2007 / 11 / 23
استنكر سماحة الشيخ الحبيب الجرائم الإرهابية المتجددة في الكاظمية المقدسة والتي قام بها شرذمة من السفاحين القتلة الوهابيين التكفيريين، معبرا عن عظيم أسفه وحزنه على ذهاب هذه الأرواح البريئة، مقدّما تعازيه البالغة إلى ذويهم سائلا المولى أن يتغمد هؤلاء الشهداء البررة بواسع رحمته.
وطالب الشيخ الحبيب الحكومة العراقية مجددا بضرورة تطبيق القوانين الشرعية بإعدام القتلة والمجرمين الذين تم القبض عليهم، معبرا عن أسفه لصدور أحكام قضائية مخففة على بعضهم وهو ما يجعل أمثالهم يتجرأون على أفعالهم الخسيسة.
كما طالب الحكومة والجمعية الوطنية بسن قانون أكثر صرامة لمكافحة الإرهابيين وتسريع إجراءات محاكمتهم، لأن الوضع الأمني الخطير لم يعد يتحمّل التباطؤ في ذلك. معتبرا أنه قد أصبح من الضرورة الشرعية على الحكومة القبض على بعض من نصّبوا أنفسهم رموزا ومتحدّثين باسم أهل العامة في العراق لدعمهم الإعلامي والسياسي الواضح للمجرمين والقتلة والإرهابيين، ومحاكمتهم محاكمة عادلة وصارمة في الوقت نفسه. وقال: ”هؤلاء لا يتوانون عن دعم الإرهاب وتقديم المبررات له بنحو أو بآخر، وإن لكل شيء حدّا، وغض الطرف عنهم أكثر من هذا يفسح لهم المجال لتغذية موجة الإرهاب فكريا وسياسيا وإعلاميا، وقد آن أوان أن يوضع لهم حد. من يريد المشاركة في العملية السياسية فله ذلك بشرط التزامه بالشروط وعلى رأسها المشاركة الفعالة بمكافحة الإرهابيين وعدم التبرير لجرائمهم، وعدم الإخلال بالنظام وإثارة نعرة الكره للأغلبية، وأما من يريد عرقلة التقدّم السياسي الذي يشهده العراق اليوم والمنع من استعادة الأغلبية لحقوقها المسلوبة وتحقيق المكاسب الطائفية على حساب أرواح الشعب المظلوم، فينبغي تأديبه ولا مكان له إلا السجن“.
وشدّد سماحة الشيخ الحبيب على أن أهل العامة في العراق، سيما رموزهم الدينية والعشائرية، مطالبون اليوم بموقف ينزّه ساحتهم من هذه الأعمال الإجرامية بحق أبناء الشعب الأبرياء، ولن يُعتبر هذا الموقف حقيقيا إلا إذا أسهموا جديا في تسليم الإرهابيين والقتلة المتواجدين في مناطقهم إلى الحكومة لينالوا جزاءهم العادل، قائلا: ”نحن جميعا نعرف أن هؤلاء يتواجدون في مناطق الأقلية البكرية، وهم يحتمون هناك بأهل هذه المناطق الذين لا يبدون كثير اشمئزاز من تواجدهم العلني في شوارعهم، لأن معظمهم لا يرتاحون لعودة الأغلبية لاستلام موقعها الحقيقي في السلطة ونظام الحكم، وهذا الارتياح ناشئ مما زرعته في نفوسهم من أحقاد الأنظمة الجائرة التي تعاقبت على حكم العراق، والتي صوّرت الشيعة لهم على أنهم العدو الحقيقي والأوحد. لهذا نقول أن زعماء تلك المناطق بإمكانهم تنظيف مناطقهم من هؤلاء المجرمين لو أبدوا فعلا تعاونا مع الدولة، فلا يمكن لأحد من الإرهابيين الاختباء في حي من الأحياء دون أن يشعر به الأهالي، لكن المشكلة هي أن أحدا من الأهالي لا يبلغ عنهم، والزعماء الدينيون والعشائريون لا يفعلون ذلك أيضا. وهذه خيانة كبرى للدولة والشعب، ومشاركة في جريمة تصفية الشيعة في العراق، وهو أمر لا يُغتفر ويجب على الجميع التوقف عنده، فإن الحال إذا استمر على هذا النحو من عدم مبالاة الأقلية بما تلقاه الأغلبية من الويلات فإن ذلك سينذر بمضاعفات خطيرة لا يريدها أحد. إن على أهل العامة أن يدركوا أن الشيعة ليسوا أعداءهم ولن يسلبوهم حقوقهم، وعليهم أن يقبلوا بعودة حقوق الشيعة إليهم بعد قرون من الحرمان وأن يذعنوا للواقع الجديد ولا يعيشون على أحلام عودة النظام البائد أو تأسيس نظام شبيه به يعيد خنق الشيعة والحجر عليهم ومنعهم من الوصول إلى حقهم في إدارة بلادهم. إن الأجدر بأهل العامة أن يثبتوا إنسانيتهم في هذا الموقف العصيب الذي يمرّ به العراق، وأن يمنعوا قيام الفتنة والحرب الطائفية باستئصال المجرمين من صفوفهم وتقديمهم للعدالة، ثم المشاركة الفعالة في العملية السياسية بأريحية وبعيدا عن روح العداء والتأزيم، عند ذلك سيتحقق لهم وللعراق كله السلام والاستقرار والرفاه، وفي هذا الصدد عليهم فورا إزاحة هذه القيادات العنصرية البغيضة التي تتحدث باسمهم، وتنصيب قيادات أخرى جديدة إنسانية عادلة وواعية، لتقودهم إلى ذلك الهدف المنشود“.
ودعا الشيخ الحبيب المؤمنين في جميع أقطار الأرض إلى أن يبتهلوا إلى الله تعالى بالدعاء لأن يحفظ العراق وأهله وينجيهم من هذه المحنة بلطفه، كما نادى بضرورة أن يدفع المؤمنين الصدقة يوميا بنية سلامة أهلنا في العراق، فإن الصدقة تدفع البلاء كما في الحديث الشريف. سائلا المولى تبارك وتعالى أن يعجل بفرج قائم آل محمد (صلوات الله عليه وعلى آبائه وأمهاته) ليقيم دولته العادلة وعاصمتها الكوفة المشرفة وينقذ الإسلام وأهله.