهل البيت (عليهم السلام)؛ فإننا نطالب بالإفراج الفوري عن السيد الدريني وضمان سلامته تنفيذا لأحكام القضاء على الأقل، كما ونطالب المؤمنين والمؤمنات في شتى أنحاء المعمورة ببذل كل الجهد للضغط على الحكومة المصرية لإنقاذ هذا المؤمن المظلوم، مذكّرين بالحديث النبوي الشريف: ”من أصبح ولم يهتم بأمور المسملين.. فليس منهم“!
إن هذا الأخ المؤمن يعاني ما يعانيه اليوم في ظلمات السجون، وهو ينتظر منا أن ننصره ونساعد في الإفراج عنه، فلا ينبغي التؤخر أو التلكؤ في ذلك. وعلى رأس ما نوصي به إخواننا المؤمنين في هذا المجال رفع أكفّ الدعاء إلى الباري سبحانه وتعالى والتوسل بأهل بيت الرحمة (صلوات الله عليهم) لتخليصه من سجنه قريبا عاجلا، فإن الدعاء سلاح المؤمنين، كما وأن وسائل الضغط المختلفة مطلوبة، كتنظيم الاعتصامات أمام السفارات المصرية مثلا، والنشر في الصحف والجرائد دفاعا عن هذا السجين المظلوم، وغير ذلك.
وعلى نظام مصر أن يعرف أن انتهاكاته هذه ضد شيعة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) لن تمر مرور الكرام! فإننا قوم ينتقم الله لنا ولو بعد حين، ولينظر هذا النظام إلى سائر الأنظمة والحكومات التي جارت على الشيعة، ماذا حلّ بها بعد كل الجبروت الذي كانت تتمتع به، وما نموذج النظام الصدّامي عنا ببعيد. فليعتبر هؤلاء الذين يحكمون مصر بالاستبداد، وإلا.. فإن الله عزيز ذو انتقام!
نسأل من الله تعالى أن يفك قيد هذا الأخ السجين بحق سيد سجناء الحق والدين، مولانا موسى بن جعفر الطاهر الطهر، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين. ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.
ياســـــــر الحبـــــــيب