الشيخ الحبيب في احتفال عيد الغدير 1435: كلمات أعلام العدو توضح دلالة لفظة ”الولي“ والقرائن التاريخية تزيدهم إلزاماً

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2014 / 11 / 09

احتفاءً بمناسبة عيد الله الأكبر - عيد الغدير الأغر - أقامت هيئة خدام المهدي (عليه السلام) في لندن حفلها السنوي العام حضره المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد علي الطباطبائي وسماحة الشيخ الحبيب وسماحة السيد أحمد الموسوي وسماحة الشيخ عباس آغائي وسماحة الشيخ محمد سيروس وجمع من الرواديد والمؤمنين الكرام.

وبهذه المناسبة ألقى سماحة الشيخ الحبيب كلمة سلط فيها الضوء على دلالة لفظة ”الولي“ في حديث الغدير وكلمات الناكثين الأوائل أبي بكر وعمر (عليهم لعائن الله)، مردفا ذلك ببيان شروحات أعلام المخالفين لهذه اللفظة في كلمات العدو المعاصر للإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، قبل أن يشدد سماحته أكثر على دلالة المعنى باستعراض بعض المواقف التاريخية للأنصار في يوم المؤامرة على الوصي الشرعي للإسلام المحمدي في سقيفة بني ساعدة.

هذا وقد استهل الشيخ الحبيب كلمته برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام الإمام الحجة بن الحسن (صلوات الله عليهما) وكافة المؤمنين والمؤمنات من خلّص أتباع أهل البيت الطاهرين (عليهم السلام)، قبل أن ينوه بتسليم الجميع بقطعية صدور حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم، الذي يستدل به لتنصيبه (صلى الله عليه وآله) عليا (صلوات الله عليه) خليفة من بعده على هذه الأمة.

وأضاف سماحته أن السبيل الوحيد لدى العدو الجاحد لحجية هذا الحديث الواصل لأعلى مراتب التواتر، هو المراوغة لتحريف دلالة المعنى في لفظة ”المولى“ أو ”الولي“ كما جاءت في سنن النسائي (حديث رقم: 8145) وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (حديث رقم: 1750).

ولإبطال تأويلات أهل الخلاف للفرار من دلالة الحديث أشار الشيخ الحبيب إلى أن العرب كانت تعبر عن ولاية الأمر بهذه الصيغة نفسها، أي بذات الأسلوب الذي استخدمه النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير، ومن شواهد دلالة لفظة ”الولي“ ما جاء في خطبة الطاغية الأول أبي بكر بعد تقمصه الخلافة، حيث قال: ”أما بعد أيها الناس، فإني قد وليتكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني“.

كما جاءت هذه اللفظة أيضا في حديث عمر لعلي والعباس، والذي أخرجه مسلم بتمامه برقم (3302)، ودلّس فيه البخاري بحذف بعض كلماته واستبدالها بـ”كذا وكذا“، كما بتره أيضا أبو داوود وغيره من أرباب الحديث عندهم، مما يُنْبِئ عن مسعى القوم لإخفاء هذه الحقيقة عن أبنائهم لإيهامهم أن عليا (عليه السلام) كان محبا لأبي بكر وعمر، وأنه لم يكن يراهما خائنين كاذبين غادرين آثمين.

وبعيدا عن كل ذلك كان مما جاء في قول عمر: ”فلما توفي رسول الله قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله“. كما جاء في قوله بالحديث نفسه: ”ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله وولي أبي بكر“.

وقد بيّن داعية الوهابية المعاصر ”عبد المحسن العبّاد“ معنى هذه اللفظة في كلام عمر، وذلك في شرحه للحديث (2963) في سنن أبي داوود، بأنها تدل على الإمرة بمعنى الحكم والسيادة ولم يفسرها هو وغيره من شراح الحديث على أنها تعني المحب والناصر كما ذهبوا إليه في تفسير عبارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديث الغدير الذي يتعضّد بما جاء في السياق والقرائن، ومن هنا يتضح مدى الجحود الذي يذهب إليه أعلام البكرية لإنكار حق علي (عليه السلام) في ولاية عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وردا على ما يشيعه أهل الخلاف من تساؤل أنه إن كان فعلا علي (عليه السلام) هو من أوصى له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية الأمر بعده، فلماذا لم نسمع أحدا من الصحابة قد اعترض على ما جرى في سقيفة بني ساعدة؟!
أجاب سماحته أن طرح هذا السؤال يعود لجهل المخالفين بالوقائع التاريخية والأحداث التي تلت استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ إذ روت مصادرهم المعتبرة اعتراض عدد من الأنصار على تلك المؤامرة الخبيثة لعزل علي (عليه السلام) عن الحكم، لمعرفتهم بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم.
ومن تلك الشواهد ما ذكره ابن الأثير بأن جمعا من الأنصار ومعهم الزبير بن العوام حينما شهدوا انعقاد مؤتمر السقيفة الانقلابي لمبايعة أحد الاثنين (أبي بكر بن أبي قحافة أو سعد بن عبادة)، مع غياب علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، هتفوا بصوت عالٍ: ”لا نبايع إلا عليا“ قبل أن يأخذ عمر بن الخطاب البيعة منهم قهرا لأبي بكر. (راجع: الكامل في التاريخ - الجزء 2 - الصفحة 187).

وفي الختام أكد الشيخ بأن قول الأنصار في سقيفة بني ساعدة: ”فمنا أمير ومنكم أمير“ كان السبب الرئيس في انشقاق هذه الأمة وخرق وحدتها بتفريقها إلى طوائف مختلفة، لأنه فتح الباب لأبي بكر بالتغلب والوصول إلى الحكم، مستغلا بذلك حالة التشرذم، وعليه جاء في السنة المطهرة عن أهل البيت (عليهم السلام) أنه قول الله عز وجل «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ»، مشددا سماحته أن على هذه الأمة المغلوبة على أمرها إن أرادت أن تستعيد قوتها وتتوحد، أن تتجه لولاية سيد المسلمين علي بن أبي طالب و أوصياءه من بعده (عليهم السلام) ليدفع الله بذلك عنها غلبة اللئام المتسلطين.

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp