هل أستطيع أن أتبع إنسان متناقض؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

اول ما تابعناك وعرفناك كنت دائما تلوم الشيعة اللي قدمت لك انتقاد وتعاونت مع السنة ضدك ويمكن هذا من الامور اللي خلتنا نتعاطف معاك ونقرب منك اكثر ، وللاسف صرت الحين تقدم انتقادات لاذعة وظالمة في حق الجميع كل من يعترض طريقك او لا يعترض حتى .. السيد حسن والشيخ علي سلمان وغيرهم ، تطلب من الناس محاربتهم ومهاجمتهم وتركهم ، صرت مع اسرائيل والظالمين ضدهم ، احنا ما خلصنا حرب وانتصرنا عشان نبدا في مرحلة اعادة تهيئة او تعديل ، احنا في وسط الحرب والفتنه وانت تمارس ضغوطاتك بشكل همجي وتعسفي وظالم ، تعامل الناس وكانك شعب الله المختار الانسان الكامل القديس المعصوم والواجب اتباعه والناس كلها غلط وعندك ماخذ عليهم ، عشان شنو كل هذا ؟؟ تطلب من الناس التخلي عنهم واتباعك لان كل اللي ما يتبعونك في خسارة وضلال وخديعة وكانك عايش في قلوب الجميع وضمايرهم
صارت الامور فوق ان الانسان يتحملها ، كل ما نظرنا الى شخص وقلنا وصلنا خير الى انسان ينقذنا نرجع نرتطم بالارض عفوا بالاسمنت ونرجع لحالة البحث والضياع فيك الكثير من التكبر والغرور والتهجم في غير موقعة ، ولما شخصك او شخص اخر يذكر ان الامام الحسين واهل البيت ذكروا السب والشتم وبعض الالفاظ الوسخة ، اقولك كانت كل الرسالة جذية او بعضها جزء منها ، انت وجماعتك اتخذتو منه اسلوب دائم في نشر رسالتكم ، وهذا مو بس غلط الا وعيب ، لما يكون الرسول واهل البيت يغلبهم الحياء والخجل والعفة شلون تمشون بهذي الالفاظ وتدعون انها الفاظ اهل البيت


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


جواب المكتب:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا و مولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام و أهل بيته و أنصاره و سبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة و السلام.

أولا: سماحة الشيخ لا يريد منكم التعاطف معه إطلاقا و إنما يطلب منكم الاصطفاف مع الحق والانحياز له سواءا كان الحق إلى جانب سماحته أم إلى جانب الاطراف الأخرى.
إنحياز التيارات والاتجاهات الأخرى لعائشة و ابنائها في تلك الفترة كان فيه تقوية لمعسكر الباطل على معسكر الحق المتمثل في أتباع منهج الجهر بالبراءة من عدوة الله و رسوله و اهل البيت عليهم السلام وتسقيطها.
لو كان ضرر اصطفافهم مع حزب عائشة لعنها الله يقتصر ضرره على سماحة الشيخ لما تظّلم سماحته من موقفهم ذاك ولكن لأنّ ذلك الموقف منهم كانت سهامه موجهة للمنهج الذي يدعو إليه سماحة الشيخ فراحوا بمثل تلك الهجمات على شخص سماحته يصدون الناس عن الاستماع إليه ويشكلون بحملاتهم التسقيطية البعيدة عن المنهج العلمي حاجزا نفسيا يحجب العوام المخدوعين عن مجرد التفكير في الاستماع لسماحة الشيخ والتأمل فيما يطرحه.
ثانيا: سماحة الشيخ لا يطرح مواقفه من الآخرين لأنهم يعترضون طريقه بل ينبري لمن يعتقد و يرى سماحته بأنه يعترض طريق الحق والاسقامة.
ثالثا: سماحة الشيخ لم يدعُ لمهاجمة ومحاربة الشخوص و إنما سماحته يؤدي وظيفته الشرعية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا يحتم على سماحته كشف المناهج المنحرفة وبيان حقيقتها للناس ليحذروا منها. سقوط المناهج كما تعلمون يعني سقوط رموزها بشكل عرضي. انت لا تستطيع أن تُسقط مثلا منهج أبي بكر ابن أبي قحافة بدون أن يسقط معه أبو بكر, قصدت ذلك أم لم تقصد فذلك يقع بشكل تلقائي.
رابعا: إنّ عدم تأييدك لطرف ما لا يعني أنك توالي الطرف الآخر المناويء له. مثلا الحركات الناصبية في العراق وغيرها تبدي العداء للاحتلال الأمريكي ولإسرائيل ولكن هل يعني هذا أنها توالي المقاومة في الجنوب و الأمين العام لحزبها؟
خامسا: إنّ النصر الحقيقي هو في رفع "الذلة الدينية" فتلك هي الذلة التي خرج الحسين عليه السلام من اجل رفعها عن الأمة. الانتصار العسكري في الجنوب لم يُعقب عزة دينية فمن كان عزيزا في دينه لا شيء يجبره على أن يصف عائشة لعنها الله بالسيدة و أن يترضى على الصحابة الذين يلعنهم سماحة الشيخ ياسر ويكشف مخازيهم.
ننصحكم بمتابعة هذه الحلقة من الليالي الحسينية بعنوان ( لا دنيا مع الحسين) تامة لتتضح لكم الرؤية (هنا)

سادسا: إنّ نصركم على المعتدين و انتم في هذه الحرب التي تواجهون فيها عدوا لا يرقب فيكم إلاً و لا ذمة يكون أولا بنصرة الله ورسوله وهذا يتحقق بالعزم على إسقاط من أسس أساس الظلم والجور على آل محمد عليهم السلام فمن هنا يبدأ النصر الحقيقي.
الرافضي لا ينأى بجراحه عن ائمته الاطهار عليهم السلام ولا يرى في الوجود قضية أهم و أولى من الانتصار لهم وفضح ظلمتهم والمتأكلين بهم من رموز الزيف والضلال. فتلك دائما قضيته الأولى و الأهم.
لماذا في فترة حكم معاوية لعنه الله حينما كان هو و جيشه منشغلين في الحرب مع عدو خارجي لم يمتنع الحسن عليه السلام عن مهاجمة معاوية لعنه الله والتصريح ضده في اكثر من مورد؟
لماذا لم يقل ما هم فيه من معارك مع عدو خارجي يكفيهم , ولماذا أنا أهاجم معاوية و أطلق تصريحات ضده في مثل هذا الوقت؟ بل في الشام عاصمة حكم معاوية هاجمه وفضحه.
لا يا أخي تلك كلها أسباب ليس لها قيمة في الشرع ولا تُعفي المؤمن عن المضي في أداء وظيفته الشرعية وبيان الحق.
الأهم عندنا هو مصلحة الدين فإن كانت مصلحة الدين تقتضي السكوت عن بعض الامور في مرحلة ما فإنّ ذلك يكون راجحا بل واجبا في بعض الموارد.
ثق أننا لو وجدنا مصلحة شرعية راجحة في الكف عن تلك الرموز لكنا فعلنا. فنأمل منكم أن تحسنوا الظن بنا.
سابعا: وصفكم أسلوبنا بالهمجي التعسفي الظالم لربما كان فيه شيء من الإجحاف بحقنا فنحن عندما نتحدث نقدم الأدلة ونطرح الحجج والبراهين ونعرض الأسباب.
ثامنا: معاذ الله أن يدعي سماحة الشيخ لنفسه تلك المقامات التي ذكرتموها ( القديس, الكامل, من يجب اتباعه)
إنّ سماحته يطرح ما يعتقد بينه وبين الله انه هو الحق ويطرح أدلته وبراهينه ويعرض اسبابه وهو لا يجبر أحدا على الايمان بما يطرح او اعتناقه.
سماحة الشيخ يطلب من الناس اتباع محمد وآله الطهار والسير بنهجهم.
إن كان سماحة الشيخ كما وصفتموه ايها الاخ الكريم (مغرور , متكبر, يمارس التهجم في غير موضعه) فهو يسأل الله تعالى المغفرة و إن كان بريئا مما وصفتموه به فهو يسأل الله تعالى لكم المغفرة.
تاسعا: إنّ سب المنحرفين والظلمة هو سلوك إنساني نابع من الفطرة لذا جاءت الشريعة الغراء موافقة له.
لا تختلف معنا ايها الكريم في كون السوء من القول من مصاديقه ( السب و الشتم) فالله سبحانه وتعالى يحب ذلك إن كان من المظلوم في حق ظالمه
قال جلا وعلا : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظُلم وكان الله سميعا عليما), سورة النساء (48)
لا شك انك اخي الكريم في خضم هذه الاحداث التي تجري على الساحة البحرانية شاهدتم ما تعرض له هذا الشعب المظلوم من قتل همجي وحشي على يد القوات المعتدية الغاشمة و قد سمعت على مقاطع الفيديو وغيرها المنتشرة على مواقع الانترنت كثيرا من الألفاظ المستهجنة القبيحة في عرفنا وقد كانت تصدر من بعض المتضررين المظلومين ولكن لا أحد منا يتمكن أن يصف هؤلاء بأنهم بذيؤون بل نعذرهم و ننقم على ظلمتهم ونعتبر تلك الاوصاف التي يطلقها هؤلاء المظلومون في حق اولائهم المجرمين الظلمة أقل ما يستحقون.
تلك أخي فطرة الإنسان فالمظلوم يضج ويصرخ ويشتم ظالمه ويفضحه. الدين لا يعاكس الفطرة فتنبه لهذه النقطة جيدا اخي الكريم.
إنّ صاحب القلب السليم لن يُوجه لومه لذلك المظلوم الذي يشتم ظالمه ولو استخدم أقذع الأوصاف و إنما سيصب جام نقمته على ذلك الظالم إن كان عارفا بحقيقته , أما إن كان يجهل حقيقة ذلك الظالم فإنّ تلك الثورة اللفظية المحملة بسيل من الشتائم والسباب للظالم من المظلوم سوف تدفع صاحب القلب السليم إلى محاولة البحث عن السبب والتقصي عن القضية فحينها تنكشف له الحقيقة فيبرأ من ذلك الظالم ويعاديه.
أما صاحب القلب المريض فإنّه سيهاجم ذلك المظلوم ويصفه بالبذيء والهمجي والوقح وسيتعامى عن الأسباب.
العاقل اخي لا يركز على "الأعراض" وإنما يبحث عن "العلل"
سب الظالم وشتمه والهجوم عليه هي أعراض لعلة حقيقية يعاني منها المظلوم وهي الظلم.
بالمثل أخي لا يكوننّ الظلم في حق الله تعالى ورسوله أهون عندنا من المظالم الشخصية او الاجتماعية, فإنّ التلاعب بدين الله وتحريفه وإدخال البدع والريب فيه هو ظلم عظيم في حق الله تعالى ورسوله الذي بذل في سبيل هذا الدين كل ما يملك وضحى بعترته وأهل بيته في سبيله ثمّ يأتي من يتلاعب فيه! كيف نرضى هذا؟
لذا جاء هذا الحديث النبوي الشريف موافقا للفطرة الإنسانية السوية و الشخصية الإيمانية الرافضية
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة». (الكافي الشريف ج2 ص375)
هل تتصور يا اخي أنّ رجلا يُذبح طفله في حجره يرضى أن يُطلب منه اختيار ألفاظه بعناية تجاه قاتل ولده؟! إنّ الرافضي بحق يعيش ألم ما جرى على آل رسول الله الاطهار عليهم الصلاة والسلام في كل لحظة و مصائبهم ماثلة أمامه دائما لذا ليس من العدل أن تلومه لأنه يفقد شعوره حين يأتي على ذكر قتلة ال رسول الله وظلمتهم ومن "حرّفوا دينهم وتلاعبوا به" فهذا خطب لا يدانيه خطب.
أمّا قولكم أننا ننسب لآل رسول الله كلاما في حق الظلمة والمنحرفين ترفضونه انتم بالهوى والمزاج فهذه ليست مشكلتنا.
إنّ مشكلة الآخر هي هذه, التركيز على "الأعراض" لا على "العلل"! عندما تعرف العلة يصبح العرض عندك امرا طبيعيا.
عندما ترى عرضا لعلة بدنية فإنك تستغربه وتهلع منه ولكن عندما تعرف علته وسببه فإنك تبدأ في التعامل معه بشكل طبيعي وتصرف اهتمامك لعلاج العلة والتخلص منها بدلا من صرف عمرك في الجزع من الأعراض.
آل رسول الله وكذلك شيعتهم لا يتجنون وعندما يصفون أحدهم يوصف فإنه يكون مستحقا له.
من يشتم النظام الخليفي الحالي بما شاء من أوصاف لا يمكن لأحد سوي الفطرة أن يصفه بالبذيء أو قليل الحياء إلا إن كان يشكو خللا في إنسانيته.
العاقل المؤمن لا يرفض شيئا لمجرد أن نفسه تنكره ولا تقبله فيبادر الى رفضه ويتكلم بغير علم. إنّ كثيرا من الحقائق موجودة في أمور ينكرها الانسان.
ورد في نهج البلاغة قول مولانا امير المؤمنين عليه السلام :«فلا تقولوا بما لاتعرفون، فإنّ أكثر الحق فيما تنكرون»
عاشرا: نحن لا نؤيد سب وشتم المنحرفين والمعاندين هكذا لمجرد السب والشتم ولكن يجب أن يكون ذلك مدعما بالحجة والدليل والبرهان وعرض الأسباب.
انتم رايتم اخي أنّ خصوم سماحة الشيخ قد نجحوا باستخدام تلك الاستراتيجية ( السب والشتم) في صد الآخرين عن متابعة سماحة الشيخ وتنفيرهم منه.
لا يمكنك أن تنكر بأنّ لتلك المنهجية دورا في التنفير من الآخر ولكنّ ذلك لا يستمر إن لم يكن مبنيا على أساس صلب من الحجج والبراهين. لذا فإنّ كثير ممن خُدعوا بسبب حملات الشتم والسباب الموجهة لسماحة الشيخ قد انكشفت لهم الحقائق فيما بعد عندما واجههم أنصار سماحة الشيخ بالحجج والبراهين.
فإذاً ذلك المنهج النبوي يكون ناجعا في تسقيط رموز الباطل والمعاندين ممن يتبعونهم ويناصرونهم وتنفير الآخرين منهم وحط كرامتهم واعتبارهم ولكن لا بد ان يكون مدعما بالبراهين والأدلة والحجج الدامغة
نتمنى منكم اخي الكريم متابعة سلسلة تحرير الانسان الشيعي ففيها إجابات مفصلة على كثير من الأمور التي نخال أنها تدور في خلدكم (هنا)

وفقكم الله لمراضيه. والسلام.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

19 محرم 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp