الشيخ الحبيب في الاحتفال بالمولد النبوي لسنة 1435: رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) هو حجاب الله وقناة الاطمئنان في الدنيا والآخرة

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2014 / 02 / 05

بعد آياتٍ من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الكرام المقرئ حسن الكرعاوي، أحيت هيئة خدام المهدي عليه السلام في لندن احتفالها السنوي البهيج بذكرى ميلادي النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وحفيده الإمام جعفر الصادق (صلوات الله عليه) لسنة 1435 وذلك لأول مرة بأرض فدك الصغرى.

الحفل البهيج والذي أداره عريف الحفل الأستاذ فائز الجبوري حضره عدد من المشايخ والرواديد الكرام حيث شارك في الحفل - إلى جانب الشيخ الحبيب - كل من الشيخ محمد سيروس والذي ألقى كلمة باللغة الإنجليزية بهذه المناسبة، والمنشد الباكستاني سيد نجم الحسن والذي ألقى أهازيج باللغة الأوردية بهذه المناسبة السعيدة، قبل أن يختم الرادود السيد صالح الموسوي الحفل بقصائد كتبت خصيصاً لهذا الاحتفال.

من جهته ألقى الشيخ الحبيب كلمة عظيمة بهذه المناسبة واستمرت قرابة الخمسين دقيقة، هنأ في بدايتها ولي أمر المسلمين الإمام الحجة المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) بأصدق التهاني والتبريكات، قبل أن يشدد بكلمته على أن من أسوأ نتائج الانقلاب المشؤوم في سقيفة بني ساعدة - بعد استشهاد الرسول الأكرم - زرع الاعتقاد الباطل بين الناس بأن لله عز وجل مكانا يتموضع فيه، ويحتجب به عن خلقه فوق العرش، الأمر الذي يعني القول بتشبيه الله بمخلوقاته إلى جانب القول بتجسيمه وتحجيمه، وهو ما سعت من خلاله هذه الزمرة الخبيثة لإفساد أعظم ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) للعالمين وهو اعتقاد التوحيد.

وأشار الشيخ الحبيب إلى حديث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ”أن الله عز وجل ليس بينه وبين خلقه حجاب لأنه معهم أين ما كانوا“، مؤكدا سماحته أن قول الإمام المرتضى (صلوات الله عليه) يعني أنه ليس لله حجاب بالمعنى المادي، أما بالمعنى المعنوي فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو حجاب الله تعالى أي الواسطة التي تصل الخلائق بالله عز وجل.

وأضاف سماحته أنه يمكن تفسير هذه العبارة بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو حجاب الإيمان، وحجاب العبادة، وحجاب العلم - إلا ما استأثر به الله لنفسه - وحجاب الدعاء، وحجاب الاطمئنان، لأنه يستطيع أن يتلقى الأوامر من الله مباشرة، لا كسائر الأنبياء والمرسلين والأوصياء والملائكة فحسب، بل أنه كان أيضا ربطة الوصل بين السابق ذكرهم وبين الله في عالم الأنوار، وبهذا النص وردت روايات مستفيضة بالسنة المطهرة، مما يعني بعبارة أخرى أن محمد بن عبد الله هو ”أستاذ الكل في الكل“ بما في ذلك البشرية جمعاء. (راجع: الكافي - الجزء 1 - الصفحة 145).

وفي سياق حديثه لشرح هذه التفسيرات تطرق الشيخ الحبيب إلى التأكيد على أن رسول الله الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) هو ”ذكر الله“ الذي به تطمئن القلوب كما قال الإمام الصادق (عليه السلام). (راجع: تفسير العياشي - الجزء 2 - الصفحة 211).

ونوّه الشيخ الحبيب (حفظه الله) إلى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو ”ضمانة الاطمئنان“ في يوم الفزع الأكبر عند القيامة، ناقلاَ سماحته ما يعضد هذا القول من كلام الأئمة الأطهار في تفسير الآية الكريمة «ويَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ»، حيث تحدثت الروايات الشريفة أن المقصود بقوله «إلا من شاء ربك» هم الذين ينادون ”يا محمد“ في يوم القيامة، فيأتي ويستوعبهم هذا النبي الكريم لتطمئن قلوبهم بشفاعته لهم عند ربه، واستنقاذه لبعضهم من شرر شفير جهنم. (راجع الأمالي للصدوق - الصفحة 350).

وفي ختام كلمته أكد الشيخ الحبيب أن علي وفاطمة (صلوات الله عليهما) هما حجاب الله من بعد الرسول الأكرم ويليهما أبناؤهما من الأئمة المعصومين (عليهم سلام)، مستشهدا بما جاء في الزيارة الرجبية الواردة عن السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي عن الناحية المقدسة (الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه) بأنهم جميعا (حجب الله). (راجع: مصباح المتهجد - الصفحة 821).

مردفاً سماحته أن من الطبيعي أن يكون الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) حجب الله وذلك لأنه قد جرى فيهم روح محمد بن عبدالله كما أخبرنا الله في الحديث القدسي الذي يرويه أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن رسول الله بأن الله تبارك وتعالى قال له (صلى الله عليه وآله): ”استكمال حجتي على الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي ووالى أعداءه وأنكر فضله وفضل الأوصياء من بعده فإن فضلك فضلهم وطاعتك طاعتهم وحقك حقهم ومعصيتك معصيتهم، وهم الأئمة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك، وروحك ما جرى فيك من ربك“. (الكافي - الجزء 1 - الصفحة 208).

ونوّه الشيخ الحبيب إلى أن تفسير هذا القول غير معروف لأنه من الأمور الغيبية التي لم تكشف لنا، إلا أن المهم أن نعتقد بأنهم (عليهم السلام) حجب الله، وأنهم أيضا ذكر الله الذي تطمئن به القلوب، وأنهم سبيل النجاة للعباد، ومنبع الرحمة، قبل أن ينهي كلمته باستعراض أبيات شعرية للإمام الصادق (عليه السلام) الذي تصادف ذكرى ميلاده ذكرى ميلاد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبهذه الأبيات يصف الإمام أوصياء النبي (صلى الله عليه وآله) بوصف جميل جاء في آخر أبياته قوله: ”من شذ عنا فبرغوت مساكنه.. ومن أتانا فجنات وولدان“.


شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp