بيان | الشيخ ينادي المرجعية بالتحرك بعد المذبحة الأخيرة لشيعة أفغانستان

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

26 شهر رمضان 1442

نشر مكتب الشيخ الحبيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيانا رسميا لسماحة الشيخ الحبيب ندد فيها بالمذبحة الوحشية التي أقدمت عليها المنظمات الإرهابية البكرية في العاصمة الأفغانية كابل، وذلك يوم أمس السبت الخامس والعشرون من شهر رمضان بالقرب من مدرسة ثانوية للبنات، وجاء في البيان:

الشيخ يشعر بعظيم الأسى للمذبحة الوحشية التي ارتكبتها العصابات الإرهابية البكرية يوم أمس السبت في العاصمة الأفغانية كابل حيث أوقعت تفجيرا عند مدرسة ثانوية راح ضحيته حتى الساعة ٢٠٨ ما بين شهيد وجريح معظمهم من بنات الشيعة الطالبات اللاتي كن في طريق خروجهن من المدرسة والعودة لأهاليهن وهن صائمات وإذا بهن في لحظة يتحولن إلى أشلاء متناثرة.

الشيخ إذ يترحم على الشهداء والشهيدات ويسأل الله تعالى للجرحى والجريحات بالشفاء العاجل؛ فإنه يندد بهذه الجريمة البشعة بأشد العبارات، ويحمّل مسؤولية وقوعها للحكومات الكبرى وفي مقدمتها الحكومة الأمريكية إذ قبلت بالتفاوض مع حركة طالبان وبدأت بسحب قواتها من أفغانستان مما جرّأها ومثيلاتها من العصابات البكرية الإرهابية على زيادة عملياتها الإجرامية وآخرها هذه العملية الغادرة الجبانة.

الشيخ يلفت النظر إلى أن حركة طالبان الإرهابية تسيطر فعليا اليوم على نصف أراضي أفغانستان تقريبا، وأن من غير البعيد مع الانسحاب الأمريكي أن تمتد سيطرتها إلى عموم البلاد شيئا فشيئا، ما يعني عودة عمليات الإبادة الجماعية لشيعة أفغانستان كما كان يحصل في السابق حين كانت هذه الحركة الناصبية الخبيثة تحكم في التسعينيات.

إزاء هذا الخطر يوجه الشيخ الدعوة لمراجع الدين العظام للقيام بتحرك حازم وجدي لحماية شيعة أفغانستان من الإبادة، منبها على أنه لا يمكن الاعتماد لا على الحكومة الأفغانية الضعيفة ولا على القوى العالمية التي لا تكترث إلا بمصالحها وها هي تتراجع وتنسحب بلا مبالاة.

يذكِّر الشيخ هنا بأن فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية كانت السبب في حماية العراق ومقدساته وأهله، وكان ذلك بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على نحو ثلث مساحة البلاد، فإذا كان ذلك يستأهل صدور هذه الفتوى فإن سيطرة تنظيم إرهابي مماثل على نحو نصف مساحة أفغانستان يستأهل صدور فتوى مماثلة بطريق الأولوية إلا أن نتعامى عن الخطر المحدق أو أن نقول بأن دماء شيعة أفغانستان أهون - والعياذ بالله - من دماء شيعة العراق.

يقول الشيخ: «نحن لم نعتمد حين دهمتنا داعش في العراق لا على الحكومة العراقية الضعيفة ولا على الأمريكان وما يسمى بقوات التحالف. قمنا بأنفسنا بتحشيد قوانا والاعتماد على أنفسنا في تطهير العراق من رجس الإرهابيين. هكذا ينبغي أن يحصل في أفغانستان قبل وقوع الكارثة. الاعتماد على الحكومة الأفغانية الضعيفة سفاهة، إن من الممكن أن تسقط في أية لحظة خاصة مع انسحاب القوات الأجنبية، وبطبيعة الحال لا يمكن الاعتماد على هذه الأخيرة وهي تتخاذل وتنسحب رسميا وعلانية. كما لا يمكن الاعتماد على حكومة خامنئي الخائن مع ما لديها من علاقات ودودة علنية بحركة طالبان. فلتتحرك المرجعية ولا تتأخر. كنا نطالبها بمثل هذه الفتوى سنة ٢٠٠٧ ولكنها تأخرت ست سنوات فأطلقتها سنة ٢٠١٤ ولو أنها لم تتأخر لأمكن حقن كثير من الدماء وتجنيب البلاد كثيرا من الدمار بقطع دابر الإرهابيين قبل أن تتقوى شوكتهم. نأمل أن لا يتكرر هذا الخطأ وسوء التقدير. لن نخسر شيئا إذا ما أطلقنا هذه الفتوى لحماية أهلنا في أفغانستان، فالاحتياط دوما أولى وأجدى. لو أن أمتنا كانت على وعي أكبر لما احتاجت إلى فتوى في الدفاع عن نفسها، ضرورة أن الجهاد الدفاعي لا يحتاج إلى فتوى أو حكم أو إذن من الحاكم الشرعي، إلا أن أمتنا ما زالت غير واعية بالقدر الكافي، فتحتاج إلى هذا المحفّز. القانون الدولي يسمح لنا بتكوين قوة دفاعية شعبية مع غياب الحماية الكافية من الحكومة المحلية وتخاذل القوى الكبرى. نحن ندعو أبناء أمتنا إلى عبور الحدود. المسلم أخو المسلم والشيعي أخو الشيعي. لا مانع أن ينضم الشيعي العراقي أو اليماني مثلا إلى أخيه الأفغاني لاجتثاث حركة طالبان وغيرها من حركات إرهابية بكرية من الوجود وتخليص البشرية من هذا الإرهاب والشر تحت غطاء أممي. ينبغي أن تتحول (شرطة الخميس) إلى قوة دفاعية ضاربة على الأرض حقا تعتمد في التعامل مع الجماعات الإرهابية المنهج الحربي الحاسم الاستباقي لإمامنا أسد الله الغالب علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما إذ يقول: إن هؤلاء القوم لم يكونوا لينيبوا الى الحق، ولا ليجيبوا الى كلمة سواء؛ حتى يُرموا بالمناسر تتبعها المناسر، وحتى يُرجموا بالكتائب تقفوها الحلائب، وحتى يُجرّ ببلادهم الخميس يتلوه الخميس».

26 شهر رمضان 1442 - 9 مايو أيار 2021

مكتب الشيخ الحبيب

صورة من البيان:





شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp