2007 / 11 / 23
صدر عن الشيخ ياسر الحبيب البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
حُرّر في 6 من جمادى الآخرة 1426
إن مما يؤلم القلوب استمرار حبس مجموعة من إخواننا المؤمنين في غير مكان من العالم ظلما وعدوانا وافتراءا دون أن يلقى ذلك منا كثير اهتمام وعناء وإسهام في الإفراج عنهم وتخليصهم وإعادة السرور إلى قلوب أهاليهم المكلومين. هذا ورسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ”من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم! ومن سمع رجلا ينادي: يا للمسلمين.. فلم يجبه؛ فليس بمسلم“!
فالله العالم وحده كم من مرّة نادى إخواننا القابعون في السجون اليوم: ”يا للمسلمين“ ولم يجدوا إجابة من أحد يُذكر! واللهَ نسألُ أن لا نكون بسبب هذا التثاقل المخزي عن الإجابة ممن قد سُلب منه شرف الإسلام!
إننا نورد هاهنا التذكير بمجموعة من أخواننا المعتقلين، بعضهم مضى على اعتقاله سنوات عدّة، وقد تعرّضوا إلى ألوان من التعذيب الوحشي الحيواني الذي تمارسه الحكومات الظالمة، ونطالب جميع المؤمنين والمؤمنات ببذل أقصى الجهد للإفراج عنهم وتخلية سبيلهم وعودتهم إلى الحرية، وفي مقدّمة هذه الجهود يكون الدعاء فإنه سلاحنا نحن ـ معاشر شيعة آل محمد صلوات الله عليهم ـ بوجه من لا نعادلهم في العدد والعُدّة. ثم بعد ذلك يأتي الضغط الشعبي، والسياسي، والحقوقي، والإعلامي، وما إليه مما يجبر الأنظمة القهرية على الاستجابة والرضوخ.
وممن يعانون اليوم من مرارة السجن، إخواننا في المنطقة الشرقية العربية، الذين سجنتهم سلطات آل سعود منذ نحو عشر سنوات، على إثر تفجيرات أبراج منطقة الخبر التي سقط فيها القتلى من الجيش الأميركي المرابط هناك آنئذ. ومع أن الجميع يعرف بأن هذه التفجيرات ليس لشيعة أهل البيت (عليهم صلوات الله) يد فيها، ولا هي من جنس أعمالهم، ولا هي من بنات أخلاقهم، وأنها تحمل توقيعا معروفا لجماعات الإرهاب الوهابية السلفية المتعطشة لسفك الدماء والارتواء من قتل الأبرياء.. مع هذا فإن سلطات آل سعود سجنت هؤلاء المؤمنين المسالمين رغم أن كل التحقيقات لم تثبت أي تورّط لهم في ما حصل، خاصة بعد الإعلان الرسمي مما يسمى بتنظيم القاعدة بتبني العملية الإرهابية هذه أخيرا.
وإنّا لنعرف هذه الشنشنة من آل سعود! فهم من أكثر خلق الله حقدا على الشيعة المؤمنين، وقد استغلوا هذا الحادث لتصفية إحدى حساباتهم معهم.
إن الأخوة السجناء في المنطقة الشرقية هم: هاني عبد الرحيم الصائغ، عبد الله أحمد الجراش، حسين عبد الله آل مغيص، عبد الكريم حسين النمر، السيد مصطفى القصاب، السيد فاضل العلوي، مصطفى جعفر المعلم، علي أحمد المرهون، صالح مهدي رمضان. ولسنا ندري على وجه الدقة إن كان هنالك المزيد من المعتقلين هناك أم لا.
أما في اليمن، فهناك العشرات من المؤمنين والمؤمنات السجناء منذ حوالي السنتين بسبب انتمائهم العقائدي إلى أهل بيت النبوة والوحي (صلوات الله وسلامه عليهم)، ولم يتسنّى لنا الحصول على أسمائهم مع الأسف، غير أن فيهم العجزة وكبار السن، والفتيان الصغار. فاللازم على جميع الأخوة المؤمنين العمل أيضا على إطلاق سراحهم، خاصة بعد انكشاف الوجه الأسود لحكومة اليمن وعدائها الشديد للدعوة الشيعية الطاهرة في تلك البلاد، وحربها الشرسة ضد كل من يحمل في قلبه حب آل محمد وعلي (صلوات الله عليهم).
هذا والأمل معقود على كعبة الآمال، مولانا الإمام بقية الله الأعظم (روحي فداه) في أن يشمل هؤلاء المظلومين بلطفة وعنايته، ويخلّصهم من كرباتهم بمنّه وكرمه، اللهم آمين.
”اللهم أعزّه واعزز به، وانصره وانتصر به، انصره نصرا عزيزا، اللهم أظهر به دينك وملة نبيك، حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة“.
ياســـــــر الحبـــــــيب - لندن